دموع على المذبح.. البابا فرنسيس الغائب الحاضر فى قلوب المصريين.. الكنائس الكاثوليكية تقيم قداسات وعزاءات بمحافظات مصر.. وبطريرك الأقباط الكاثوليك: كان صوتًا إنجيليًا نقيًا يعبر عن رسالة المسيح بالمحبة والسلام

الخميس، 24 أبريل 2025 11:00 ص
دموع على المذبح.. البابا فرنسيس الغائب الحاضر فى قلوب المصريين.. الكنائس الكاثوليكية تقيم قداسات وعزاءات بمحافظات مصر.. وبطريرك الأقباط الكاثوليك: كان صوتًا إنجيليًا نقيًا يعبر عن رسالة المسيح بالمحبة والسلام البابا فرنسيس

كتب: محمد الأحمدى

في لحظاتٍ تختلط فيها مشاعر الحزن بالإيمان، وتلتقي فيها الإنسانية مع الروحانية، تستقبل الكنيسة الكاثوليكية في مصر العزاء في رحيل أحد أعظم رموزها في العصر الحديث، قداسة البابا فرنسيس، الذي ترك بصمته في قلوب الملايين من المؤمنين وغير المؤمنين على حد سواء.

لم يكن البابا فرنسيس مجرد قائد ديني، بل كان صوتًا إنجيليًا نقيًا يعبر عن رسالة المسيح بالمحبة والسلام والتواضع. بوجهه الهادئ وكلماته الصادقة، جسّد معنى الراعي الصالح الذي يسير مع شعبه ويصغي إلى آلام العالم.

واليوم، تقف الكنائس المصرية – في المنيا وأسيوط وأبو قرقاص ومدينة نصر – صفًا واحدًا في وداع من دعا للحوار بين الأديان، ونادى بالرحمة بدلًا من الإدانة، ورفع راية السلام في عالم تمزقه الصراعات. في كل قداس وكل صلاة، تُرفع الأرواح إلى السماء على رجاء القيامة، مستحضرة تعاليمه ومواقفه، ومؤمنة بأن خدمته الأرضية كانت امتدادًا حقيقيًا لإنجيل المحبة.


الكنيسة الكاثوليكية

واستقبلت أمس الكنيسة الكاثوليكية بمصر، عزاء قداسة البابا فرنسيس بحضور الأنبا إبراهيم إسحق بطريرك الإسكندرية للأقباط الكاثوليك ورئيس مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك بمصر وعدد من المطارنة والآباء، وذلك بكاتدرائية السيدة العذراء للأقباط الكاثوليك بمدينة نصر.

وقال الأنبا إبراهيم إسحق، بطريرك الإسكندرية للأقباط الكاثوليك، ورئيس مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك، أن البابا فرنسيس كان تلميذًا ومعلمًا حقيقيًا للمسيح، جسد الإنجيل فى أعماله ومواقفه، مضيفًا: "كان مكرسًا، شجاعًا، بسيطًا، وقويًا يستمد طاقته من المسيح، لم يتوقف عن الدعوة للحوار بين الأديان والثقافات، فى وقت تتزايد فيه الحاجة لبناء الجسور والدعوة إلى السلام".

وأوضح الأنبا إبراهيم إسحق، خلال كلمته بمراسم عزاء البابا فرنسيس بكاتدرائية السيدة العذراء بمدينة نصر، أن البابا فرنسيس لطالما نادى بالسلام، وكانت مواقفه انعكاسًا حقيقيًا للإنجيل، فقد كان راهبًا يسوعيًا عاش الدعوة ببساطة، وكان بابا للكل، دون استثناء.

وقال البطريرك الأنبا إبراهيم إسحق بطريرك الإسكندرية للأقباط الكاثوليك، ورئيس مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك بمصر، نشعر بمشاعر مختلطة في فرحة استقبال عيد القيامة، وآلم الفقد لراعي الكنيسة الكاثوليكية الأول، البابا فرنسيس، إلا أننا على رجاء المشاركة في قيامة المسيح، فالمسيح قام.

وأضاف خلال كلمته بمراسم عزاء البابا فرنسيس: "البابا فرنسيس تجاوز كل كلمات النعى، لم يكن مجرد قائد دينى، بل رمزًا عالميًا، بفقدانه فقدت الكنيسة والبشرية أحد أعظم رموز التسامح والحوار والتجرد الحقيقى"، مؤكدًا أن البابا فرنسيس كان ضميرًا حيًا للعالم، درعًا للمستضعفين، وصوتًا شجاعًا فى وجه الظلم والعنف والتطرف، أينما وجد.

وأشار الأنبا إبراهيم إسحق، إلى أن زيارته التاريخية لمصر عام 2017 كانت مصدر بركة للكنيسة الكاثوليكية ولكل المصريين، وقد استقبله حينها الرئيس عبد الفتاح السيسي وشيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب، فى مشهد تاريخى يجسد روح التآخى.


مطرانية المنيا

دعت مطرانية المنيا للأقباط الكاثوليك للمشاركة في الصلاة من أجل راحة نفس قداسة البابا فرنسيس يوم الأحد الموافق 27 أبريل الساعة ٦.٣٠ مساء في كاتدرائية يسوع الملك

ويستقبل صاحب النيافة الأنبا باسيليوس العزاء عقب القداس الإلهي من الساعة ٨ مساء حتى ١٠ مساء بالقاعة الملحقة بالكاتدرائية

إيبارشية أسيوط

وأعلنت إيبارشية أسيوط للأقباط الكاثوليك أنها ستستقبل العزاء فى رحيل البابا فرنسيس، حيث أعلنت موعد استقبال التعازى اليوم الأربعاء الموافق 23 أبريل فى قاعة السمائيين بمطرانية الأقباط الكاثوليك، الساعة السادسة مساء.

إيبارشية أبو قرقاص

و أعلنت إيبارشية أبو قرقاص وملوى ودير مواس للأقباط الكاثوليك موعد استقبال التعازي في انتقال قداسة البابا فرنسيس اليوم الأربعاء الموافق 23 أبريل بمقر المطرانية من الساعة 5 حتى الساعة 8 مساءً.

وبرغم ألم الفقد، فإن الكنيسة الكاثوليكية في مصر، شعبًا ورعاة، تستمد عزاءها من الإيمان الراسخ بأن من أحب المسيح وخدمه بأمانة، ينال نصيبه في المجد الأبدي. فرحيل البابا فرنسيس ليس نهاية، بل بداية حياة جديدة في حضن الرب، حيث لا وجع ولا دموع، بل سلام أبدي. وتبقى ذكراه حيّة في ضمير الكنيسة والإنسانية، منارةً تهدي إلى المحبة والرجاء.

ارتباطه بالمصريين

لم تكن زيارة البابا فرنسيس لمصر في أبريل 2017 مجرد حدث بروتوكولي، بل كانت لحظة تاريخية استثنائية تجسدت فيها معاني الأخوّة والسلام. فقد جاء إلى أرض الكنانة كرسول محبة، يحمل رسالة تطمين إلى شعب عانى من ويلات التطرف، ويعلن من قلب القاهرة أن الأديان خُلقت لتكون جسورًا لا جدرانًا.

خلال زيارته، التقى البابا الرئيس عبد الفتاح السيسي، وشيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب، في مشهد استثنائي عكس عمق التعايش والتفاهم بين مختلف المكونات الدينية. كما شارك في مؤتمر الأزهر العالمي للسلام، ووجه حينها خطابًا مؤثرًا دعا فيه إلى نبذ العنف باسم الدين، مؤكدًا أن "السلام مقدس ولا يمكن تحقيقه بدون تعليم وتربية حقيقية على الاحترام والحوار".

وفي القداس الذي ترأسه باستاد الدفاع الجوي، اجتمعت قلوب آلاف المصريين الكاثوليك مع إخوتهم من مختلف الطوائف، لتُعلن أن البابا ليس فقط رأس الكنيسة، بل هو أب روحي يجمع ولا يفرق، يُداوي ولا يُقصي.

ومنذ تلك اللحظة، صار لفرانسيس مكانة خاصة في قلب كل مصري رأى فيه رجلًا متواضعًا لا تهمه الألقاب، بل الإنسان ذاته. ظل يتحدث عن مصر بمحبة، ويدعو من أجل سلامها، ويحمل صورتها كبلد التعايش والعراقة.




أخبار اليوم السابع على Gogole News تابعوا آخر أخبار اليوم السابع عبر Google News
قناة اليوم السابع على الواتساب اشترك في قناة اليوم السابع على واتساب


الموضوعات المتعلقة


الرجوع الى أعلى الصفحة