أكد رامي إبراهيم الباحث في العلاقات الدولية، أن المواجهة الحقيقية للانتهاكات الإسرائيلية بالأراضي الفلسطينية المحتلة سواء في الضفة الغربية أو في قطاع غزة، تطلب توحيد الصف الفلسطيني من خلال إجراء مصالحة وطنية تضمن وضع السلطة تحت إدارة جهة موحدة، تستطيع مواجهة العدو الإسرائيلي في المحافل الدولية والتفاوض للحصول على حقوق الشعب الفلسطيني بإقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود الرابع من يونيو لعام 1967.
وقال الباحث في العلاقات الدولية، خلال لقاء على شاشة قناة النيل للأخبار، إن إسرائيل تستغل الانقسام الفلسطيني، لتنفيذ مخططاتها التي أعلنت عنها منذ قرار التقسيم الذي أصدرته الأمم المتحدة في نوفمبر 1947 ثم نكبة 1948 وبعدها في الحروب الإسرائيلية وآخرها العدوان الغاشم على قطاع غزة.
وأضاف رامي إبراهيم، أن المشكلة الحقيقية الآن ليست في الانتهاكات الإسرائيلية المتكررة في الأراضي الفلسطينية المحتلة، فهي دامت على ذلك منذ هجرة اليهود إلى الأراضي الفلسطينية في أعقاب الحرب العالمية الأولى، ثم توسعها في الأراضي الفلسطينية حتى بعد قرار التقسيم الصادر عن الأمم المتحدة في عام 1947، لكن الأزمة الحقيقية هي كيفية توحيد الصف الفلسطيني والعربي في مواجهة العدو الإسرائيلي.
وأوضح الباحث في العلاقات الدولية، أن توحيد الصف الفلسطيني والعربي سيسهم بشكل كبير في حل القضية الفلسطينية والوصول إلى السلام الشامل وإقامة دولة فلسطينية على حدود الرابع من يونيو عام 1967، كما أن الدول العربية وخاصة دول الخليج تملك الكثير من أدوات الضغط الدبلوماسي والاقتصادي على الجانب الأمريكي الذي يتحكم بنسبة كبيرة في أوراق القضية، خاصة وأن هذه الدول لديها علاقات تجارية واقتصادية كبيرة جدا مع واشنطن، إلى جانب الاستثمارات العربية الضخمة هناك.
وطالب رامي إبراهيم، بضرورة التعامل والتعاطي الإيجابي مع القرارات الصادرة عن المنظمات الإقليمية والدولية، سواء جامعة الدول العربية، والأمم المتحدة بأجهزتها المختلفة، لاسيما مجلس الأمن الدولي، وعدم التعامل السلبي مع هذه القرارات كما كان يحصل من قبل، لأنه لو كانت الدول العربية وخاصة الجانب الفلسطيني قبل بالجلوس على طاولة المفاوضات التي كان يجلس عليها الرئيس الراحل محمد أنور السادات لكن الأمر اختلف كثيرا مما نحن عليه الآن.
ودعا الباحث في العلاقات الدولية، الدول العربية إلى التعامل الإيجابي مع القرار الصادر عن مجلس الأمن الدولي بناء على المقترح الأمريكي، والمشاركة في مجلس السلام الذي من المقرر إنشاؤه لإدارة غزة لفترة مؤقتة، ويجب أيضا على هذه الدول استغلال هذا المقترح حتى وإن لم يكن على المستوى المطلوب، فعلى الأقل تضمن بعض البنود التي يمكن البناء عليها ومنها حق تقرير المصير، ووقف إطلاق النار وإدخال المساعدات وإعادة الإعمار، حيث إنه لا يجب أن نترك لإسرائيل الذرائع التي تتحجج بها.