دندراوى الهوارى

«الشيطان وسحر التنويم المغناطيسى».. طقس جهنمى لتدمير المنطقة بيد أبنائها!

الإثنين، 24 مارس 2025 12:00 م


هناك فيلم هندى يحمل عنوان «الشيطان» إنتاج عام 2024 قصته ببساطة تتحدث عن أسرة مكونة من 4 أفراد، أب وأم وفتاة وولد، كانت تعيش فى سعادة وأمن واستقرار، وفجأة التقت شخصا، استطاع أن يتدخل ويفرض نفسه على الأسرة، من خلال سحر أسود تمكن من أن يضعه فى قطعة من الحلوى للابنة، وهنا بدأ يتحكم فيها، لا تنفذ إلا أوامره، وتحولت وكأنها ريموت كنترول يمسك به ويتحكم فيها كيفما يشاء، حتى ولو أمرها بقتل والدها أو والدتها وشقيقها الصغير، وبالفعل أمرها بقتل شقيقها، وألقت به من فوق بناية مرتفعة، وكاد يفارق الحياة.
وبعد صراع مرير، كادت الأسرة أن تفقد حياتها، ودفعت الثمن غاليا من أمنها واستقرارها وسعادتها، وفى النهاية رب الأسرة بصعوبة بالغة تمكن من القضاء على هذا الساحر الشرير.


الفيلم بطولة، أجاى ديفجن، آر مادهافان، جيوتيكا، جانكى بوديوالا، أنجاد راج، ومن إخراج فيكاس باهل.


قصة الفيلم يمكن إسقاطها على الوضع السياسى فى منطقة الشرق الأوسط، فما يحدث تستشعر أن بعض الجماعات والتنظيمات والميليشيات المسلحة، قد تجرعت السحر الأسود، وصارت أسيرة منصاعة، مسلوبة الإرادة، تنفذ ما يُطلب منها حرفيا، دون جدال أو تفكير، أو تأنٍ فى تقييم الموقف، إيجابيا وسلبيا!


وجدنا السحر الأسود، والتنويم المغناطيسى يجلب الأذى فى سوريا والسودان ولبنان واليمن وليبيا وغزة، عندما فرضت التنظيمات والميليشيات المسلحة كلمتها فوق إرادة الدولة، وبدأت تنفذ ما يملى عليها حرفيا، دون تفكير أو تدبير، الأمر الذى أدى إلى زعزعة الاستقرار فى هذه الدول، وانقراض الأمن والأمان، وسادت الفوضى، وغابت التنمية، وكان الموت مصير البعض، والهروب واللجوء، مصير البعض الآخر، فى حين يرزح الذين ارتضوا أن يعيشوا فى بلادهم، تحت نيران الرعب والخوف من المصير القاتم الذى ينتظرهم.


لا يوجد سبب منطقى يدفع تنظيم أو جماعة أو ميليشيا، أن ترتمى فى أحضان دول أخرى من أجل تنفيذ أجنداتها ومخططاتها، دون الوضع فى الحسبان أمن واستقرار أوطانها التى ينتمون إليها، إلا إذا كانوا مصابين بسحر أسود، أو خاضعين للتنويم المغناطيسى!


الحقيقة أن التنظيمات والجماعات والميليشيات المسلحة، تنتشر فى الدول العربية والإسلامية بشكل واضح وجلى، وأنها صارت كيانات قوية ربما تتفوق على مؤسسات دولها، تأمر ولا تؤتمر، تفرض إرادتها، وتنفذ أجندات خارجية واضحة، وبغلظة عين لا مثيل لها، فهل يحدثنا منصف عميق ومتبحر فى التحليل السياسى والاستراتيجى، ويشرح لنا الوضع فى سوريا ولبنان واليمن أو حتى العراق من حيث قوة التنظيمات والميليشيات التى تدين بالولاء للخارج على حساب أوطانها؟ ولماذا تدفع الأوطان ثمنا غاليا من أمن واستقرار شعوبها، عن طريق الزج بها فى أتون صراعات الغير، عنوة، وتسديد فواتير لمشاريع توسعية واستعمارية؟


كيف يدين فصيل ما بالولاء الكامل لدولة أخرى، ينفذ مخططاتها، ويدافع عن مصالحها، ويؤتمر بأمرها، ويجعل من أجندتها، خريطة طريق تحدد مساره وتحكم أهدافه ومصالحه، حتى ولو تقاطعت مع مصالح وأهداف وطنه، ويمكن له أن يرفع السلاح فى وجه أبناء جلدته!


دول عربية كثيرة دفعت ثمنا باهظا من أمنها واستقرارها وتنميتها وازدهارها الاقتصاى، نتيجة فريق من أبنائها، قرروا إقحامها فى استقطاب وصراعات خارجية لا ناقة للشعوب فيها ولا جمل، والنتيجة دمار وخراب وآلاف الضحايا.


المآسى فى غزة وسوريا واليمن وجنوب لبنان والسودان والصومال وحتى العراق، نتيجة التنويم المغناطيسى أو السحر الأسود الذى أصاب فصائل وتنظيمات وجماعات، ما تسبب فى وجع وألم لهذه الدول، على كل المستويات والأصعدة، أبرزها الألم الإنسانى، عندما تشاهد مناظر الدم والأشلاء والتشرد، وللأسف كل ذلك بيد أبنائها!


الحمد لله الذى عفا فيه مصر مما أصاب غيرها، وأن شعبها استطاع أن يتخلص من جماعة الإخوان، التى حاولت أن تلعب نفس الدور فى مصر! 




أخبار اليوم السابع على Gogole News تابعوا آخر أخبار اليوم السابع عبر Google News
قناة اليوم السابع على الواتساب اشترك في قناة اليوم السابع على واتساب