مازالت الأمور في غزة متأزمة، جراء التعنت الذي تبديه حكومة رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، حيث تبقى حالة الكر والفر في القطاع من جانب، في حين يبقى الغضب مشتعلا في الداخل الإسرائيلي، في ضوء الاحتجاجات المطالبة بوقف الحرب، وبدء عملية جديدة من التفاوض حول إطلاق الرهائن المحتجزين لدى الفصائل، في أسرع وقف ممكن، بينما تواجه تل أبيب ضغوطا دولية كبيرة على خلفية انتهاكاتها، وجاء أحدثها من أقرب حلفائها، وهي الولايات المتحدة، بعد دعوة الرئيس دونالد ترامب إلى إدخال الغذاء والدواء إلى سكان القطاع.
ميدانيا، استشهد ثلاثة مواطنين بينهم طفل، وأصيب آخرون، صباح اليوم الأحد، في قصف الاحتلال الإسرائيلي لمدينة خان يونس جنوب قطاع غزة، كما سقط ثلاثة شهداء آخرين جراء قصف منطقة وادي العرايس في حي الشجاعية شرق مدينة غزة، في الوقت الذي استهدفت فيه قوات الاحتلال حي الزيتون ليسقط 3 شهداء من سكانه، بينهم طفلتين.
وعلى الجانب الآخر، أقر الجيش الإسرائيلي بمقتل ضابط وجندي في معارك الشجاعية وإصابة آخرين، ليصبح الإجمالي 4 قتلى و7 مصابين في قطاع غزة منذ الخميس الماضي.
ومن جانبها، حذرت وكالة الأونروا من النهج الذي تتبناه سلطات الاحتلال، موضحة أن حكومة بنيامين نتنياهو تواصل منع دخول المساعدات الإنسانية والإمدادات التجارية إلى قطاع غزة منذ 2 مارس الماضى.
وأضافت "الأونروا": "إسرائيل كثفت أنشطتها العسكرية في غزة مما أسفر عن استشهاد وإصابة مئات المدنيين ونطالب بضرورة رفع الحصار".
وفي الداخل الإسرائيلي، تبقى حالة الغضب مهيمنة على وتيرة الأحداث، سواء على خلفية رفض الحكومة العبرية الانغماس في عملية تفاوضية من شأنها وقف إطلاق النار، ومن ثم إطلاق الرهائن، من جانب، أو فيما يتعلق بالبيانات الإعلامية الصادرة عن السلطات، والتي يتبين عدم صدقها.
وفي هذا الإطار، صرح اللواء الاحتياط إسحاق بريك، في حديث لصحيفة "معاريف" إن صور الدمار في قطاع غزة هدفها خداع الإسرائيليين بشأن انتصار لم يتحقق، موضحا أنه ما يثار حول الانتصارات التي حققها الجيش يحمل الكثير من المبالغة.
بينما تتفاقم الاحتجاجات داخل إسرائيل، في ضوء دعوات إلى عصيان مدني، وهو ما تجلى مؤخرا في دعوة رئيس الشاباك السابق عامي أيالون، وذلك في إطار الاحتجاج على إقالة رئيس الشاباك السابق رونين بار
وفي السياق نفسه، أجرى الجيش الإسرائيلي تعديلا يلزم الجنود بالبقاء بعد انتهاء خدمتهم النظامية بسبب نقص العدد، مما يفرض على الجنود النظاميين الخدمة في الجيش 4 أشهر إضافية.
وفي بيان عسكري، قال جيش الاحتلال "لدينا نقص بنحو 10 آلاف جندي بسبب استمرار الحرب وعدم فاعلية مساعي تجنيد الحريديم".
ومازالت نتائج التحقيقات التي يجريها الجيش الإسرائيلي حول هجمات السابع من أكتوبر تتكشف، حيث كشف تحقيق جديد حول الأحداث التي شهدتها قاعدة زيكيم أن المسلحين الفلسطينيين استخدموا سيارة للواء جولاني في زيكيم بعد هروب جنود منها، بينما بقى قائد القاعدة مختبئا في ملجأ محصن بمنزله مع أفراد عائلته، ولم يقم بواجبه بالذهاب إلى القاعدة مباشرة فور الهجوم عليها.
وأضافت التحقيقات أن التعزيزات لم تصل إلى قاعدة زيكيم يوم 7 أكتوبر إلا بعد ساعات من اقتحامها.
وإنسانيا، قالت منظمة أوكسفام إن إسرائيل تستخدم أسوأ أنواع العقاب الجماعي بحق السكان في غزة، موضحة أن هناك كميات من الوقود والغذاء عالقة على الحدود، ولا يمكن إدخالها بسبب تعنت الاحتلال، في الوقت الذي أكد فيه وزيرالدولة البريطاني لشؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا هاميش فالكونر على مواقف بريطانيا وفرنسا وألمانيا الواضحة بضرورة إنهاء حظر المساعدات لغزة، محذرا أن استمرار المنع يعرض المدنيين، ومنهم مليون طفل، للمجاعة.
وفي الضفة الغربية، اقتحم مستوطنون تحت حماية قوات الاحتلال البلدة القديمة مدينة الخليل، وفي الشمال، أرغمت قوات الاحتلال الإسرائيلي عائلات فلسطينية على النزوح من حي الزهراء بمدينة جنين واعتقلوا عددا من أفرادها.