رحلة "اليوم السابع" فى عالم كلاب الحراسة.. تفاصيل إعدادها من سن 8 أسابيع وحتى التقاعد.. اختيار كلب الحراسة يبدأ من تقييم شخصية «الجرو».. اختبارات طبية وسلوكية تحدد صلاحية الكلب للعمل.. والضرب ينتج كلابا مهزوزة

الثلاثاء، 30 ديسمبر 2025 01:00 م
رحلة "اليوم السابع" فى عالم كلاب الحراسة.. تفاصيل إعدادها من سن 8 أسابيع وحتى التقاعد.. اختيار كلب الحراسة يبدأ من تقييم شخصية «الجرو».. اختبارات طبية وسلوكية تحدد صلاحية الكلب للعمل.. والضرب ينتج كلابا مهزوزة تدريب كلاب الحراسة

كتبت - آية دعبس تصوير - ماهر إسكندر

 

فى محاولة للتعرف على الكواليس الحقيقية لحياة كلاب الحراسة وأسرار تدريبها، التقت «اليوم السابع» اللواء الدكتور مدحت الحريشى، مساعد وزير الداخلية الأسبق، ومدير الإدارة العامة لتدريب كلاب الأمن والحراسة سابقا، وصاحب أول دكتوراه عربية فى تدريب الكلاب بالشرق الأوسط، والذى امتدت مسيرته المهنية من عام 1987 وحتى تقاعده فى 2016، ليواصل بعدها عمله فى القطاع الخاص حتى الآن.

السلالات الأشهر فى عالم الحراسة

يبدأ اللواء مدحت، حديثه بتوضيح السلالات الأكثر استخداما فى الحراسة على مستوى العالم، قائلا: «السلالات المستخدمة فى الحراسة عالميا فى الأساس هى كلب الراعى الألمانى المعروف باسم «الجيرمن شيبرد»، وكلب الراعى البلجيكى «المالينو»، وأحيانا يستخدم الدوتش هيردر الذى يطلقون عليه البلجيكى، وجميع الكلاب لديها قابلية للحراسة، مثل السلالات المعروفة كالروت وايلر والدوبيرمان بنشر وغيرها، لكننى أتحدث هنا عن الأشهر والأكثر استخداما».

وعن إمكانية استخدام الكلاب البلدية فى الحراسة، يضيف: «الكلاب البلدية إذا أُعدت بشكل صحيح يمكن أن تصلح للحراسة، لكن لا أستطيع تحديد نسبة نجاحها بدقة، لعدم وجود دراسات موثقة حول عدد الكلاب البلدية التى نجحت فى هذا المجال، وأذكر أنه كانت هناك تجارب فعلية أُجريت فى أربعينيات القرن الماضى لكنها لم تحقق النجاح المطلوب».

ويشير اللواء مدحت إلى أن الكلاب تنقسم إلى سبع مجموعات رئيسية، موضحا: «قبل الحديث عن السلالة، يجب أن نتحدث عن المجموعات، حيث توجد سبع مجموعات رئيسية للكلاب: مجموعة كلاب العمل، مجموعة كلاب الراعى، مجموعة كلاب الصيد بالنظر «السايت هاوند»، مجموعة كلاب الصيد، مجموعة كلاب جر الزحافات، مجموعة كلاب التويز، ومجموعة كلاب التيرير التى نطلق عليها كلاب الحفر».

ويضيف: «لكل مجموعة مميزات عامة خاصة بها، والكلاب المستخدمة فى الشرطة بنسبة 90 % تنتمى إلى كلاب الراعى، نظرا لتمتعها بحاسة شم قوية وغريزة عالية فى خدمة الإنسان، والأشهر فى هذا المجال هما الجيرمن شيبرد والمالينو، بسبب ذكائهما وقابليتهما العالية للتدريب.

وقد توجد سلالات أخرى تمتلك حاسة شم أقوى، لكنها لا تتمتع بنفس القابلية للتدريب».

ويتابع: «المسألة ليست مسألة سلالة فقط، فلكل كلب مواصفات خاصة وإمكانيات تميزه عن غيره، لذلك يوجد حاليا اختبار يسمى «اختبار مزاج الجرو»، يُجرى عند عمر 49 يوما. فعندما تلد الأم خمسة أو ستة أو ثمانية جراء، يتم اختبار ردود أفعال كل جرو تجاه مواقف مختلفة، وقد يخرج من بينها جرو أو اثنان فقط يصلحان للحراسة، بينما يصلح الباقى لأغراض أخرى، فالعبرة ليست بالسلالة بقدر ما هى بالشخصية».

الاختبارات الصحية والسلوكية

وعن الاختبارات التى تخضع لها الكلاب قبل العمل فى الحراسة، يذكر اللواء مدحت: «أول ما يُجرى هو الاختبارات الصحية، من خلال الأشعة والتحاليل، خاصة أن الكلاب متوسطة وكبيرة الحجم، وخصوصا الجيرمن شيبرد، قد تعانى من خلع مفصل الورك، وهو عيب خلقى وراثى يعرف باسم «Hip Dysplasia»، وإذا كان الكلب يعانى منه فلن يصلح للعمل».

ويواصل: «بعد ذلك نفحص سلامة القوائم، وعدم وجود اعوجاج خارجى أو داخلى، أو تقوس فى الظهر، وهى عيوب تعوق الكلب عن أداء مهامه».

ويشير إلى أن ما يظنه البعض اختبارات فنية هو فى الحقيقة اختبارات سلوكية، قائلا: «عمل الكلب قائم بالكامل على الغرائز، فإذا أردت كلب حراسة، أحتاج إلى مجموعة غرائز محددة، مثل غريزة القتال، وغريزة الدفاع عن المنطقة، وغريزة الافتراس بمعناها الصحيح، والأهم من ذلك كله غريزة خدمة الإنسان».

ويتابع: «يتم اختبار سلوك الكلب منفردا ومع غيره، وقدرته على الدفاع عن نفسه وعن المكان، وطريقة عض الذراع الواقى، وهل يعض بطرف الأسنان أم بالفم كاملا، وهل مكان العض ثابت أم متغير، وهل يخاف من الأصوات أو الحركات المفاجئة أو البيئات الجديدة، كل هذه اختبارات حاسمة».

ويؤكد: «الأهم أن يكون الكلب متزنا نفسيا، فلا يكون شرسا بشكل مرضى ولا جبانا، لأن الشراسة المفرطة قد تكون ناتجة عن سيطرة زائدة أو عن خوف، والعدوانية الناتجة عن الخوف هى أخطر أنواع العدوانية على الإطلاق».

ويعرب اللواء مدحت عن اعتراضه على مصطلح «التشريس»، قائلا: «أنا أعترض على هذا المصطلح تماما، فالمدرب لا يغير طبيعة الحيوان، وإنما يدربه، أما مصارعة الكلاب فهى مجرمة شرعا وقانونا، وممنوعة تماما».

ويشرح آلية التدريب قائلا: «الكلاب تُظهر السلوك العدوانى لتسعة أسباب، منها اللعب، والغيرة، والغريزة الجنسية، والأمومة، وهذه لا نستخدمها فى التدريب، نستخدم أسبابا أخرى مثل غريزة الافتراس والدفاع عن المنطقة.. وللأسف بعض المدربين غير المؤهلين يعتمدون على الألم والخوف، وهو ما ينتج كلبا غير متزن يهرب فى أول موقف حقيقى».

كيف يحول اللعب سلوك الكلب للعدوانية؟

يشرح اللواء مدحت علاقة اللعب بالعدوانية: «أحيانا عندما يلعب الأطفال مع بعضهم يتحول اللعب إلى شجار، وهذا ما يحدث بالضبط مع الكلاب، اللعب الصحى هو رمى الكرة للكلب والتربيت عليه وإعطاؤه أوامر الطاعة، وهذا جميل جدا، لكن البعض يلجأون إلى إعطاء الكلب فوطة ويشدون معه فيها، وهذا لعب، بعض الناس يخطئون فيبدأون فى إصدار أصوات تهديدية أثناء اللعب مع الكلب، فيبدأ الأمر يتحول إلى منافسة حيث يصدر الكلب أصواتا تهديدية، ويعلو صوت هذا ويعلو صوت ذاك، ونفاجأ فى النهاية بأن الكلب أصبح متحمسا ولم يتملك نفسه وبدأ يعض صاحبه الذى يلاعبه».

ويستطرد: «هذا يظهر أكثر فى مرحلة بلوغ الكلب، لأن الكلاب كبيرة الحجم ومتوسطة الحجم خاصة عندما تصل إلى مرحلة البلوغ تحاول فرض سيطرتها على صاحبها، وفى بعض السلالات يكون هذا منتشرا أكثر عن غيرها.. على سبيل المثال، كلب المالينو والروت وايلر والدوبيرمان إذا مازحته كثيرا يصبح متحمسا ويتصرف كالشخص الذى قد يضرب صاحبه ضربة قوية دون قصد، وهذا يحدث من الجراء».

السن المناسبة للتدريب واستمراريته

ويؤكد اللواء مدحت، أن التدريب يبدأ من عمر 8 أسابيع ويستمر حتى نهاية العمر، موضحا أن الفترة من 8 أسابيع حتى عام تعد مرحلة التنشئة الاجتماعية، التى يتعرف فيها الكلب على البشر والبيئات المختلفة دون خوف أو عدوانية.
ويحذر من إهمال هذه المرحلة، قائلا: إهمال التنشئة الاجتماعية يجعل الكلب مشوشا وقلقا من البيئة المحيطة، ويشدد على أن التدريب المستمر وسيلة لتفريغ الطاقة بشكل إيجابى، لأن أغلب مشكلات الكلاب السلوكية ناتجة عن كبت الطاقة، مؤكدا أهمية التمشية والرياضات المخصصة للكلاب.

أزمة كلاب الشوارع وكيفية التعامل معها

وينتقل اللواء مدحت للحديث عن أزمة كلاب الشوارع، مؤكدا أن المجتمع منقسم بين من يراها خطرا مطلقا ومن يراها بريئة تماما، وكلا الرأيين خاطئ، ويشير إلى أن التكاثر غير المنضبط أدى إلى تكوين قطعان، مؤكدا أن القطيع إذا تجاوز 6 أو 7 كلاب يصبح خطرا، وقد يكون قاتلا إذا زاد عن ذلك.

ويؤكد اللواء الدكتور مدحت الحريشى أن الهدوء والثبات هما الأساس عند مواجهة كلاب الشوارع، موضحا أن نحو 90% من الكلاب تستجيب بهدوء إذا لم تشعر بالتهديد، بينما الصراخ، أو التلويح بالأيدى، أو الجرى، كلها سلوكيات استفزازية تحفز الكلب على الهجوم وتحول الإنسان إلى فريسة، خاصة الأطفال.

ويعد السقوط على الأرض أخطر المواقف، إذ قد يهاجم القطيع بأكمله، لذلك ينصح بالثبات التام، لأن التوقف عن الحركة غالبا ما يدفع الكلب للتراجع أو الاكتفاء بملامسة خفيفة دون اعتداء، بينما الدخول فى مواجهة مباشرة يعنى الخسارة المؤكدة للإنسان.

ويرى الحريشى، أن أزمة كلاب الشوارع تفاقمت بسبب غياب الإحصاءات الرسمية وترك الأمر دون تدخل منظم، ما أدى إلى تكاثر الكلاب الأقوى والأكثر عدوانية وفق منطق البقاء للأقوى، مؤكدا أن الحل يبدأ بتحديد الأعداد، ووضع خطة تعقيم واقعية، ووقف إطعام الكلاب داخل الكتل السكنية، إلى جانب نشر ثقافة احترام الحيوان، خاصة لدى الأطفال، لأن العنف لا يؤدى إلا إلى مزيد من العدوانية وتعقيد الأزمة.


تدريب-كلاب-الحراسة-تصوير-ماهر-اسكندر-17-12-2025-(1)
تدريب كلاب الحراسة

 

تدريب-كلاب-الحراسة-تصوير-ماهر-اسكندر-17-12-2025-(14)
تدريب كلاب الحراسة

 

تدريب-كلاب-الحراسة-تصوير-ماهر-اسكندر-17-12-2025-(18)
تدريب كلاب الحراسة
WhatsApp-Image-2025-12-30-at-10.33.16-AM
تحقيق اليوم السابع عن كلاب الحراسة



أخبار اليوم السابع على Gogole News تابعوا آخر أخبار اليوم السابع عبر Google News
قناة اليوم السابع على الواتساب اشترك في قناة اليوم السابع على واتساب



الرجوع الى أعلى الصفحة