قال الكاتب الصحفي زكي القاضي، في لقاء خاص على شاشة "إكسترا نيوز"، إن مشهد دخول شاحنات المساعدات المصرية إلى قطاع غزة بعد طول انتظار، أثار شعورًا عميقًا بالفخر لدى المصريين، مؤكدًا أن مصر وحدها تصدّت لهذه المهمة الإنسانية الثقيلة في وقت غاب فيه الجميع.
وأضاف القاضي، أن أكثر من 70% من المساعدات التي دخلت غزة خلال الفترة الماضية كانت مصرية، موضحًا أن الدولة المصرية لم تكتفِ بالتحركات السياسية والدبلوماسية، بل بادرت بإطلاق قوافل ضخمة من المساعدات الإنسانية شملت الغذاء والدواء والبطاطين والملابس والمستلزمات الطبية، رغم الحصار المشدد.
وأكد أن مصر تقوم بجميع الأدوار، فهي صاحبة المبادرة، وصاحبة الجهد، والممر الآمن الوحيد، قائلًا: "لو لم تكن مصر، فمن يكون؟"، مشيرًا إلى أن مصر تمارس دورها التاريخي والإنساني، ليس فقط من خلال الدعم الميداني، بل أيضًا من خلال التفاعل الشعبي العابر للحدود، والذي يظهر بوضوح على منصات التواصل الاجتماعي في مواجهة الروايات المضللة.
وفي السياق السياسي، أوضح القاضي أن مصر تتحرك باستراتيجية غير تقليدية في ظروف معقدة، حيث تواجه مخططات اليمين الإسرائيلي المتطرف بقيادة نتنياهو وسموتريتش وبن غفير، مشيرًا إلى أن إسرائيل استغلت ما بعد 7 أكتوبر لإخراج خطط قديمة من الأدراج وتنفيذها على الأرض.
وتابع: "ما تفعله إسرائيل ليس وليد اللحظة، بل كان مخططًا له منذ سنوات، ومصر وحدها تتصدى لتلك المخططات، في ظل انشغال القوى الكبرى بمصالحها؛ فالإدارة الأمريكية الحالية تفتقد لرؤية استراتيجية واضحة، بينما تنشغل روسيا في حربها مع أوكرانيا، ما ترك فراغًا كبيرًا تتحرك فيه إسرائيل بحرية".
وشدد القاضي على أن الدور المصري في هذه المرحلة يعد من أكثر المراحل فخرًا في تاريخ الدبلوماسية المصرية، مشيدًا بكفاءة خطاب وزارة الخارجية المصرية في كشف الرواية الإسرائيلية التي تهيمن على الإعلام الغربي.
وختم القاضي بالتأكيد على أن مصر، حكومة وشعبًا، تظل الحصن العربي الحقيقي الذي يدافع عن القضية الفلسطينية، ويثبت كل يوم أن الانتماء لا يُشترى، وأن المواقف لا تُؤجَّل.