تنافس رواية زمن الخيول البيضاء لـ الكاتب الفلسطيني إبراهيم نصر الله في القائمة القصيرة لجائزة نيوستاد الأمريكية، والوراية صدرت عام 2007 عن الدار العربية للعلوم ناشرون، وهي إحدى روايات سلسلة "الملهاة الفلسطينية" التي كتبها الأديب الفلسطيني إبراهيم نصر الله، لتكون بمثابة شهادة أدبية طويلة الأمد على التاريخ الفلسطيني المعاصر.
نالت الرواية اهتمامًا واسعًا وترجمت إلى اللغة الإنجليزية، كما وصلت إلى القائمة القصيرة للجائزة العالمية للرواية العربية (البوكر العربية) عام 2009، ونالت إشادات نقدية بارزة، أبرزها وصف الكاتبة سلمى الخضراء الجيوسي لها بأنها "الإلياذة الفلسطينية".
تنتمي الرواية إلى مشروع "الملهاة الفلسطينية" الذي يرسم، من خلال مجموعة روايات متكاملة، بانوراما تاريخية للأرض والإنسان الفلسطيني. وبحسب التسلسل الزمني في الملهاة، تأتي زمن الخيول البيضاء بعد قناديل ملك الجليل، وقبل طفل الممحاة، لتغطي فترة زمنية تمتد من الربع الأخير للقرن التاسع عشر وحتى نكبة 1948.
تمتد أحداث الرواية على مدار أكثر من 129 عامًا، وتغوص في تفاصيل الحياة الفلسطينية عبر ثلاثة أجيال من سكان قرية واحدة، تواجه تحولات الزمن وتقلبات الحكم: من العثمانيين إلى الانتداب البريطاني وصولًا إلى المأساة الكبرى. وفي هذه الرحلة، يصوّر نصر الله الصراع المحتدم بين الفلاحين الفلسطينيين من جهة، والسلطة العثمانية، والنخب الريفية والمدنية، والإنجليز، والمهاجرين اليهود، وبعض القيادات العربية من جهة أخرى.
الرواية ليست مجرد سرد لتاريخ، بل إعادة بناء لذاكرة الفلسطينيين، وسردية أدبية مناهضة للرواية الصهيونية التي تنفي وجود شعب على هذه الأرض. فهي، كما يقول عنها النقاد، عمل ملحمي يكشف عن فلسطين الحقيقية، بأرضها وشعبها، بفرحها ومآسيها، بأحلامها وانكساراتها. رواية تقول: "كان الفلسطينيون هنا دومًا، وسيظلون".
الدكتورة سلمى الخضراء الجيوسي، في تعليقها العميق على الرواية، كتبت:
"إنها الرواية التي كانت النكبة في انتظارها... عمل فني بالغ الحساسية والدقة، يصور الحياة الفلسطينية من العثمانيين حتى عام 1948، ويضيء أسباب النكبة وملابساتها. إنها ملحمة ذات طابع روائي شيق لا يُترك، ومفتاح فني لفهم مأساة هذا الشعب العريق. لطالما سألني الأجانب: أين الإلياذة الفلسطينية؟ وها هي الآن بين أيدينا."
أما الناقد عبد الله بريمي، فيرى أن الرواية قدمت "ذاكرة جديدة مستمدة من الذاكرة الجمعية، لكنها تختلف عنها بجرأتها وسعة مداها"، ويضيف:
"سعى نصر الله إلى إعادة تعريف من يعرفون فلسطين، ليقول لهم: أنتم لم تعرفوها بعد. لقد نسج روايته من ثلاث حكايات: الريح، والتراب، والبشر، عابرًا بها قرابة 130 عامًا من النضال والوجود الفلسطيني."
ومن أبرز ما ورد على لسان بطل الرواية:
"أنا لا أقاتل كي أنتصر، بل كي لا يضيع حقي. لم يحدث قط أن ظلّت أمة منتصرة إلى الأبد. لكنني أخاف فقط من أن ننكسر إلى الأبد، لأن الذي ينكسر إلى الأبد لا يمكنه النهوض ثانية. قل لهم: احرصوا على ألا تُهزموا إلى الأبد."