كامل كامل

مصر لذة للزائرين.. كيف سرق المصريون قلب ماكرون؟

الأربعاء، 09 أبريل 2025 11:51 ص


نعم، مصر لذة للزائرين، تسر من يتجول في ميادينها، ويسير في شوارعها، ويتنقل بين آثارها، ويتمشى داخل أزقتها، ويترحل على ضفاف نيلها، ويزور حضرها وريفها.. مصر - دون أي مبالغة - تمتلك حضارة عظيمة تفوق كل الحضارات، وتسبق كل الأزمنة، وتتخطى جميع التصورات، ويعيش على أرضها شعب يحب الخير للآخرين، ويمنح زائريه الحب والجمال، ويتعامل معهم بإنسانية لا مثيل لها.. نحن أمام بلد لا يمتلك حضارة تاريخية فحسب، بل يمتلك شعبا يقدر ويدرك حضارته الضاربة بجذورها في عمق التاريخ. 

تجول الرئيس عبدالفتاح السيسي ونظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون في منطقة خان الخليلي - المنطقة الأقدم في القاهرة الكبرى - وكان التفات المواطنين حولهما لتعبيرهم عن ترحيبهم برئيس الجمهورية وضيفه الفرنسي تلقائيا وعفويا، تجلت في هذا المشهد الكلمات المصرية الثرية مثل: "أهلا وسهلا، وبنحبكم، ونورتم بلدكم"، وغيرها من العبارات المعبرة عن كرم الضيافة وحسن الاستقبال. 

وجود الرئيسين وسط المواطنين، وبساطة الزيارة، انعكست على الرئيس الفرنسي ماكرون، الذي نظر إلى كل شيء بتأمل وانبهار ودهشة وإعجاب، وتصوري الشخصي أن انبهاره ودهشته وإعجابه لم يكن فقط من عبق المكان وعمقه، بل أيضا من الحالة المصرية التي عاشها بين الناس، سواء من إشارات الترحيب، أو الابتسامات العريضة التي عبرت عن حضارة المصريين وحفاوتهم بضيوفهم. 

زيارة ماكرون لمصر - كل شيء فيها نجح وتميز - خاصة عندما زار مدينة العريش، التي كانت يوما ما تتصدر الصحف بعناوين عن العمليات الإرهابية، أما الآن فالاختلاف واضح والتباين بين، لدرجة أن رئيس الدولة عبدالفتاح السيسي وضيفه رئيس فرنسا - الدولة الأهم في الاتحاد الأوروبي - قاما بجولة حملت رسائل أمنية واقتصادية ودولية، فضلا عن التضامن مع القضية الفلسطينية. 

انتهت الزيارة بكل ما حملته من إيجابيات وامتيازات ومكاسب، وانتهى دور القيادة السياسية عند هذا الحد، أما الحد التالي، فهو دور القيادة التنفيذية المتمثلة في الحكومة، كل الحكومة من  رئيس الوزراء، والوزراء، والمحافظين، ورؤساء الأحياء، وغيرهم، فعليهم جميعا أن يستثمروا الزيارة في دعم الاقتصاد الوطني المصري عبر الترويج للسياحة المصرية. 

على الحكومة أن تضع أمامها سؤالا مهما يصدر أجندتها المقبلة، وهو: "كيف نستفيد من زيارة ماكرون لمصر سياسيا واقتصاديا وإعلاميا، لدولة تمتلك  مضمونا يدفعها لتكون في صفوف الدول المتقدمة؟".. وأتمنى أن تكون الإجابة على هذا السؤال ليس بالقول فقط بل القول والعمل.. وتحيا مصر.

 

 




أخبار اليوم السابع على Gogole News تابعوا آخر أخبار اليوم السابع عبر Google News
قناة اليوم السابع على الواتساب اشترك في قناة اليوم السابع على واتساب



الرجوع الى أعلى الصفحة