من "حساسة" إلى "سرية".. كيف تحمى لندن وثائقها التجارية وسط حرب أمريكا الجمركية.. جارديان: المسئولون يعززون تأمين الأوراق حتى لا تقع فى أيدى واشنطن.. وصحف تحذر من سلوك ترامب غير المتوقع وتوقعات باتفاق قريب

الجمعة، 18 أبريل 2025 06:00 ص
من "حساسة" إلى "سرية".. كيف تحمى لندن وثائقها التجارية وسط حرب أمريكا الجمركية.. جارديان: المسئولون يعززون تأمين الأوراق حتى لا تقع فى أيدى واشنطن.. وصحف تحذر من سلوك ترامب غير المتوقع وتوقعات باتفاق قريب كير ستارمر ودونالد ترامب

كتبت رباب فتحى

رغم تبادل التصريحات الإيجابية حول إمكانية التوصل لاتفاق تجاري بين المملكة المتحدة والولايات المتحدة خلال الأسابيع المقبلة، كشفت صحيفة "الجارديان" البريطانية أن المسئولين البريطانيين يشددون الإجراءات الأمنية عند التعامل مع وثائق تجارية حساسة لمنعها من الوقوع في أيدي الولايات المتحدة وسط حرب الرسوم الجمركية التي يخوضها الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب.

وفي إشارة إلى التوترات التي تشهدها "العلاقة الخاصة"، عدّل موظفو الخدمة المدنية البريطانيون إرشادات التعامل مع الوثائق، مضيفين تصنيفات أعلى لبعض وثائق المفاوضات التجارية لحمايتها من أعين الأمريكيين بشكل أفضل، وفقًا لمصادر.

وأحدث البيت الأبيض انقلابًا في الأسواق المالية العالمية، ومزق علاقات رئيسية، مع فرض ضرائب غير متوقعة وسريعة التغير على الشركاء التجاريين، بما في ذلك الصين والاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة.

وأفادت مصادر بأنه تم إبلاغ المسئولين بأن تغيير البروتوكولات مرتبط تحديدًا بالتوترات بشأن قضايا مهمة تتعلق بالتجارة والسياسة الخارجية بين واشنطن ولندن.

وأعطى كير ستارمر، رئيس وزراء بريطانيا، الأولوية لإبرام اتفاقية تجارية مع واشنطن، مفضّلاً عدم الردّ على قرار ترامب بفرض رسوم جمركية بنسبة 10% على السلع المصدّرة إلى الولايات المتحدة، و25% على صادرات السيارات والصلب البريطانية، وقدّم بدلاً من ذلك تنازلات في مجالات تشمل الضرائب الرقمية والزراعة.

وقبل تنصيب ترامب، كانت وثائق التجارة البريطانية المتعلقة بالمحادثات الأمريكية تُصنف عمومًا على أنها "رسمية - حساسة (للمملكة المتحدة فقط)"، وفقًا لأمثلة أطلعت عليها صحيفة "الجارديان"، وكان يُسمح للمسئولين بمشاركتها عبر شبكات البريد الإلكتروني الداخلية. واستمر هذا التصنيف بينما كان المسئولون البريطانيون يحاولون التفاوض مع إدارة جو بايدن، حتى بعد أن استبعد البيت الأبيض إبرام صفقة تجارية شاملة.

أما الآن، فإن نسبة أكبر بكثير من الوثائق والمراسلات التي تُفصّل المواقف التفاوضية التي يناقشها مسئولون من مكتب رئاسة الوزراء ووزارة الخارجية ووزارة الأعمال والتجارة تأتي مع تعليمات تعامل إضافية لتجنب اعتراض الولايات المتحدة، مع تصنيف بعضها على أنها "سرية" و"سرية للغاية"، وفقًا لمصادر. كما تتضمن هذه التصنيفات إرشادات مختلفة حول كيفية مشاركة الوثائق رقميًا، لتجنب اعتراضها.

وبلغ التقارب بين موقفي المملكة المتحدة والولايات المتحدة في مجال الدفاع والأمن حدًا كبيرًا في السنوات الأخيرة، لدرجة أن المواد الحكومية الآمنة تُعلّم أحيانًا "للمملكة المتحدة/الولايات المتحدة فقط"، أو تُمنح علامة "العيون الخمس"، في إشارة إلى مجموعة تبادل المعلومات الاستخباراتية المكونة من الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وأستراليا ونيوزيلندا وكندا. وحتى الآن، لم تُسجّل صحيفة الجارديان سوى تغيير في طريقة التعامل مع الوثائق المتعلقة بالمناقشات التجارية.

وأثارت خطة ترامب لإعادة إحياء الصناعة المحلية، بما في ذلك صناعة السيارات والأدوية، قلقًا لدى الحكومات الأجنبية الحريصة على حماية الصناعات والوظائف المحلية، في الوقت الذي تسعى فيه إلى إبرام صفقات تجارية للحماية من الرسوم الجمركية الباهظة.

وسعى ترامب للدفاع عن قراره بفرض رسوم جمركية باهظة، قائلاً إن سياساته ستُحمّله "تكلفة انتقالية".

ومن ناحية أخرى، كشفت صحيفة "تليجراف" البريطانية أن مسئولين في البيت الأبيض يعتقدون أن اتفاقًا تجاريًا مع بريطانيا يمكن إبرامه في غضون ثلاثة أسابيع.

وصرح مصدر مطلع على الاستراتيجية بأن لندن في وضع جيد لإبرام اتفاق سريع، رغم أن المملكة المتحدة ستدخل على الأرجح في موجة ثانية من الإعلانات المتعلقة بالتعريفات الجمركية، بعد اليابان والهند وكوريا الجنوبية، التي يرغب دونالد ترامب في التوصل إلى اتفاقيات معها لعزل الصين.

ويأتي ذلك بعد يوم من ارتفاع مؤشر فوتسي 100 مدفوعا بالحديث عن موافقة ترامب على اتفاق تجاري "عظيم" مع لندن نظرًا لـ"تقاربه الثقافي" مع بريطانيا.

وصرح مسئول في البيت الأبيض لصحيفة "تليجراف" أن هذا يعني توقع التوصل إلى اتفاق "قريبًا". وقال: "أسبوعان"، مضيفًا: "أو ربما ثلاثة أسابيع".

وفُرضت على المملكة المتحدة رسوم جمركية شاملة بنسبة 10% على جميع السلع المستوردة تقريبًا إلى الولايات المتحدة، وذلك بعد خطوة ترامب في "يوم التحرير" لإعادة ضبط التجارة العالمية.

وصرحت كارولين ليفيت، السكرتيرة الصحفية للبيت الأبيض، الثلاثاء بوجود 15 اتفاقية تجارية مطروحة بالفعل بعد أن تواصلت أكثر من 75 دولة لإبرام اتفاقيات قبل انتهاء فترة توقف مدتها 90 يومًا بشأن فرض رسوم جمركية أكثر صرامة.

وصرح مسئولو ترامب، علنًا وسرًا، بأن بريطانيا في وضع جيد لإبرام صفقة سريعة لأنها تستورد سلعًا من الولايات المتحدة أكثر مما تُصدر.

مع ذلك، يُحذرون أيضًا من أنه لا يمكن اعتبار أي شيء أمرًا مسلمًا به في ظل أسلوب ترامب غير المتوقع.

وقال ستيف بانون، الخبير الاستراتيجي السابق لترامب، والذي كان له دور مؤثر في دفع الصناعات التحويلية للعودة إلى الأراضي الأمريكية، إن الاتفاق مع المملكة المتحدة سيكون من بين أبسط وأسرع المفاوضات.

وقال: "أنتم (بريطانيا) لم تعودوا تصنعون أي شيء. أنتم لا تصنعون أي شيء نسعى إلى إعادته. لهذا السبب ستكون اليابان وكوريا صعبة. بالتأكيد أنتم تصنعون السيارات، لكنها لا تُذكر في المجمل. إنها نوع من سيارات جاكوار وأستون مارتن المصممة حسب الطلب."

من المتوقع أن تصل راشيل ريفز، وزيرة الخزانة، إلى واشنطن الأسبوع المقبل برفقة وزراء مالية آخرين لحضور اجتماعات صندوق النقد الدولي الربيعية.




أخبار اليوم السابع على Gogole News تابعوا آخر أخبار اليوم السابع عبر Google News
قناة اليوم السابع على الواتساب اشترك في قناة اليوم السابع على واتساب



الرجوع الى أعلى الصفحة