فى زحام الحياة اليومية، بين مسئوليات العمل، ومتطلبات الأسرة والمناسبات الاجتماعية ينسى الكثيرون أنفسهم تمامًا، نرضى الجميع، وننفذ كل ما يطلب منا، بينما نؤجل احتياجاتنا الخاصة إلى أجل غير مسمى، ومع حلول الإجازة الأسبوعية، ينشغل البعض بالمهام المؤجلة أو الواجبات الاجتماعية، ويغفلون عن حقيقة مهمة أن هذا الوقت قد يكون فرصة ذهبية لإعادة التواصل مع النفس، ومنح الذات قليلًا من الراحة التى تستحقها.
"اصنع وقتًا لنفسك" ليست جملة عابرة، بل دعوة صادقة للتوازن، وللعناية بالصحة النفسية والذهنية، ويستعرض "اليوم السابع" مع الدكتورة سلمى أبو اليزيد، استشارى الصحة النفسية، لماذا نحتاج إلى الانفصال المؤقت عن الضغوط، وكيف يمكن لذلك أن يؤثر إيجابيًا على جودة الحياة.

الجلوس فى هدوء
راحة العقل ضرورة لا رفاهية
قالت استشارى الصحة النفسية إن العقل، مهما بلغ من قوة وتحمل، لا يستطيع الاستمرار فى العمل تحت ضغط دائم، التوتر اليومى والضوضاء المستمرة يتركان آثارًا خفية تؤثر على التركيز، والمزاج، وحتى جودة النوم، لذلك، فإن تخصيص وقت هادئ خلال عطلة نهاية الأسبوع يعد ضرورة لتصفية الذهن واستعادة التوازن، ابحث عن لحظات هادئة بعيدًا عن الضجيج، واسمح لنفسك بأن تتنفس بعمق وتستريح ولو قليلًا.

فتاة تبتسم
تقدير الذات يبدأ من الداخل
يظن كثيرون أن قيمتهم ترتبط بمدى إنجازهم أو رضى الآخرين عنهم، لكن الحقيقة أن تقدير الذات ينبع من الداخل، عندما تخصص وقتًا لنفسك، فأنت ترسل لها رسالة واضحة "أنتَ مهم وتستحق الراحة"، هذا التقدير لا يشترى، بل يبنى من خلال ممارسات بسيطة وصادقة، تبدأ من احترام حاجتك للهدوء والانفراد، وتؤكد استشارى الصحة النفسية أن هذا السلوك لا يعد ترفًا، بل ضرورة لإعادة التوازن النفسى.
إعادة شحن الطاقة العاطفية
الاستمرار فى العطاء دون توقف يرهق القلب قبل الجسد، ومع مرور الوقت، قد نفقد القدرة على الاستمتاع أو حتى التفاعل الحقيقى مع من تحب، التوقف المؤقت خلال عطلتك لا يعنى الانسحاب من الحياة، بل هو استراحة لاسترجاع المشاعر الجميلة، واستعادة القدرة على التواصل العميق والفرح الصادق.التوازن بين العطاء للغير والاهتمام بالذات
إفراد وقت خاص بك لا يعنى العزلة عن الآخرين، بل هو جزء من توازن صحى، فمن حقك أن تشارك من تحب بعض الوقت، لكن من حقك أيضًا أن تعيش لحظاتك الخاصة، بهدوء وراحة، سواء كانت تلك اللحظات فى قراءة كتاب، أو نزهة قصيرة، أو تأمل فى الطبيعة، فإنها كفيلة بتجديد طاقتك وتحسين حالتك الذهنية.