ذكرى اغتيال أولوف بالمه.. هل قتلت جنوب أفريقيا صديق صدام حسين

الجمعة، 28 فبراير 2025 11:16 ص
ذكرى اغتيال أولوف بالمه.. هل قتلت جنوب أفريقيا صديق صدام حسين اولوف بالم وصدام حسين .. صداقة وطيدة جمعتهما معاً
كتبت: هناء أبو العز

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

امتلك رئيس وزراء السويد في ثمانينيات القرن الماضي أولوف بالمه ما يكفي من شعبية ليتخلي عن حراسته الشخصية فى مثل هذا اليوم 28 فبراير من عام 1986، ليفاجأ برصاصة من مسافة قريبة لدي خروجه من السينما برفقة زوجته، لتنهي حياته وتفتح الباب أمام أسئلة لم تجد حتي الآن إجابة واضحة لها: من الجاني وما هي دوافعه ؟ وما هي علاقة استخبارات جنوب أفريقيا والاستخبارات البريطانية بجريمة الاغتيال؟

داعم فلسطين الأشهر في أوروبا.. وصديق صدام حسين.. من هو أولوف بالمه ؟

اشتهر أولوف بالم بتوجيهه السويد المحايدة إلى "طريق وسط" أثناء الحرب الباردة بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي، ودعمه لحركات التحرير، ومناهضته للفصل العنصري في القارة السمراء، فضلاً عن دعمه للقضية الفلسطينية وصداقته الشخصية بالرئيس العراقي الراحل صدام حسين، والرئيس الكوبى فيدل كاسترو والرئيس الفلسطينى ياسر عرفات، بل وجه الدعوة لعرفات لزيارة ستوكهولم في 1983، مما أثار غضب الإسرائيليين آنذاك، وهي جميعها سمات لحقبة سياسية عاشتها السويد، وقرارات تبناها خلال منصبه، ما جعل من التحقيق في جريمة اغتياله أمراً مرهقاً لجهات التحقيق.

ولد بالم لعائلة ثرية من ستوكهولم، ودرس في كلية كينيون بالولايات المتحدة ،  وحصل على شهادة في القانون من جامعة ستوكهولم في عام 1951،و كان بالمه عضوًا نشطًا في الحزب الديمقراطي الاجتماعي منذ أوائل الخمسينيات، وأصبح السكرتير الشخصي لرئيس الوزراء تيج إيرلاندر في عام 1953 ودخل البرلمان السويدي في عام 1958، وانضم بالمه إلى الحكومة الديمقراطية الاجتماعية في عام 1963 كوزير بدون حقيبة، في عام 1965 تقدم إلى منصب وزير الاتصالات وفي عام 1967 إلى المنصب المزدوج وزير التعليم والشؤون الكنسية ، ثم خلف إيرلاندر كسكرتير للحزب ورئيس للوزراء في عام 1969.

 

لا يفوتك..

خطط لاغتيال رجال ترامب.. تفاصيل اعتقال مسلح أمام الكابيتول بحوزته قنابل

 

محطم تمثال صدام حسين "نادم".. بعد 21 عامًا (فيديو)

وبعد 44 عامًا في السلطة، بين فترات توليه المنصب، أسفرت الانتخابات العامة لعام 1976 عن هزيمة الديمقراطيين الاجتماعيين ، فواصل بالمه نشاطه في حزبه وحافظ على موقفه السلمي القوي ،كما كانت له علاقات شخصية وثيقة مع السياسيين الديمقراطيين الاجتماعيين الأوروبيين مثل برونو كرايسكي من النمسا وويلي براندت من ألمانيا الغربية ، وشغل منصب رئيس المجلس الشمالي من عام 1979 إلى عام 1980، وترأس اللجنة المستقلة لنزع السلاح والأمن في جنيف، وعمل مبعوثًا خاصًا للأمم المتحدة للتوسط في الحرب بين إيران والعراق.

مع الراحل ياسر عرفات
مع الراحل ياسر عرفات

 

وأدت هجماته على سياسة الحرب الأمريكية في فيتنام وقبوله للهاربين من الجيش الأمريكي الذين سعوا إلى اللجوء في السويد إلى توتر العلاقات بين بلاده والولايات المتحدة، كما ساهم بالم في إجراء استفتاء  تم إقراره في عام 1980  لإزالة جميع المفاعلات النووية في السويد، وبعد انتخابه رئيسًا للوزراء مرة أخرى في عام 1982، حاول بالمه إعادة السياسات الاقتصادية الاشتراكية في السويد، واستمر في التعبير عن آرائه بصراحة بشأن مسائل الأمن الأوروبي.

 

من أطلق النار على أولوف بالم؟
 

في عام 1982 عاد بالم إلى رئاسة الوزراء، وحاول ألا يسمح للشهرة بالتدخل في تفاصيل الحياة العادية، وأظهرته صور الأخبار على مر السنين وهو يلهو مع أولاده أو يركب دراجة، مرتديًا شورت تنس ويحمل مضربًا، كما احتفظ برقم منزله في دليل الهاتف في ستوكهولم.

ثم كانت تلك الليلة المشؤومة في فبراير 1986،  فقد خرج رئيس الوزراء في شوارع ستوكهولم المتجمدة برفقة زوجته ليزبيت، وكانا بدون حارسهما الشخصي، بعدما أرسلاه إلى المنزل في وقت سابق من ذلك اليوم قبل أن يقررا زيارة إحدى دور السينما المحلية، التي كانت تعرض فيلما جديدا نال مراجعات جيدة بعنوان "الأخوة موزارت" ، وكانت الساعة قد اقتربت من الحادية عشرة مساءً، حين أتى شخص من الخلف وأطلق عليه النار من مسافة قريبة جدًا، أودت بحياته على الفور.

اولوف بالم وصدام حسين .. صداقة وطيدة جمعتهما معاً
اولوف بالم وصدام حسين .. صداقة وطيدة جمعتهما معاً

 

وكان من المؤكد أن رئيس الوزراء كان له العديد من الأعداء المحتملين، بدءاً من ضباط الشرطة السويديين اليمينيين إلى وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية والكي جي بي السوفييتية، كما شملت التكهنات أعضاء من فصيل الجيش الأحمر اليساري سيئ السمعة في ألمانيا، وعملاء من الشرطة السرية في جنوب أفريقيا، والأكراد المتطرفين.

وفي عام 1989، ألقت الشرطة القبض على كريستر بيترسون، وهو بلطجي في الشارع له تاريخ طويل من الجرائم العنيفة،  تعرفت عليه السيدة بالمه في طابور الشرطة،  حوكم وأدين، لكن محكمة الاستئناف ألغت الإدانة، حيث  لم يتم العثور على سلاح القتل، ولم يتم تحديد دافع مهم.

كما ألقي القبض على آخرين، ولكن التهم كانت تسقط دائماً،  وفي الوقت نفسه، طرح محققو بالمه  الخاصين نظريات مختلفة.

 

جنوب أفريقيا واغتيال اولوف بالم.. لماذا أثيرت الشكوك
 

في عام 1996، زعم ضابط شرطة سابق في جنوب أفريقيا أن بالم قُتل بسبب موقفه المناهض لنظام الفصل العنصري وتمويل المؤتمر الوطني الأفريقي، ولذلك سافر المحققون السويديون إلى هناك في ذلك العام لكنهم لم يتمكنوا من العثور على أدلة تدعم هذا الادعاء، على الرغم من اعتقاد البعض أن نظام الفصل العنصري القديم لا يزال يعتبر مشتبهاً به.

 

متهم برىء وجاني في عداد الأموات.. ماذا قالت جهات التحقيق في 2020

وفي عام 2020 أعلن المدعي العام السويدي أن هناك "أدلة معقولة" لاستنتاج أن ستيج إنجستروم هو المهاجم،  وكان إنجستروم، الذي يُعتقد أنه لم يتفق مع سياسات بالمه ووُصف بأنه "رجل محبط"، حاضرًا في إطلاق النار وكان لديه إمكانية الوصول إلى نوع السلاح المستخدم في القتل، ومع ذلك، نظرًا لأن إنجستروم توفي منتحرًا في عام 2000، فلم يتم توجيه أي اتهامات.

 

نظريات أخرى عن اغتيال أولوف بالمه

اكتسب بالم من أفعاله في الداخل والخارج الكثير من الأعداء بقدر ما اكتسب من المؤيدين ، فقد أثارت إصلاحاته غضب أصحاب الأعمال والليبراليين في السويد، في حين أثارت انتقاداته الصاخبة والمتكررة للحكومات الأجنبية غضب الزعماء في مختلف أنحاء العالم، ومن بين النظريات التي طرحت على مر السنين،  عن أسباب اغتياله، أنه ندد  بنظام الجنرال فرانكو الفاشي في إسبانيا ووصفه بأنهم "قتلة ملعونون"، وشن حملة ضد انتشار الأسلحة النووية، كما عمل بالمه وسيطًا أثناء الحرب بين إيران والعراق في الثمانينيات.

 

ربما يهمك..

لولا دا سيلفا آخرهم.. محاولات اغتيال رؤساء انتهت بالفشل

 

ومن ناحية أخرى، يعتقد آخرون أن جريمة القتل كانت مرتبطة بصفقات أسلحة مع الهند، فقد أبرمت شركة الأسلحة السويدية بوفورس صفقة لتزويد الهند بالمدفعية في ثمانينيات وتسعينيات القرن العشرين، ولكن تبين فيما بعد أن الشركة رشت العديد من الوسطاء في الهند للحصول على العقد ــ وهي الفضيحة التي تورط فيها رئيس الوزراء راجيف غاندي.

فيديل كاسترو واولوف بالم
فيديل كاسترو واولوف بالم

 

وقال صاحب هذه النظرية: من المحتمل أن يكون بالم قد اكتشف أن شركة بوفورز كانت فاسدة في نفس يوم وقوع الجريمة، وهذا يعطي الوسطاء وراء صفقة بوفورز سبباً قوياً لقتله، ولكن هذا أمر تجاهلته الشرطة دائماً.

 

 

اقرأ أيضاً..

السويد تكشف تفاصيل مقتل 11 شخصا فى حادث إطلاق نار جماعى داخل مركز تعليمى

 

الرصاصة لا تزال فى رأسه.. تقارير جديدة عن اغتيال يحيى السنوار تعرف عليها

 







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة