آبار الصحراء الشرقية تاريخ طويل يروى عطش الحجاج قديمًا وعابرى الطريق بأودية حلايب وشلاتين.. سميت معظمها بأسماء الأودية المجاورة لها مثل بئر "قومدليم".. وبعضها ما زال يفيض بالمياه فى سقاية الإبل.. صور

السبت، 01 مارس 2025 02:00 ص
آبار الصحراء الشرقية تاريخ طويل يروى عطش الحجاج قديمًا وعابرى الطريق بأودية حلايب وشلاتين.. سميت معظمها بأسماء الأودية المجاورة لها مثل بئر "قومدليم".. وبعضها ما زال يفيض بالمياه فى سقاية الإبل.. صور آبار لها تاريخ بحلايب وشلاتين
البحر الأحمر - عماد عرفة

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

لطالما كانت آبار الصحراء الشرقية، خاصة تلك الواقعة على الساحل الجنوبي الشرقي للبحر الأحمر، مصدرًا مهمًا للمياه منذ مئات السنين، كانت هذه الآبار تروي عطش الحجاج قديماً الذين كانوا يعبرون إلى ميناء عيذاب التاريخي في طريقهم إلى الحج، إضافة إلى الراعي وقطيعه من الإبل الذين اعتمدوا عليها في حياتهم اليومية،  وما زالت بعض هذه الآبار قائمة حتى اليوم، تستمر في إمداد الناس والمواشي بالمياه العذبة.

 

تعود بعض هذه الآبار إلى ما قبل الاحتلال الإنجليزي، حيث كانت معروفة ومستخدمة من قبل قبائل البجا وأحفادهم، وسميت معظم هذه الآبار بأسماء الأودية التي تقع بالقرب منها، مثل بئر "قومدليم"، الذي لا يزال مستخدمًا حتى اليوم في سقاية الإبل، ويقع في وادي قومدليم، كما توجد آبار أخرى مثل أدلديت وشناى وطبيتان"، التي كانت ولاتزال شريان حياة في هذه المنطقة الجافة.


أدم سعد الله أحد المهتمين بتراث حلايب وشلاتين، ومدير إحدى الجمعيات الخاصة بالتراث بئر "قومدليم" يقع  في مسار قوافل الجمال القادمة من السودان عبر منفذ فنات، كانت هذه الآبار مراكز تجمع حيوانات الإبل للحصول على المياه، خاصة بئر "أدلديت" الذي يتكون من بئرين بالقرب من ساحل البحر الأحمر، ورغم أن المياه في "أدلديت"، شديدة الملوحة وغير صالحة للشرب الآدمي، إلا أنها تعد من الآبار الضرورية لسقاية الإبل القادمة من السودان.


وأضاف أن من الآبار الأخرى التي تحتفظ بتاريخ طويل، بئر "شناي" التي سميت على اسم أحد المحاربين القدامى في المنطقة، وهي بئر صالحة للشرب وتتبع قبيلة البشارية،  كما يوجد بئر "قرت"، أحد أقدم الآبار في المنطقة، والتي ما زالت تعد من أهم مصادر المياه الخاصة بسقاية الإبل.


يشير أدم سعد الله، إلى أن الصحراء الشرقية كانت تعرف قديمًا بـ"صحراء عيذاب"، حيث كان الحجاج يسلكونها عبر ميناء عيذاب في طريقهم إلى الأراضي المقدسة، وكانت هناك عيون مياه صغيرة في المنطقة، ولكن مع وصول الاحتلال الإنجليزي، قاموا بتحويل هذه العيون إلى آبار بعد اكتشافهم وجود الذهب بالقرب منها.

وأوضح سعد الله أن الإنجليز قاموا بتعقيم هذه الآبار وتحديد حدود الأراضي لكل قبيلة لتستحوذ على الآبار الواقعة ضمن نطاقها. ومنذ ذلك الحين، حافظت هذه الآبار على مكانتها، وظلت تستخدم في سقاية الإبل والإنسان على حد سواء.


تعد هذه الآبار جزءًا من الهوية الثقافية للقبائل في المنطقة، حيث يتم تحديد ملكية الإبل من خلال الوسوم الخاصة بكل قبيلة. وإذا مرت قافلة من الجمال التابعة لإحدى القبائل على بئر ليست ملكًا لها ولم يتم تقديم الماء لها، يُعقد مجلس من شيوخ القبائل للبت في الأمر.


من بين الآبار الشهيرة في المنطقة بئر "بيتان" التي تقع بالقرب من جبل الضهر في منطقة أبرق شمال غرب مدينة الشلاتين، كانت هذه البئر مصدرًا رئيسيًا للمياه لأكثر من مئة عام، حيث كانت تستخدمها قبائل المنطقة كملاذ للشرب والتزود بالمياه.

أبار الجنوب لسقيا الأبل
أبار الجنوب لسقيا الأبل

 

آبار الصحراء الشرقية
آبار الصحراء الشرقية

 

آبار لها تاريخ بحلايب وشلاتين
آبار لها تاريخ بحلايب وشلاتين

 







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة