مر أكثر من قرن على غرق السفينة الشهيرة تايتانيك بعد اصطدامها بجبل جليدى فى المحيط الأطلسى، لكن صورا مذهلة تكشف الآن عن مصيرها بتفاصيل غير مسبوقة.
فقد التقط خبراء من شركة ماجيلان المتخصصة في رسم خرائط أعماق البحار صورًا للحطام من زوايا جديدة، على عمق نحو 12,500 قدم تحت سطح المحيط، وتكشف المسوحات الرقمية عن مشهد جديد لغرفة الغلايات قرب المكان الذي انقسمت فيه السفينة إلى نصفين.
بعض الغلايات ظهر عليها شكل مقعر، مما يشير إلى أنها كانت لا تزال تعمل عندما غمرت بالمياه المتجمدة، في الوقت نفسه، تسببت ثقوب في بدن السفينة بحجم ورقة A4 في غرقها السريع – إذ استغرقت ساعتين وأربعين دقيقة فقط بعد الاصطدام بالجبل الجليدي، وفقا لما ذكره موقع ديلى ميل البريطاني.
وقال محلل تايتانيك، باركس ستيفنسون، لهيئة الإذاعة البريطانية (BBC)، تايتانيك هي آخر شاهد حي على الكارثة، ولا تزال تحمل قصصا لترويها، الحصول على رؤية شاملة لكل أجزاء موقع الحطام أمر أساسي لفهم ما حدث هناك.
وتدعم هذه الاكتشافات شهادات العيان من تلك الليلة المشؤومة، والتي تؤكد أن فريقا من المهندسين الشجعان واصل العمل حتى اللحظة الأخيرة لإبقاء أضواء السفينة مضاءة، قاد الفريق المهندس جوزيف بيل، المولود في مدينة كمبريا، حيث عملوا على تغذية الأفران بالفحم حتى اللحظات الأخيرة.
وقد لقوا جميعًا حتفهم في الكارثة، لكن أفعالهم البطولية أنقذت العديد من الأرواح من خلال منح الطاقم الوقت الكافي لإنزال قوارب النجاة بأمان، بحسب ستيفنسون.
وأضاف ستيفنسون، لقد أبقوا الفوضى بعيدة لأطول وقت ممكن، وكل هذا يمكن تلخيصه في صمام البخار المفتوح الذي لا يزال هناك على مؤخرة السفينة.
وقد تم تحليل هذه المسوحات ضمن فيلم وثائقي جديد تحت عنوان "تايتانيك.. البعث الرقمى"، أرسلت الشركة غواصات مسيرة لمسح كل أجزاء الحطام، الذي يقع على عمق نحو 13,000 قدم تحت سطح الماء، وبالإضافة إلى الصور، تم إنشاء محاكاة جديدة تعيد بناء سفينة آر إم إس تايتانيك والأضرار التي لحقت بها في تلك الليلة المأساوية قبل حوالي 113 عامًا بالضبط.
وبحسب قائد فريق البحث، جيوم-كي بايك، من كلية لندن الجامعية، فإن السفينة لم تصطدم بالجبل الجليدي إلا بشكل جانبي طفيف.
لكنها تعرضت لثقوب بحجم أوراق A4 امتدت على ست حجرات على طول جزء ضيق من الهيكل.
وقال المهندس البحري سايمون بنسون من جامعة نيوكاسل لهيئة الإذاعة البريطانية، إن هذه الثقوب الصغيرة منتشرة على امتداد طويل من السفينة، لذا بدأت المياه بالتسرب ببطء ولكن بثبات إلى جميع تلك الثقوب، ثم في النهاية غمرت المياه الحجرات واحدة تلو الأخرى، وغرقت تايتانيك.
وتقع بقايا السفينة الآن على قاع البحر، على بُعد حوالي 350 ميلًا بحريًا من سواحل نيوفاوندلاند في كندا، لكن الحطام يتدهور بسرعة تحت الماء، وقد يختفي تمامًا خلال الأربعين عامًا القادمة.
انقسمت تايتانيك إلى نصفين قبل غرقها الأخير في الساعات الأولى من يوم 15 أبريل 1912، ويقع الآن الجزء الأمامي والخلفي من السفينة على بعد 2,600 قدم من بعضهما البعض، لم يعثر على الحطام إلا في الأول من سبتمبر عام 1985، وهو اكتشاف تصدر عناوين الأخبار حول العالم.