أكد الدكتور سامح سعد أستاذ الفيزياء الحيوية، أن الوضع الإقليمي يشهد تصعيدًا مقلقًا مع تخطي الأطراف المتنازعة للخطوط الحمراء واحدة تلو الأخرى، موضحًا أن التفكير غير العلمي بات يسيطر على أغلب صناع القرار، باستثناء الجانب الإيراني، الذي يتعامل بحذر ووفق منهج علمي نسبي.
وأشار الدكتور سامح، خلال مداخلة هاتفية ببرنامج "الساعة 6"، عبر قناة "الحياة"، مع الإعلامية عزة مصطفى، إلى أن إيران لم تستهدف حتى الآن مفاعل ديمونة أو المصالح الأمريكية في المنطقة، رغم التصعيد، مؤكدًا أن طهران لا تسعى لتفجير الموقف بقدر ما تركز على ردود فعل محسوبة.
وعن الضربة الأمريكية الأخيرة، أوضح أن الوكالة الدولية للطاقة الذرية أكدت عدم رصد أي تسريبات إشعاعية حتى الآن، ما يشير إلى عدم وجود خطر فوري على السكان.
وكشف أن الأقمار الصناعية رصدت قبل أيام تحركات غير معتادة لسيارات نقل إيرانية تحمل مواد من المنشآت النووية إلى مواقع أخرى، وهو ما أعلنته طهران رسميًا، معتبرًا ذلك جزءًا من الاستعداد المسبق والتخطيط الاستباقي الإيراني.
ورجّح الدكتور سامح أن الضربة الأمريكية لم تهدف إلى القضاء الكامل على البرنامج النووي الإيراني، بل لتعطيله مؤقتًا، مؤكدًا أن إيران تملك المعرفة والخبرة التي لا يمكن فقدانها حتى إن تم تدمير المنشآت، مشبهًا ذلك بمن يتعلم القراءة والكتابة ثم لا ينساهما.
وحول إمكانية حدوث تسريب إشعاعي مستقبلي، أوضح أن الكشف عنه يتم من خلال أجهزة متخصصة مثل "عدادات جايجر"، التي ترصد نسب الإشعاع وانتشاره في البيئة، مضيفًا أن التأثير البيئي – في حال وقوع تسريب كبير – قد يظهر لاحقًا كما حدث في كارثة تشيرنوبل، لكن حتى الآن لا توجد مؤشرات على ذلك.