غارات "عيد الفطر" على لبنان.. 4 شهداء و7جرحى فى الغارة الإسرائيلية الثانية خلال أسبوع على ضاحية بيروت.. عون: إنذار خطير ضدنا.. دعوات إسرائيلية لتكثيف الضربات على بيروت.. وخبراء عسكريون يتوقعون عودة الحرب

الثلاثاء، 01 أبريل 2025 10:00 م
غارات "عيد الفطر" على لبنان.. 4 شهداء و7جرحى فى الغارة الإسرائيلية الثانية خلال أسبوع على ضاحية بيروت.. عون: إنذار خطير ضدنا.. دعوات إسرائيلية لتكثيف الضربات على بيروت.. وخبراء عسكريون يتوقعون عودة الحرب الضاحية الجنوبية

إيمان حنا

للمرة الثانية خلال أقل من أسبوع، شنت إسرائيل غارة على الضاحية الجنوبية لبيروت، ما أسفر عن سقوط 4 شهداء و7 مصابين، وخلف دمارا كبيرا بالمنطقة التي لم تلتقط أنفاسها ، بعد الحرب الضروس التي جعلت غالبية مبانيها مهدمة جزئيا وكليا، ولم تبدأ مرحلة إعادة الإعمار حتى الآن.

استهدفت غارة اليوم، وفق ما أوضح وزير خارجية دولة الاحتلال، حسن بدير مسئول الملف الفلسطيني بالحزب ، والذى اتهمه الجيش الإسرائيلي بالتخطيط لتنفيذ عملية ضد طائرة إسرائيلية في قبرص بتوجيه من عناصر في حركة حماس، وفق " القناة 14 الإسرائيلية".
و أعربت قيادات مستوطنات الشمال، القريبة من الحدود اللبنانية، عن تأييدها للهجوم الإسرائيلي الذي استهدف الليلة الماضية الضاحية الجنوبية لبيروت، داعية إلى استمرار الضربات، وفق ما نقلته القناة الـ14 العبرية.


وزعمت إسرائيل أن الهجوم وهو الثاني من نوعه على بيروت منذ إعلان وقف إطلاق النار أدى إلى اغتيال عنصر في حزب الله، قالت إنه قدم دعمًا لعناصر من حركة حماس لتنفيذ هجوم فوري ضد أهداف إسرائيلية.


وشدد رئيس مستوطنة شلومي، أدير لاحاكيم، على أن المستوطنين في الشمال مستعدون لمواجهة أي سيناريوهات لهجوم صاروخي من حزب الله أو جهات أخرى، موضحًا: "نشرنا نحو 60 منصة دفاعية في أنحاء المستوطنة، وخاصة قرب المؤسسات التعليمية، لضمان الحماية في حال حدوث إطلاق نار".


ووفق التقارير العبرية لا يوجد تغيير في تعليمات قيادة الجبهة الداخلية لمستوطني الشمال. مع ذلك فإنه على خلفية الهجوم الإسرائيلي على الضاحية، هناك حالة تأهب في المستوطنات الشمالية.

إنذار خطير !


من جانبه، أعرب الرئيس اللبنانى العماد جوزيف عون عن إدانته للغارة الإسرائيلية التي استهدفت الضاحية الجنوبية، اليوم، الثلاثاء، معتبراً أن هذا الإعتداء على محيط بيروت، للمرة الثانية منذ اتفاق الـ26 من نوفمبر الماضي، يشكل إنذاراً خطيراً حول النيات المبيتة ضد لبنان ، خصوصاً في توقيته الذي جاء عقب التوقيع في جدة على اتفاق لضبط الحدود اللبنانية السورية، برعاية مشكورة ومثمنة من قبل المملكة السعودية. كما اتى بعد زيارتنا باريس والتطابق الكامل الذي شهدته، في وجهات النظر مع الرئيس ماكرون.

وقال: "إن التمادي الإسرائيلي في عدوانيته يقتضي منا المزيد من الجهد لمخاطبة أصدقاء لبنان في العالم، وحشدهم دعماً لحقنا في سيادة كاملة على أرضنا، ومنع أي انتهاك لها من الخارج، أو من مدسوسين في الداخل، يقدمون ذريعة إضافية للعدوان. كما يقتضي مزيداً من الوحدة الداخلية خلف الأهداف الوطنية المُجمع عليها في خطاب القسم وبيان الحكومة. وهو ما سنجسّده في عملنا وتعاوننا مع الحكومة ورئيسها، لوأد أي محاولة لهدر الفرصة الاستثنائية لإنقاذ لبنان".


الرئيس عون

فيما قال رئيس برلمان لبنان نبيه برى ـ فى تعليقه على الغارة التى شنتها إسرائيل اليوم على الضاحية الجنوبية لبيروت ـ قائلا إنه عدوان موصوف على لبنان وعلى حدود عاصمته، ومحاولة إسرائيلية بالنار والدماء والدمار لإغتيال القرار الأممي ونسف الآلية التنفيذية له التي يتضمنها إتفاق وقف إطلاق النار.

وأكد برى أن الغارة الإسرائيلية التي إستهدفت الضاحية الجنوبية فجراً وللمرة الثانية في غضون أيام وفي عيد الفطر ليست خرقاً يضاف الى ال2000 خرق إسرائيلي لبنود وقف اطلاق النار والقرار الاممي 1701 فحسب ، بل هي عدوان موصوف على لبنان وعلى حدود عاصمته بيروت في ضاحيتها الجنوبية ، وقبل أي شيء آخر هي محاولة إسرائيلية بالنار والدماء والدمار لإغتيال القرار الأممي واتفاق وقف إطلاق النار والذي إلتزم به لبنان بكل حذافيره ، وهو إستهداف مباشر لجهود القوى العسكرية والأمنية والقضائية اللبنانية التي قطعت شوطاً كبيراً بكشف ملابسات الحوادث المشبوهة الاخيرة في الجنوب والتي تحمل بصمات إسرائيلية في توقيتها وأهدافها وأسلوبها .

ومن جانبها علقت المنسقة الأممية فى لبنان على قصف الضاحية الجنوبية لبيروت قائلةً ، أن هذا القصف جاء رغم اتخاذ حكومة لبنان خطوات إيجابية فى إطار اتفاق وقف إطلاق النار ودعت إلى ضرورة تطبيق القرار 1701 واكدت أنه السبيل الوحيد الممكن لحل الأزمة بين لبنان وإسرائيل.

أهداف إسرائيل في لبنان

أوضح العميد فادى داوود الخبير العسكرى اللبناني، لـ"اليوم السابع" ، أن إسرائيل عاودت غارتها بذريعة قصف مستوطنة المطلة بصاروخين منذ أيام، من منصات إطلاق بدائية وحزب الله نفى ضلوعه بهذا الهجوم ، حيث إن الحزب أراد "غسيل يديه " من هذه العملية، وهناك تفسيرات تذهب بأن هناك "طابور خامس" وراء هذه العملية.

ويؤكد العميد فادى أن الحرب عائدة إلى لبنان بغض النظر عمن يقف وراء عملية إطلاق الصواريخ على الأراضى المحتلة ، والتي كانت سببا في إعادة الغارات على الضاحية.

وأضاف أنه لا يمكن فصل ما يحدث في الجنوب اللبناني والضاحية عن الأحداث الجارية على الحدود الشرقية الشمالية للبنان من عمليات تستهدف زعزعة الاستقرار، إضافة إلى التوتر الإقليمى.

واستطرد العميد فادى، قائلاً: ولا ننسى العلاقات الملتهبة ببين واشنطن وطهران، حيث أعطى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مهلة شهرين لإيران للتفاوض في الملف النووي الإيرانى ، فقد يكون ما نشهده في لبنان هو نتيجة محاولات إيران تنشيط أذرعتها بالمنطقة للضغط على أمريكا ، حيث نشاهد تصعيد للهجمات الحوثية في البحر الأحمر، وأيضا ردود أفعال حزب الله، إضافة لانتشار "الحشد الشعبى" على الحدود العراقية السورية.

فادى داوود 

موقف "حزب الله"

من جانبه، يرى الكاتب والمحلل السياسى اللبناني أسعد بشارة ، أن "حزب الله" متورط في عملية إطلاق الصواريخ التي نُفذت مؤخرا صوب مستوطنة المطلة ؛ خاصة أن المنطقة التي أُطلقت منها تقع تحت مسئوليته، والحزب لديه أدوات غير مباشرة لإطلاق الصواريخ؛ وهو ما اتخذته إسرائيل ذريعة لإعادة توجيه غارات على الضاحية ، و تلك الغارات تضيف أعباء "اتفاق وقف إطلاق النار" المتعثر في تطبيقه منذ البداية ، فإسرائيل تريد سحب كامل لسلاح حزب الله؛ بينما تستخدم هي الذرائع العسكرى بكثافة، كما تستغل إسرائيل الخلل في موازين القوى لضرب استقرار لبنان . فهذه الغارة اليوم على التي نفذها جيش الاحتلال على الضاحية تجعل اتفاق وقف إطلاق النار على حافة الانهيار.

وأضاف بشارة، لـ"اليوم السابع"، أن هذه الغارات تضع الدولة اللبنانية في وضع حرج ؛ حيث إن الإدارة الأمريكية تطالب الدولة بسحب سلاح حزب الله، ومن جهة أخرى تخشى الدولة  الدخول في صراع قد يؤدى إلى حرب أهلية.

مخططات إسرائيل

وأضاف العميد السابق بالجيش اللبنانى والخبير الاستراتيجي رياض شيا، أن السبب المباشر للتصعيد هو إطلاق بضعة صواريخ غير فعالة إطلاقاً على مستوطنة المطلة الإسرائيلية المواجهة للحدود اللبنانية، و استغلت إسرائيل هذا الحدث لتشن عشرات الغارات  على جنوب لبنان والبقاع ومؤخرا الضاحية الجنوبية موقعة عدداً من القتلى والجرحى والدمار.


لكن الأسباب غير المباشرة للتصعيد فعديدة: بعضها يتعلق بالتصعيد الاسرائيلي في غزة، وبعضها في الداخل اللبناني وسعي العهد الحديد والحكومة الجدية لنزع سلاح حزب الله، والسبب الآخر إقليمي ويتعلق بالمواجهة بين إيران والولايات المتحدة وإسرائيل، فإيران تريد ارسال رسالة أنها لا تزال قادرة ومؤثرة في المنطقة رغم ما تعرضت لها أذرعتها من هزائم.

المتضرر الأول من التصعيد هو لبنان، والحدث هو جر إسرائيل الى مزيد من التدمير، علماً أنها لم تلتزم بترتيباب وقف اطلاق النار التي اوقفت القتال حزب الله.

الفلسطينيون أيضاً متضررون أيضاً من التصعيد لأنه يسهّل لإسرائيل تنفيذ مخططاتها.

لذلك، ورغم عدم اكتشاف من قام بإطلاق الصواريخ، إلا أن أصابع الاتهام تتجه نحو من يعمل لمصلحة إسرائيل وإيران كونهما المستفيدان مما جرى.

القيادة اللبنانية الجديدة والشعب اللبناني والجيش  اللبناني يرفضون اعادة استخدام لبنان كساحة لتصفية الحسابات الإقليمية.

ومن جانبه، قال المحلل السياسى اللبناني الدكتور يوسف دياب لـ"اليوم السابع"، إن أهداف إسرائيل من تنفيذ غارات على الضاحية الجنوبية، تتلخص في شقين أولهما المضي قدما في سياسة الاغتيالات لقيادات حزب الله، والهدف الثانى ممارسة مزيد من الضغط على الدولة اللبنانية لنزع سلاح حزب الله من كامل الأراضى اللبنانية.

أضاف "دياب" في تصريحاته للصحيفة ، أن ضربة اليوم للضاحية لن تكون الأخيرة فهناك دفع نحو التصعيد ، والأجواء في لبنان مفتوحة على كل الاحتمالات.

واستبعد "دياب" ـ فى تقديراته ـ  أن يقود هذا التصعيد لإعادة الحرب في لبنان مرة ثانية؛ في ظل تأكيدات "حزب الله" على نيته عدم الدخول في حرب مرة أخرى، كما أن ردود فعله عقب الغارات الإسرائيلية على الضاحية تؤكد ذلك؛ فلم يصدر أي تهديدات بالتصعيد العسكرى، واقتصرت ردود فعله على الإدانة؛ فحزب الله يقدر جيدا أن هذه المرحلة ليست مرحلة مواجهة عسكرية وهو غير مؤهل لها، كما أن العائلات في المناطق التابعة له لا تتحمل مزيدًا من ضغوط القصف والنزوح؛ فالحزب يريد تمرير هذه" العاصفة" حتى يعيد بناء قدراته العسكرية.




أخبار اليوم السابع على Gogole News تابعوا آخر أخبار اليوم السابع عبر Google News
قناة اليوم السابع على الواتساب اشترك في قناة اليوم السابع على واتساب



الرجوع الى أعلى الصفحة