تتصاعد الحرب التجارية بين الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا يوما بعد يوم ، وهدد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بفرض ضرائب على واردات بعض المشروبات الكحولية من الاتحاد الأوروبي، في حين يستعد الاتحاد الأوروبي للقيام بالشيء نفسه مع الويسكي الأمريكي اعتبارًا من الشهر المقبل.
ووفقا لتقرير نشرته صحيفة لابانجورديا الإسبانية فإنه من الآن فصاعدا، تبدو العلاقات بين هذين الصديقين القديمين مهددة بأن تصبح أقل أخوية، هاجم دونالد ترامب المشروبات الكحولية الأوروبية، قائلا إنه سيفرض تعريفات جمركية بنسبة 200% على النبيذ والكونياك والمشروبات الأخرى المستوردة.
وكان برنارد أرنو، مؤسس شركة LVMH العملاقة للسلع الفاخرة، في الصف الأمامي خلال تنصيب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مثله مثل العديد من الأشخاص في دائرته الداخلية. وهدد أيضًا بنقل جزء من عملياته من فرنسا إلى البلاد، بسبب ارتفاع الضرائب.
وتمثل الضريبة التي وعد بها ترامب تهديدا مباشرا للشركات الفرنسية وأيضا الإيطالية ، وجادل الرئيس بقراره قائلاً إنه في الأول من أبريل، لن يتم إعادة فرض الرسوم الجمركية على منتجي الويسكي الأمريكيين فحسب، والتي تم تعليقها قبل بضع سنوات، بل سيتم رفعها أيضًا إلى 50%.
وجاء رد ترامب أيضا ردا على اقتراح الاتحاد الأوروبي بفرض رسوم جمركية تدريجية اعتبارا من أبريل على سلع أميركية بقيمة 28 مليار دولار، وكانت هذه الإجراءات، بدورها، بمثابة رد على الرسوم الجمركية التي فرضها ترامب في السابق على واردات الصلب والألومنيوم.
باستثناءات قليلة، تشهد أسواق الأسهم العالمية انخفاضا كبيرا مرة أخرى ، بعد هذه الأخبار، مع تزايد المخاوف من تصاعد الحرب التجارية التي تشنها واشنطن.
وأشار التقرير إلى أنه إذا تم تنفيذ تهديد ترامب، فإن سعر زجاجة من نبيذ بروسيكو الإيطالي، والتي كانت معفاة من الرسوم الجمركية في السابق، قد يرتفع إلى 45 دولارا، وعلى نحو مماثل، فإن رد الفعل الأوروبي يعني أن سعر زجاجة بوربون بقيمة 30 يورو في باريس قد يرتفع إلى 45 يورو.
ومن شأن هذه التدابير أن تشكل ضربة قاسية للصناعة أيضًا، وفي أوروبا، شهدت صادراتها نمواً مطرداً منذ أن رفعت الولايات المتحدة الرسوم الجمركية التي فرضها ترامب خلال ولايته الأولى.
وعلى الجانب الأمريكي، استحوذ الاتحاد الأوروبي على ما يقرب من 40% من إجمالي صادرات المشروبات الروحية في عام 2023، وفقًا لمجلس المشروبات الروحية المقطرة في الولايات المتحدة، وهي منظمة تجارية.
وتمثل الولايات المتحدة أيضًا ثلث صادرات الاتحاد الأوروبي من النبيذ والمشروبات الروحية، وفقًا لمكتب الإحصاء الأوروبي (يوروستات). في عام 2024، كانت فرنسا وإيطاليا في صدارة مبيعات النبيذ إلى الولايات المتحدة من حيث القيمة وكانتا من بين الدول الأعلى من حيث الحجم.
وفى السياق نفسه ، أكدت فرنسا أن الاتحاد الأوروبي لن يستسلم لدونالد ترامب وسياساته الجمركية، متحدية الإدارة الجمهورية الجديدة التي هاجمت التكتل منذ عودته إلى البيت الأبيض، متهمة إياه بأنه "واحد من أكثر سلطات الضرائب والتعريفات عدائية وإساءة في العالم".
وفي الساعات الأخيرة، تناول رئيس الوزراء فرانسوا بايرو الحرب التجارية الدائرة بين القارة العجوز والولايات المتحدة، مؤكدا أن الأوروبيين "لن يستسلموا لمثل هذه التهديدات"، وأضاف "من المهم بالنسبة لنا أن نظهر من نحن".
ودخلت الرسوم الجمركية البالغة 25% التي فرضها ترامب على واردات الصلب والألمنيوم الأمريكية حيز التنفيذ يوم الأربعاء، حيث وصلت إلى الاتحاد الأوروبي، من بين دول أخرى.
كما حذرت رئيسة البنك المركزي الأوروبي ، كريستين لاجارد، من أن تصاعد الخلاف بشأن الرسوم الجمركية التي يفرضها ترامب قد يكون له تأثير ضار على الاقتصاد العالمي، مؤكدة أن الحرب التجارية العالمية لن تضر إلا الولايات المتحدة بصورة خاصة، وأنها قد تحفز أوروبا على السعي نحو الاتحاد.
وأعربت لاجارد - في تصريحات إعلامية نقلتها منصة "انفستنج" الاقتصادية اليوم الجمعة - عن مخاوفها بشأن التأثيرات المحتملة لحرب تجارية عالمية واسعة النطاق.محذرة من العواقب الوخيمة لحرب تجارية حقيقية.
وقالت "إذا ما ذهبنا إلى حرب تجارية حقيقية ، فإن التجارة ستتراجع بصورة كبيرة، وسيكون لذلك عواقب وخيمة على الأسعار والنمو العالمي، وخاصة في الولايات المتحدة.مشيرة إلى أن تلك النزاعات التجارية يمكن أن تكون بمثابة حافز لتعزيز الوحدة الأوروبية، وإثارة حماس أوروبا للانتباه إلى أن ما يحدث بمثابة إنذار.
وتأتي خطوة ترامب ردا على الإجراءات الانتقامية التي اتخذها الاتحاد الأوروبي ردًا على رسومه الجمركية الأمريكية على الصلب والألمنيوم.
