ابن خلدون أول من وضع الأساسات الأولى لعلم الاجتماع.. لمحة من حياته

الأربعاء، 19 مارس 2025 10:23 ص
ابن خلدون أول من وضع الأساسات الأولى لعلم الاجتماع.. لمحة من حياته ابن خلدون
محمد عبد الرحمن

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

عندما نبحث فى تاريخ الفكر الإنسانى نجد أن ابن خلدون كان من أوائل العلماء الذين حاولوا فهم القوانين التى تحكم المجتمعات البشرية، واضعًا بذلك اللبنات الأولى لما نعرفه اليوم بعلم الاجتماع، فلم يكن ابن خلدون مجرد مؤرخ يسرد الأحداث، بل كان مفكرًا عبقريًا استطاع تحليل المجتمعات ودراستها بطرق لم يسبقه إليها أحد، فما هى قصة هذا الرجل العظيم؟ وكيف استطاع التأسيس لعلم الاجتماع قبل أن يظهر رسميًا فى أوروبا بقرون؟

وُلد عبد الرحمن بن خلدون عام 1332م فى تونس، ونشأ فى بيئة علمية حيث تلقى علوم الدين واللغة والتاريخ والفلسفة، بدأ حياته السياسية فى الأندلس والمغرب، متنقلاً بين مناصب عديدة، لكنه وجد نفسه أكثر ميلًا للعلم والكتابة، فانعزل لفترة في قلعة بالجزائر وكتب أعظم أعماله "المقدمة".

في شبابه، دخل ابن خلدون الحياة السياسية، حيث تولى مناصب فى البلاط الحفصى بتونس، ثم تنقل بين الأندلس والمغرب الأقصى، مما أكسبه خبرة واسعة فى السياسة والمجتمع، إلا أن تقلبات السياسة جعلته يبتعد عنها، فاعتزل فى قلعة قرب تلمسان (الجزائر حاليًا) لمدة أربع سنوات، وهناك كتب أهم أعماله "المقدمة"، التى وضع فيها الأسس الأولى لعلم الاجتماع.

فى كتابه "المقدمة" وضع ابن خلدون الأسس الأولى لعلم الاجتماع، حيث درس: العمران البشرى وأثره على تطور المجتمعات، القوانين الاجتماعية التى تحكم الأمم والدول، الدورة الحضارية وكيف تنتقل الدول من النشوء إلى الازدهار ثم الانهيار.

كانت أفكاره سابقة لعصرها بقرون، حتى أن الغرب لم يكتشفوا علم الاجتماع إلا في القرن الـ19 على يد أوجست كونت، لكن ابن خلدون سبقه بفترة طويلة.

على الرغم من أنه عاش في القرن الـ14، إلا أن أفكاره لا تزال تُدرَّس حتى اليوم فى جامعات العالم، وقد اعترف كبار المفكرين الغربيين مثل الفيلسوف أرنولد توينبى بعبقريته، حيث وصفه بأنه "أعظم مؤرخ أنجبته البشرية"، كما استخدم المفكرون الأوروبيون نظرياته كأساس لدراسة المجتمعات الحديثة.

لم يكن ابن خلدون مجرد مؤرخ، بل كان عالم اجتماع، سياسى، اقتصادى، وفيلسوف سبق زمانه بمئات السنين، وأفكاره حول الدولة، الاقتصاد، والمجتمع لا تزال صالحة للتطبيق حتى يومنا هذا، مما يجعله واحدًا من أعظم العقول فى التاريخ الإسلامى والعالمى.







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة