توفى بابا الفاتيكان البابا فرنسيس، عن عمر يناهز 88 عاما، وهو البابا الأرجنتيني المعروف بمواقفه الإنسانية الكثيرة ومشاعره العاطفيه، والتي جعلته في أوقات كثيرة يكسر بروتوكول الفاتيكان والصورة النمطية المتعارف عليها من خلال العديد من المواقف.
خرق البابا فرنسيس البروتوكول لاستقبال شخص مريض
وكما هو متوقع، فاجأ البابا فرنسيس الجميع في مارس 2013، عندما بدأ جولته في سيارة رياضية متعددة الاستخدامات مكشوفة عبر ساحة القديس بطرس، حيث هتف له الآلاف من المؤمنين، وخرج من السيارة من أجل لقاء رجل معاق، كما قام بتقبيل العديد من الأطفال.
في نوفمبر 2013، خلال استقبال في ساحة القديس بطرس، طلب فرنسيس، الذي كان يتنقل في المكان بسيارة البابا المفتوحة للاقتراب من الناس، إيقاف السيارة ليعانق رجلا يعاني من الورم العصبي الليفي - وهو مرض وراثي يسبب تشوهات جلدية شديدة وأوراما في الأنسجة العصبية وتشوهات خطيرة - رغم أن المرض غير معدٍ، فإن مظهر المرضى يجعلهم ضحايا لكل أنواع النبذ من خلال هذه الإيماءات، أعرب البابا عن التضامن والفهم.
كما أنه في عام 2018، خرج البابا البروتوكول ليبارك امرأة مسنة، حيث خرج البابا من سيارته ليقترب من امرأة عمياء تبلغ من العمر 98 عاما والتي لم تتمكن من إخفاء عاطفتها بالمبادرة التي أظهرها لها زعيم الكنيسة الكاثوليكية.
وفى موقف آخر، كان البابا في زيارة للبرازيل لتنظيم اليوم العالمى للشبب في يوليو في عامه الأول من حبريته، هناك، بينما كانت سيارة البابا تمر متجهة إلى قصر رئيس الأساقفة في ريو، ظهر طفل من بين الحشود. سمح رجال الأمن له بالاقتراب من البابا، الذي عانقه بينما كان الصبي يبكي من شدة التأثر.

قال الصبي البالغ من العمر 9 سنوات، والذي تم التعرف عليه لاحقًا باسم ناثان دي بريتو: "قداستك، أريد أن أكون كاهنًا للمسيح، ممثلًا للمسيح". دي بريتو هو الآن مرشح في نظام الإخوة الأصغر سناً في روندونوبوليس في ماتو جروسو دو سول.
ومن بين المواقف أيضا التي تعكس مواقفه الإنسانية، عندما قام البابا بتقديم كرسى لأحد الضباط واحضر له ساندوتش لأنه كان متعبا وواقفا طوال الليل، وطلب منه الجلوس ولكن الحارس رفض، ولكن البابا أصر وقال له: "أنا البابا وأطلب منك الجلوس". أطاع الحارس وجلس ليأكل.
كما انتشرت صورة البابا وهو يغسل ويقبل أقدام السجناء خلال فترة بابويته. وزار فرنسيس مراكز احتجاز للرجال والنساء والقصر. كما فعل الشيء نفسه مع اللاجئين المسلمين وأتباع الديانات الأخرى.
ومن المواقف الأخيرة التي ظهرت كسر البابا للبروتوكول، هو التوقف في أحد المقاهى، خلال زيارته القصيرة إلى دولة لوكسمبورج، في 26 سبتمبر 2024، وقبل لقائه مع المجتمع الكاثوليكي في البلاد، توجه إلى مقهى "جروبيتو"، وترك بقشيشا قدره 100 يورو.
تفاجأ موظفو المقهى عندما رأوا البابا وجزء من الوفد البابوي يدخلون إلى المقهى، وقال صاحب المقهى جاسين مبتسمًا: "لقد كانت القهوة الأكثر إرهاقًا التي تناولتها على الإطلاق".
وفي مقاطع فيديو نشرت على وسائل التواصل الاجتماعي، يمكن رؤية البابا فرنسيس وهو يستمتع بالقهوة، والتي من المحتمل أن تكون اسبرسو، إلى جانب الموظفين الآخرين.

كما خرق البابا فرنسيس البروتوكول أيضا من أجل إلقاء التحية على فتاة تعانى من مشاكل صحية، حيث أظهر البابا فرنسيس مرة أخرى نبله من خلال التوقف ليبارك فتاة تبلغ من العمر 9 سنوات تعاني من مشاكل صحية كانت تنتظره. انحنى أعلى ممثل للكنيسة الكاثوليكية ليقبلها على جبينها ويباركها.
وكشف والد الطفلة فرناندو ريوس أن البابا قدم لها هدية. وبعد ذلك ركب البابا سيارته لمواصلة أنشطته المقررة في بويرتو مالدونادو.
كما قام البابا فرنسيس في عام 2017، بكسر البروتوكول عندما تم دعوته من قبل الأمهات إلى إرضاع أطفالهن "بدون خوف" خلال حفل تعميد في كنيسة سيستينا بالفاتيكان.
وعمد البابا 28 رضيعا: 15 ولدا و13 بنتا، معظمهم أطفال موظفي الكرسي الرسولي. في لحظة ما، بدأ بعضهم في البكاء. قال فرنسيس مازحا بالإيطالية: "الحفل قد بدأ بالفعل".
وأضاف: "بما أن الحفل طويل قليلا، قد يبكي بعضهم من الجوع. إذا حدث ذلك، أيها الأمهات، أرضعنهم دون خوف، كما كانت العادة عندما أرضعت السيدة العذراء يسوع".