خورشيد باشا.. والى عثمانى فتح الطريق أمام حكم محمد على لمصر

الأربعاء، 26 مارس 2025 12:00 م
خورشيد باشا.. والى عثمانى فتح الطريق أمام حكم محمد على لمصر خورشيد باشا

محمد عبد الرحمن

في مثل هذا اليوم من عام 1804، وصل خورشيد باشا إلى مصر واليًا عثمانيًا ثالثًا بعد جلاء الحملة الفرنسية، إلا أن فترة حكمه لم تكن هادئة، إذ شهدت البلاد اضطرابات متزايدة وصراعًا سياسيًا انتهى بعزله وتولية محمد علي باشا، ليبدأ عهد الأسرة العلوية في مصر.

 

نشأته ومسيرته في الدولة العثمانية

وُلد خورشيد باشا في القوقاز، وكان والده راهبًا مسيحيًا في شبابه قبل أن يتحول إلى الإسلام وينضم إلى فرق الإنكشارية، ما فتح له أبواب السلطة داخل الدولة العثمانية، بفضل خبرته العسكرية، أصبح خورشيد من رجال السلطان محمود الثاني وشغل عدة مناصب قيادية، حيث عُيِّن واليًا على الإسكندرية بعد خروج الفرنسيين من مصر عام 1801، ثم تولى حكم البلاد بالكامل عام 1804.

 

حكمه لمصر وصراعه مع محمد علي

منذ توليه الحكم، أدرك خورشيد باشا أن محمد علي، قائد الحملة الألبانية، يشكل تهديدًا له، إذ كان يتمتع بشعبية كبيرة بين المصريين، خاصة العلماء والحرفيين، حاول الوالي الجديد التخلص منه عبر طلب دعم عسكري من السلطان العثماني، الذي أرسل إليه فرقًا عسكرية من الشام تُعرف بـ"الدلاتية"، لكنه لم ينجح في كسب ولائهم، إذ استمالهم محمد علي إلى صفه، كما حاول إبعاد محمد علي بإرساله إلى الصعيد، لكنه رفض مغادرة القاهرة.

 

ثورة الشعب ضد خورشيد باشا

تدهورت الأوضاع في مصر بسبب بطش جنود خورشيد باشا ونهبهم ممتلكات الأهالي، ما دفع السكان إلى اللجوء إلى الجامع الأزهر، حيث شكوا حالهم إلى المشايخ، وعلى رأسهم عمر مكرم، وعندما تجاهل الوالي مطالبهم، اجتمع العلماء والزعماء الشعبيون في الأزهر، وقرروا التصعيد.

في 12 صفر 1220 هـ، توافدت الحشود إلى بيت القاضي، مرددين هتافات مثل "يا رب يا متجلي، أهلك العثملي"، مطالبين بعزل خورشيد، وبعد مشاورات بين المشايخ والعلماء، قرروا عرض الولاية على محمد علي باشا، الذي رفض في البداية، لكنه وافق بعد إصرارهم، وتمت مراسلة السلطان العثماني بهذا القرار.

ورغم رفض خورشيد باشا مغادرة القلعة إلا بأمر من السلطان، فإن المقاومة الشعبية استمرت، حتى صدر فرمان عثماني رسمي بعزله، لتبدأ بذلك حقبة جديدة في تاريخ مصر تحت حكم محمد علي.

 

دوره في قمع الثورات العثمانية

بعد عزله من مصر، أُرسل خورشيد باشا إلى صربيا في مارس 1809 لقمع ثورة كارادورد بيوترفيتش، وفي 5 مارس 1812 تولى منصب الصدر الأعظم للدولة العثمانية، لكنه لم يستمر فيه سوى ثلاث سنوات حتى 1815، ثم عُين حاكمًا للبوسنة، حيث نجح في إخماد الثورة الصربية الثانية بقيادة ميلوش أوبرينوفتش عام 1813.

استمر خورشيد باشا في المناصب العليا حتى وفاته في 30 نوفمبر 1822، بعد مسيرة سياسية شهدت محطات مفصلية، كان أهمها صعود محمد علي باشا إلى حكم مصر، وهو الحدث الذي غيَّر مسار التاريخ المصري بالكامل.

كان الثراء هو أحد الأسباب التى أدت إلى نهاية خورشيد، حيث تمت إدانته نتيجة لإساءة استخدام الكنز العام وتم عزله من مناصبه ووضعه تحت الإقامة الجبرية فى لاريسا اليونانية وقت أن كانت تابعة للدولة العثمانية، مما جعله ينهى حياته بتناول السم فى 30 نوفمبر 1822م.




أخبار اليوم السابع على Gogole News تابعوا آخر أخبار اليوم السابع عبر Google News
قناة اليوم السابع على الواتساب اشترك في قناة اليوم السابع على واتساب



الرجوع الى أعلى الصفحة