هل سكر النوع الأول وراثى.. كيف يبدأ المرض داخل الجسم

الأربعاء، 31 ديسمبر 2025 07:00 ص
هل سكر النوع الأول وراثى.. كيف يبدأ المرض داخل الجسم مرض السكر

كتبت: مروة محمود الياس

عندما يسمع أحد الوالدين أن طفله مصاب بداء السكر من النوع الأول، يتبادر إلى ذهنه سؤال: "هل هذا بسبب الوراثة؟" — ففكرة أن المرض يمكن أن ينتقل عبر الجينات تثير القلق، خصوصًا لدى الأسر التي يمتد فيها المرض بين أكثر من جيل، ولكن الحقيقة العلمية ليست بهذه البساطة، إذ إن الوراثة تلعب دورًا، لكنها ليست الحكم الوحيد في هذه المعادلة المعقدة.


وفقًا لتقرير نشره موقع Tua Saúde، فإن مرض السكر من النوع الأول يرتبط بالفعل بعوامل وراثية، إلا أن الجينات وحدها لا تكفي لتفسير ظهوره. فالمرض لا يُورَّث بشكل مباشر كما تُورّث لون العينين أو الشعر، بل يتطلب اجتماع استعداد جيني معين مع محفّزات بيئية أو مناعية تجعل الجسم يهاجم خلايا البنكرياس المسئولة عن إنتاج الإنسولين.

 

كيف يبدأ المرض داخل الجسم؟

في هذا النوع من السكر، يخطئ جهاز المناعة في التعرف على خلايا "بيتا" داخل البنكرياس ويعاملها كعدوّ. فيبدأ بمهاجمتها وتدميرها تدريجيًا، فيتوقف الجسم عن إنتاج الإنسولين الضروري لتنظيم مستوى السكر في الدم. عندها تظهر الأعراض المعروفة مثل العطش المفرط، كثرة التبول، وفقدان الوزن رغم الشهية المفتوحة.
لكن ما الذي يدفع الجهاز المناعي لاتخاذ هذا القرار الخاطئ؟ هنا تتداخل الوراثة مع عوامل أخرى مثل الإصابة بعدوى فيروسية معينة، أو التعرّض لمؤثرات بيئية في مرحلة الطفولة المبكرة.

 

الجينات المسئولة في الخطأ المناعي

تُشير الأبحاث إلى أن بعض الجينات، خاصة تلك التي تتحكم في وظائف الجهاز المناعي، تزيد من احتمالية الإصابة. من أبرزها الجينات المسئولة عن تحديد "مستضدات التوافق النسيجي" التي تنظم استجابة الجسم للمهاجمين الخارجيين. ومع ذلك، فإن وجود هذه الجينات لا يعني بالضرورة الإصابة بالمرض، بل فقط رفع مستوى القابلية له.


فعلى سبيل المثال، إذا كان أحد الوالدين مصابًا بالسكر من النوع الأول، فإن احتمال إصابة الطفل لا يتجاوز 5 إلى 8%، وهي نسبة منخفضة نسبيًا مقارنة بالأمراض الوراثية الأخرى.

العوامل البيئية

العوامل البيئية تلعب دورًا مهمًا في تحويل القابلية الوراثية إلى واقع ملموس. بعض الدراسات تربط بين فيروسات الجهاز التنفسي أو الهضمي وبين تحفيز استجابة مناعية مفرطة تضر بخلايا البنكرياس. كما أن نقص فيتامين “د” في السنوات الأولى من الحياة، أو التغذية المبكرة بحليب الأبقار، قد يكون من بين العوامل التي تزيد من احتمالية حدوث المرض لدى الأطفال المعرّضين وراثيًا.

 

هل يمكن الوقاية أو التنبؤ بالمرض؟

حتى الآن، لا توجد طريقة مؤكدة لمنع الإصابة بالسكر من النوع الأول، لكن الطب الحديث يسعى للكشف المبكر عن الأجسام المضادة في الدم التي تشير إلى بداية نشاط مناعي ضد البنكرياس. هذه المؤشرات قد تتيح التدخل في الوقت المناسب لإبطاء أو منع تطور الحالة.
في المقابل، فإن تبني نمط حياة صحي — مثل الغذاء المتوازن، النشاط البدني المنتظم، ودعم المناعة الطبيعية — قد يساعد في تقليل احتمالية تفعيل العوامل البيئية الضارة.

وراثي... ولكن ليس حتميًا

من المهم أن نفهم أن وراثة السكر من النوع الأول لا تعني حتمية الإصابة. فالكثير من الأطفال الذين يحملون استعدادًا وراثيًا لا يصابون به أبدًا، بينما يُصاب آخرون لا يملكون أي تاريخ عائلي. لذلك، لا ينبغي أن يكون القلق هو المسيطر، بل الوعي والمتابعة الطبية الدورية هي الأهم.


وجود قريب من الدرجة الأولى مصاب لا يعني بالضرورة انتقال المرض، لكنه يُبرر مراقبة الطفل بانتظام وملاحظة أي علامات مبكرة لارتفاع السكر في الدم مثل التعب المستمر، فقدان الوزن، أو زيادة العطش. الكشف المبكر يبقى السلاح الأقوى لتجنّب المضاعفات الخطيرة.




أخبار اليوم السابع على Gogole News تابعوا آخر أخبار اليوم السابع عبر Google News
قناة اليوم السابع على الواتساب اشترك في قناة اليوم السابع على واتساب



الرجوع الى أعلى الصفحة