فيسبوك
واتساب
اعتماداعلى بيانات تقريرالإنجازات لوزارة البيئة لعام 2025، كانت الأجنحة الوردية لطائرالـ"فلامنجو" فوق مياه بحيرة قارون المتجددة، تعلن انتصارالحياة في بحيرة قارون، بأسلوب يمزج بين الواقعية السحرية والحقائق المسجلة فى التقرير للربط بين المؤشرات البيولوجية والهندسية.
الفلامنجو بشكله الأبيض والوردى
الفلامنجو بشكله الابيض والوردى
أجنحة العودة وحكاية عودة "زائر البحيرة"
على ارتفاع شاهق، كانت أسراب "طائر الفلامنجو" تقطع رحلتها الطويلة، يتزعمها طائر عجوز بصبغة وردية باهتة، يتذكر بمرارة كيف كانت بحيرة قارون في سنوات مضت "منطقة طاردة"، مياهاً مثقلة بالملوحة والتلوث، وغذاءً نادراً لا يسمن من جوع، لكن هذا العام حملت الرياح رائحة مختلفة، رائحة مياه استعادت عافيتها.
أجمل الطيور المهاجرة الفلامنجو
أجمل الطيور المهاجرة الفلامنجو
أرقام تقرير انجازات وزارة البيئة تخبرنا عما حدث خلف الكواليس، بينما كان "الفلامنجو" يحط برفق وسط مياه البحيرة، لم يكن يدرك أن هدوءه هذا هو نتاج ملحمة هندسية معقدة، فتقرير إنجازات 2025 يكشف أن الدولة قطعت شوطاً هائلاً في مشروع إعادة توازن بحيرة قارون، حيث بلغت نسبة إنجاز أعمال تأهيل وتطوير البحيرة 73%، هذه النسبة ليست مجرد رقم، بل هي التي سمحت بظهور "المؤشرات البيولوجية" القوية ، حيث عادت الأحياء المائية للظهور، مما جذب الطيور المهاجرة كالفلامنجو لتعود وتستوطن محميتها التاريخية.
كيف أصبحت المياه صالحة؟
انغمس منقار الفلامنجو في الماء باحثاً عن الغذاء، ليجد مياهاً تخضع لرقابة صارمة، التقرير يشير إلى أن الوزارة قامت بـ ١٨٠ دورية حماية معتمدة، ليس فقط لمراقبة الصيد، بل لمتابعة جودة المياه والتصدي للمخالفات، هذه المياه التي كانت تعاني يوماً من صرف صناعي وزراعي غير معالج، تخضع الآن لمنظومة رصد بيئي متطورة تضمن توافقها مع المعايير الدولية، مما جعلها بيئة خصبة لنمو القشريات والأسماك الصغيرة التي تشكل الغذاء الرئيسي لملك الطيور الوردي.
حارس البحيرة الجديد بينما كان بطلنا يرقص رقصته الشهيرة في المياه الضحلة، كان هناك خلف الأشجار فريق من الباحثين البيئيين والمراقبين الجدد الذين تم دمجهم في العمل البيئي، يراقبون من خلال مركز التثقيف البيئي الجديد بالبحيرة، تقريرالبيئة يوضح أن هذا المركز أصبح منارة للوعي، حيث يتم توثيق عودة هذه الكائنات كدليل قاطع على نجاح المخططات العلمية لإدارة الأراضي الرطبة.
رسالة من قلب المحمية
توقف "الفلامنجو" عن الحركة، وفرد جناحيه الورديين ليظهر لونه القوي المتجدد، لون اكتسبه من جودة الغذاء في مياه قارون النظيفة، حيث أصبحت البحيرة اليوم، بفضل مشروعات الصرف والمعالجة الهندسية، نموذجاً حياً لما يمكن أن يفعله "الاقتصاد الأخضر" بالبيئة، و عاد الفلامنجو، ليس كزائر عابر، بل كشاهد عيان على أن الدولة المصرية حين وعدت بـ "حياة كريمة" للمواطن، لم تنسَ أيضاً أن تمنح "حياة آمنة" لكل كائن يشاركه هذا الوطن.
