محمد وسام: الشيخ عطيه صقر موسوعة الفتوى والوسطية الأزهريّة

أكد الدكتور محمد وسام، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، أن الشيخ عطيه صقر كان من قامات الفتوى في مصر، وعالماً من أعلام المنهج الوسطي والفكر الأزهري، مفتي بصير ملأ الدنيا نوراً وعلم الناس السماحة في تناول الأحكام الشرعية، وأوضح أن صوته العذب الجميل كان يدخل القلوب ويتسلل إلى العقول ليعلم الناس كيف أن الإسلام بمذاهبه خير ما يمكن أن يعيشه المسلم في أريحيته وجمال تطبيقه.

وأشار الدكتور وسام، خلال مداخلة عبر الزووم، ببرنامج مع الناس، المذاع على قناة الناس، اليوم الثلاثاء، إلى أن الشيخ عطيه صقر، رحمه الله، ابن محافظة الشرقية، خريج كلية أصول الدين بجامعة الأزهر عام 1944، وحصل على إجازة الدعوة، وكان مثالاً للتيسير على الناس.

موسوعات شاملة

ولفت إلى أن إرثه العلمي والمعرفي غني ومتنوع، حيث جمع بين الفتوى الوعظية وموسوعات شاملة، إذ أصدر موسوعة مكوّنة من سبعة أجزاء تناولت الأحكام الشرعية، بالإضافة إلى موسوعة الأسرة التي اهتمت بكل ما يتعلق بأحكام الأسرة.

وأكد أمين الفتوى أن الشيخ عطيه صقر لم يكن مجرد مفتي يصدر الأحكام، بل كان يربط الفتوى بالقيم، مؤسساً لمنهج حياة وسطي مليء بالرحمة والتعاون، موضحاً مغزى العبادات في الإسلام وكيفية تحويلها إلى سلوك وحسن خلق ورقي في التعامل، مستلهماً بذلك نهج إحياء علوم الدين.

خبرة واسعة في اللغات

كما ذكر الدكتور وسام أن الشيخ عطيه الصقر كان رئيساً للجنة المركزية الدولية للسنة والسيرة بالمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، ولديه خبرة واسعة في اللغات، وعمل مترجماً للغة الفرنسية مع مراقبة البحوث والثقافة عام 1955، مؤكداً أن مسيرته تدل على كيف يكون الأزهري الوطني المطلع، القادر على إيصال العلوم ومعالجة الموسوعية في البحث والنظر، وأكد على مكانة الشيخ عطيه الصقر كقدوة في الوسطية والفتوى العلمية، قائلاً: الأرض تحيا إذا ما عاش عالمها، وعليه فإن إرث العلماء كالغيث يحيي النفوس والعقول.