استجابت الأسواق العالمية لبدء الحرب التجارية بين أكبر اقتصادين فى العالم، وشهدت اضطرابات واضحة، ومع توقع تطبيق التعريفات الجمركية الانتقامية التي فرضتها بكين على واشنطن ردا على رسوم ترامب الجمركية، يخشى الخبراء من تفاقم تأثير ذلك على الاقتصاد العالمى.
ودعت الصين إلى محادثات جديدة مع الولايات المتحدة بعد إلغاء مكالمة بين الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب ونظيره الصينى شي جين بينج وبدء الحرب التجارية التي بدأت تظهر آثارها على المستهلك الأمريكي، الذى فوجئ بقرار هيئة البريد الأمريكية بتعليق الطرود الواردة من الصين.
وجاءت هذه الخطوة في الوقت الذي أنهى فيه الرئيس ترامب بندًا تجاريًا هذا الأسبوع تستخدمه شركات شحن الطرود منخفضة القيمة معفاة من الرسوم الجمركية إلى الولايات المتحدة، مثل شركات شحن الملابس والمنتجات.
ومع ذلك، قالت الهيئة إنها ستستأنف قبول جميع البريد والطرود الواردة.
وقال جيم ريد، المحلل في دويتشه بنك: "بدأنا نرى بعض التأثيرات الاقتصادية الحقيقية من التعريفات الجمركية الجديدة أيضًا، حيث أوقفت الخدمة البريدية الأمريكية الطرود الدولية الواردة من الصين".
وأطلقت بكين وابلًا من السهام في حربها التجارية المتصاعدة مع الولايات المتحدة، وفرضت تعريفات جمركية جديدة على كل شيء من النفط الخام الأمريكي إلى الآلات الزراعية. وجاء ذلك ردًا على التعريفات الجمركية الأمريكية بنسبة 10% على جميع الواردات من الصين.
وقال المتحدث باسم الخارجية الصينية: "إن الإجراءات التي اتخذتها الصين ضرورية لحماية حقوقها ومصالحها المشروعة، مؤكدا "لا يوجد فائزون في حرب تجارية أو حرب تعريفات جمركية".
وقالت صحيفة "الجارديان" من جانبها إن التعليق من المتوقع أن يكون له تأثير كبير على طلبات المستهلكين الأمريكيين من تجار التجزئة بما في ذلك أمازون. وفي عام 2023، ذكر تقرير حكومي أمريكي أن 30% من الطرود الصغيرة القادمة إلى الولايات المتحدة كانت من شركتين صينيتين للتجارة الإلكترونية، هما Shein و Temu، وحدهما. ورفضت هيئة البريد الأمريكية الإجابة على المزيد من الأسئلة.
وفي وقت سابق، علق ترامب الرسوم الجمركية التي هدد بها ضد المكسيك وكندا لمدة شهر بعد أن تعهدت الدولتان بتكثيف الإجراءات لمواجهة تدفقات عقار الفنتانيل والمهاجرين غير المسجلين إلى الولايات المتحدة.
وأشار ترامب في وقت سابق إلى أن المحادثات مع شي يمكن أن تتم في وقت مبكر من هذا الأسبوع، ولكن في حديثه للصحفيين في البيت الأبيض بعد ظهر يوم الثلاثاء، قال إنه "ليس في عجلة من أمره" للتحدث معه.
وتراجعت أسواق الأسهم مع استعداد المستثمرين لنشاط السوق المتقلب في الأسابيع المقبلة بسبب الرسوم الجمركية التي هدد بها ترامب على أكبر ثلاثة شركاء تجاريين لبلاده.
وفرض ترامب رسومًا جمركية جديدة بنسبة 10% على السلع الصينية، بالإضافة إلى الرسوم التي كانت سارية بالفعل ضد أكبر منافس اقتصادي لواشنطن. وواجهت المكسيك وكندا رسومًا جمركية بنسبة 25%.
وقالت السكرتيرة الصحفية للبيت الأبيض كارولين ليفيت يوم الاثنين إن ترامب من المقرر أن يتحدث مع شي، لكنها قالت يوم الثلاثاء إنها ليس لديها "تحديثات حول موعد إجراء هذه المكالمة".
وقالت ليفيت للصحفيين خارج الجناح الغربي للبيت الأبيض: "إنه لن يسمح للصين بمواصلة الحصول على وتوزيع الفنتانيل القاتل في بلدنا، كان هذا هو سبب هذه التعريفة".
وكشفت الصين عن رسوم بنسبة 15% على واردات الفحم والغاز الطبيعي المسال من الولايات المتحدة، بينما يواجه النفط الخام والآلات الزراعية والمركبات ذات المحركات الكبيرة والشاحنات الصغيرة رسومًا بنسبة 10%.
ومن جانبها، أعربت بكين عن "معارضتها الشديدة" للرسوم الجمركية الأمريكية على صادراتها ودعت إلى "الحوار" لحل الخلافات التجارية.
وأعرب المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية عن "استياء بكين الشديد ومعارضتها الشديدة" للرسوم الجمركية الأمريكية.
وبدلًا من ذلك، قال إن الصين تريد "حوارًا ومشاورات عادلة ومتبادلة الاحترام".