قد يبدأ الألم في أسفل القدم بإحساس بسيط عند الخطوة الأولى في الصباح، ثم يتحول تدريجيًا إلى شعور حاد يمنعك من المشي بثبات أو ارتداء حذاء مريح. هذا العرض الشائع قد يبدو بسيطًا، لكنه أحيانًا يكون إشارة مبكرة إلى مشكلة عضلية أو التهابية تحتاج إلى فحص طبي دقيق.
وفقًا لتقرير نشره موقع Tua Saúde، فإن ألم الكعب أو باطن القدم يمكن أن ينتج عن عدد من الاضطرابات الهيكلية أو الالتهابية التي تصيب الأربطة أو الأوتار أو حتى العظام الدقيقة داخل القدم. وتختلف شدة الألم تبعًا لموقعه وسببه، فقد يظهر أثناء المشي أو بعد الوقوف الطويل، وأحيانًا عند الاستيقاظ من النوم مباشرة.
التهاب اللفافة الأخمصية.. السبب الأكثر شيوعًا
تُعد اللفافة الأخمصية نسيجًا قويًا يربط الكعب بأصابع القدم ويساعد على امتصاص الصدمات أثناء الحركة. وعندما يتعرض هذا النسيج للضغط المتكرر أو الإجهاد الزائد، يلتهب ويتورم مسببًا ألمًا واضحًا أسفل القدم. تظهر المشكلة غالبًا لدى الأشخاص الذين يقفون لفترات طويلة أو يرتدون أحذية غير مناسبة، كما تزداد احتمالية الإصابة مع زيادة الوزن.
ينصح الأطباء هنا بالراحة وتجنب الأنشطة التي تزيد الضغط على القدم، إضافة إلى تطبيق كمادات دافئة وتمارين تمدد لطيفة تساعد على استرخاء النسيج الملتهب. في الحالات المستمرة قد يصف الطبيب علاجًا طبيعيًا أو أجهزة تقويمية لتخفيف الضغط على منطقة الكعب.
النتوء العظمي.. عظمة صغيرة بألم كبير
تتشكل النتوءات العظمية في أسفل الكعب نتيجة تراكم الكالسيوم في مكان التقاء الوتر بالعظم. ورغم صغر حجمها، إلا أنها قد تسبب ألمًا يشبه وخز الإبرة عند المشي أو الوقوف. ويُشخَّص هذا النوع عادة بالأشعة السينية بعد استبعاد الأسباب الأخرى.
العلاج يعتمد على تخفيف الالتهاب المحيط بالعظمة باستخدام كمادات باردة، أو أجهزة سيليكون مبطنة للحذاء، أو جلسات علاج طبيعي متخصصة. في الحالات الشديدة، قد يتدخل الطبيب جراحيًا لإزالة النتوء.
التواء القدم أو إجهاد العضلات
الالتواء البسيط في مفصل الكاحل قد يمتد تأثيره إلى باطن القدم، إذ تتأثر الأربطة الداعمة وتحدث آلام في الكعب تمتد أحيانًا إلى الأصابع. أما الإفراط في ممارسة التمارين دون إحماء كافٍ فيؤدي إلى إجهاد العضلات الدقيقة داخل القدم.
في هذه الحالات، يكون العلاج بالراحة ورفع القدم لتقليل التورم، مع إمكانية وضع كمادات باردة مرتين يوميًا. ويُفضل استشارة الطبيب إذا استمر الألم أكثر من يومين أو إذا ظهرت كدمات أو تورم شديد.
تشوهات القدم ووضع المشي
القدم المسطحة أو القدم المقوسة أكثر من الطبيعي قد تؤثر على توزيع الوزن أثناء الحركة، مما يسبب ضغطًا زائدًا على الكعب أو مقدمة القدم. كما أن المشية غير المتوازنة – نتيجة اختلاف طول الساقين مثلًا – يمكن أن تزيد من الإجهاد وتسبب آلامًا مزمنة في القدم وأسفل الظهر معًا.
يقترح الأطباء في هذه الحالات فحصًا دقيقًا لتقييم محاذاة العظام ووصف أحذية أو دعامات مصممة خصيصًا لدعم القوس الطبيعي للقدم وتحسين طريقة المشي.
ورم مورتون العصبي.. ألم حارق بين الأصابع
قد يكون مصدر الألم أحيانًا من العصب نفسه، كما في حالة ورم مورتون العصبي، وهو تضخم يحدث في العصب بين أصابع القدم، خصوصًا الثالث والرابع. يؤدي إلى شعور بالوخز أو الحرقان يمتد إلى الكعب أحيانًا. وغالبًا ما ينتج عن ارتداء أحذية ضيقة أو بكعب مرتفع.
العلاج يعتمد على تخفيف الضغط من خلال اختيار أحذية واسعة ومريحة، وفي الحالات المزمنة قد يوصى بحقن مضادة للالتهاب أو إجراء جراحة بسيطة لإزالة الضغط العصبي.
متى تحتاج إلى مراجعة الطبيب؟
ينبغي عدم تجاهل ألم القدم إذا استمر أكثر من أسبوع، أو إذا كان مصحوبًا بتورم، أو صعوبة في الحركة، أو تنميل بالأصابع. فهذه العلامات قد تدل على إصابة أو التهاب يحتاج إلى تدخل طبي.
ويؤكد الخبراء أن تجاهل الألم قد يؤدي إلى تغير في طريقة المشي وتوزيع الوزن على القدمين، ما يسبب مشكلات إضافية في الركبة أو الظهر.