أكرم القصاص

أقرب سلام بين نقطتين.. البديل المصرى العربى لمواجهة مخططات التهجير

الخميس، 06 مارس 2025 10:00 ص


هناك موقف عربى تمت بلورته فى قمة «فلسطين» التى عقدت بالقاهرة، صحيح أنها اعتمدت الخطة المصرية لإعادة إعمار غزة دون تهجير لأهالى القطاع، ودون المساس بثوابت القضية الفلسطينية، لكن انعقاد القمة بهذا التمثيل والحضور يمثل خطوة مهمة وموقفا تم إعلانه بالرغم من تنوع الآراء والاتجاهات العربية، ثم إن الخطة المصرية لإعادة الإعمار تقوم على تفاصيل واقعية، ثم إن البيان الختامى للقمة يتضمن التأكيد على أن السلام خيار عربى استراتيجى، لكنه سلام عادل وشامل يلبى جميع حقوق الشعب الفلسطينى، وخصوصا حقه فى الحرية والدولة المستقلة ذات السيادة على ترابه الوطنى على أساس حل الدولتين، وحق العودة للاجئين الفلسطينيين ويضمن الأمن لجميع شعوب ودول المنطقة بما فى ذلك إسرائيل.


البيان يستند على مبادرة السلام العربية التى طرحت بقمة بيروت 2002، والمهم فى البيان هو إعلان تكثيف التعاون مع القوى الدولية والإقليمية، والولايات المتحدة الأمريكية، وتأكيد الاستعداد للانخراط الفورى مع الإدارة الأمريكية، وكل الشركاء فى المجتمع الدولى، لاستئناف مفاوضات السلام بغية التوصل إلى حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية، بما يضمن إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة على خطوط الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية لتعيش بأمن وسلام إلى جانب إسرائيل، والدعوة إلى عقد مؤتمر دولى لإقامة الدولة الفلسطينية.


بيان القمة جدد الرفض القاطع لأى شكل من أشكال تهجير الشعب الفلسطينى من أرضه أو داخلها، وإدانة قرار الاحتلال بوقف إدخال المساعدات الإنسانية لقطاع غزة وغلق المعابر باعتباره تجويعا وحصارا يخالف القانون الدولى، ويحذر أيضا من الاعتداء على الضفة الغربية أو الاستيطان وغيرها، وأن هذا يفتح الباب لاتساع النزاع والعنف.


الخطة المصرية لإعادة الإعمار تقوم على دراسات واقعية وتتضمن تفاصيل كثيرة تتعلق بإدارة القطاع، من قبل الفلسطينيين أنفسهم، وعقد مؤتمر دولى فى القاهرة، فى أقرب وقت، للتعافى وإعادة الإعمار فى قطاع غزة، بالتعاون مع دولة فلسطين والأمم المتحدة وحث المجتمع الدولى على المشاركة فيه للتسريع فى تأهيل قطاع غزة وإعادة إعماره بعد الدمار الذى تسبب به العدوان الإسرائيلى، والعمل على إنشاء صندوق ائتمانى يتولى تلقى التعهدات المالية من كل الدول ومؤسسات التمويل المانحة، بغرض تنفيذ مشروعات التعافى وإعادة الإعمار، ورحب البيان بالقرار الفلسطينى بتشكيل لجنة إدارة غزة تحت مظلة الحكومة الفلسطينية، التى تتشكل من كفاءات من أبناء القطاع، لفترة انتقالية بالتزامن مع العمل على تمكين السلطة الوطنية للعودة إلى غزة، تجسيدا للوحدة السياسية والجغرافية للأراضى الفلسطينية وأن تقوم مصر والأردن بتأهيل وتدريب كوادر الشرطة الفلسطينية بما يضمن قدرتها على أداء مهامها فى حفظ الأمن فى قطاع غزة على الوجه الأكمل، مع التأكيد فى هذا الصدد أن ملف الأمن هو مسؤولية فلسطينية خالصة، ويتعين أن يدار من قبل المؤسسات الفلسطينية الشرعية وحدها وفقا لمبدأ القانون الواحد والسلاح الشرعى الواحد، وبدعم كامل من المجتمع الدولى، خاصة مع دعوة بيان القمة لمجلس الأمن ونشر قوات دولية لحفظ السلام تسهم فى تحقيق الأمن وتعزيز الأفق السياسى لتجسيد الدولة الفلسطينية.


الرئيس الفلسطينى أبومازن أعلن عن خطوات يمكن أن تسهم فى تقليل الفجوة، ودعم جهود المصالحة بإعلان تعيين نائب للرئيس الفلسطينى، والعفو عن المفصولين من فتح، ورحب البيان بجهود دولة فلسطين المستمرة فى إطار الإصلاح الشامل وعلى جميع المستويات، والعمل على بناء مؤسسات قوية ومستدامة قادرة على تلبية تطلعات الشعب الفلسطينى، وسعيها لإجراء انتخابات تشريعية ورئاسية، فى أسرع وقت، وهى خطوات من شأنها أن تمهد لجودة الحياة وأيضا تفتح مجالات للإصلاح والحوكمة، والدمج والمصالحة التى تبذل فيها مصر جهودها على مدى سنوات، من جهتها أعلنت حركة حماس ترحيبها بانعقاد القمة العربية غير العادية فى القاهرة، واعتبرتها تدشن مرحلة متقدمة من الاصطفاف العربى والإسلامى مع القضية الفلسطينية العادلة.


ورحبت حماس، بخطة إعادة إعمار غزة، التى اعتمدتها القمة العربية وبما ورد فى بيان القمة عن بناء المؤسسات الوطنية الفلسطينية، لتعبّر عن تطلعات شعبنا فى الحرية والاستقلال، عبر إجراء انتخابات تشريعية ورئاسية فى أسرع وقت ممكن. 


الشاهد أن هناك استعدادات من قبل الأطراف الفلسطينية للتعامل مع الواقع، وتحمل مسؤولياتها، خاصة أن هناك تعنتا إسرائيليا فى التعامل مع وقف إطلاق النار، بجانب موقف أمريكى أعلنه  البيت الأبيض، الذى رحب بمساهمات قمة القاهرة، مؤكدا فى الوقت نفسه التمسك برؤية الرئيس الأمريكى دونالد ترامب بشأن قطاع غزة ما بعد الحرب.


وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومى التابع للبيت الأبيض براين هيوز «بينما يتمسك ترامب برؤيته الجريئة لغزة ما بعد الحرب، فإنه يرحب بمساهمات شركائنا العرب فى المنطقة، ومن الواضح أن مقترحاته دفعت المنطقة إلى الجلوس على طاولة المفاوضات بدلاً من السماح لهذه القضية بالتدهور إلى أزمة أخرى.. وكان الرئيس واضحا فى أن حماس لا يمكن أن تستمر فى حكم غزة».


القمة كانت أعلنت التعاون مع الإدارة الامريكية، وتضمنت خطة لإدارة القطاع من كفاءات فلسطينية، بينما خطط التهجير أو «ريفيرا» بجانب عدم واقعيتها تمثل جرائم تصفية عرقية، وبالتالى فإن الخطة المصرية التى أصبحت عربية مثل مبادرة السلام العربية، تشير إلى أن السلام هو أقرب طريق بين نقطتين، وأن البديل هو «عدم الاستقرار»، وهى رؤية تثبت التجارب والسوابق كلها صحتها، وتتطلب المزيد من الدعم العربى والتلويح بما يملكه العرب من أوراق مهمة يمكنهم استخدامها.


 

 



أخبار اليوم السابع على Gogole News تابعوا آخر أخبار اليوم السابع عبر Google News
قناة اليوم السابع على الواتساب اشترك في قناة اليوم السابع على واتساب