منذ اللحظات الأولى لإعلان ترشحه لانتخابات الرئاسة الأمريكية، تعهد دونالد ترامب، بإنهاء الحرب الروسية الأوكرانية التى اندلعت فى 2014، وصرح مرارا وتكرارا أنه قادر على وقف العمليات العسكرية فور توليه منصب رئيس الولايات المتحدة الأمريكية الداعم الأول لكييف بالمال والسلاح فى حربها الدائرة حتى الآن، وخلال تلك الفترة قدمت واشنطن مليارات الدولارات لإدارة الرئيس الأوكرانى فولتميتر زيلينسكى، فضلا عن العديد من المعدات العسكرية.
وأعلن الرئيس الأمريكى دونالد ترامب أنه أجرى مكالمة "طويلة ومثمرة جدا" مع نظيره الروسى فلاديمير بوتين الأربعاء الماضى، اتفقا خلالها على البدء "فورا" بمفاوضات لإنهاء الحرب فى أوكرانيا.
وقال ترامب عبر منصته الاجتماعية تروث سوشال إنهما تبادلا الدعوة "لزيارة بلد كل منهما".
فيما قالت الرئاسة الأوكرانية فى وقت لاحق أن الرئيس فولوديمير زيلينسكى تحدث هاتفيا مع ترامب لمدة ساعة تقريبا، وناقش معه "فرص التوصل إلى سلام" فى أوكرانيا.
وفى ظل ما يشهده المجتمع الدولى من اتصالات عالية المستوى يجريها دونالد ترامب بأطراف الحرب، والدول الأوروبية يبدوا أن تسوية الحرب الأوكرانية لن تروق للجانب الأوكرانى والرئيس فولوديمير زيلينسكي، حيث طالب ترامب بـ"ثمن الدعم" الذى قدمته واشنطن لكييف والمقدر بنحو 300 مليار دولار.
وفى تصريحات داخل البيت الأبيض قبل أسبوع، قال ترامب إنه "يريد من أوكرانيا أن تزود الولايات المتحدة بمعادن أرضية نادرة كوسيلة للدفع مقابل الدعم المالى لجهود الحرب ضد روسيا.. أوكرانيا مستعدة لذلك، وأنا أريد تسوية مقابل ما يقرب من 300 مليار دولار من الدعم المقدم من واشنطن".
وتابع ترامب فى تصريحاته: "نقول لأوكرانيا أن لديها عناصر أرضية نادرة ثمينة جدا، ونحن نتطلع إلى عقد صفقة حيث يمكنهم تغطية ما نقدمه لهم مقابل عناصر أرضية نادرة وأشياء أخرى".
وجدد ترامب ضغوطه على أوكرانيا، موضحًا إنه لا يستبعد أن تصبح "روسية" يومًا ما. وقال فى مقابلة مع فوكس نيوز: "أخبرت كييف أننى أريد ما قيمته 500 مليار دولار من المعادن النادرة.. المسئولون الأوكرانيون يمتلكون أرضا ذات قيمة هائلة من حيث المعادن النادرة، ومن حيث النفط والغاز، ومن حيث أمور أخرى".
وأضاف ترامب: "قد يعقدوا صفقة، وقد لا يعقدوا صفقة. قد يكونوا روسا يوما ما، أو قد لا يكونوا روسا يوما ما. لكننا سنحصل على كل هذه الأموال هناك وأقول مرة أخرى إننى أريد استعادتها".
وعلى صعيد جهود التسوية، أعلن ترامب اعتزامه لقاء بوتين فى السعودية، معربًا عن ثقته من أن الرئيس الروسى يريد إنهاء الحرب فى أوكرانيا فورا بعدما كان لا يرغب فى السلام خلال ولاية بايدن.
وفى سبيل مواصلة الضغط على كييف، تابع ترامب فى تصريحاته : من غير المرجح أن تستعيد أوكرانيا كامل أراضيها، ولا اعتقد أنه من العملى أن تنال عضوية الناتو.
واستطرد: "لم أتعهد بالذهاب إلى أوكرانيا.. ويتوجب على أوكرانيا اللجوء إلى السلام".
تصريحات ترامب المتفرقة على مدار الأسبوع الحالى بشأن الحرب الأوكرانية، وبشأن القمة المرتقبة التى تجمعه مع نظيره الروسى، لم توضح بشكل حاسم ماهية "العناصر الأرضية النادرة" التى تمتلكها أوكرانيا، ويرغب ترامب فى الحصول عليها.
والعناصر الأرضية النادرة هى مجموعة من 17 معدنا تستخدم فى صناعة المغناطيس الذى يحول الطاقة إلى حركة للسيارات الكهربائية والهواتف المحمولة وغيرها من الأجهزة الإلكترونية. ولا توجد بدائل معروفة لهذه المعادن.
وتعتبر هيئة المسح الجيولوجى الأمريكية أن هناك 50 معدنا لها أهمية حيوية لاقتصاد البلاد ودفاعها الوطنى، منها بعض العناصر الأرضية النادرة والنيكل والليثيوم.
وتمتلك أوكرانيا مخزونات كبيرة من اليورانيوم والليثيوم والتيتانيوم، رغم أن أيا منها لا يعتبر من بين أكبر 5 مخزونات فى العالم من حيث الحجم، وتشير تقارير حكومية أوكرانية إلى أن أوكرانيا تضم 117 من أصل 120 نوعا من المعادن التى تستخدمها البشرية.
وبخلاف امتلاكها ثانى احتياطى من الغاز بعد روسيا، كشفت مجلة "فوربس أوكرانيا" أن أراضى أوكرانيا تحتوى على 111 مليار طن من الموارد المعدنية، بما تبلغ قيمته نحو 15 تريليون دولار.