في عام 2025، وبين ركام البيوت وهدير الطائرات وندرة كل مقومات الحياة، لم تكن نساء غزة مجرد ضحايا لحرب لا ترحم، بل كن عنوانا لنجاح يولد من قلب الدمار، فوسط الحصار والقصف والفقدان، خرجت قصص لنساء رفضن أن يختصرن في صورة الألم وحده، فصنعن مساحات للأمل حيث بدا الأمل مستحيلا.
من خيام النزوح إلى الفصول المؤقتة، ومن المطابخ البسيطة إلى ورش العمل الصغيرة، ومن ساحات الإغاثة إلى منصات التعليم والعمل عن بعد، أعادت نساء غزة تعريف معنى النجاح، لا بوصفه رفاهية، بل كفعل صمود يومي وانتزاع للحياة من بين أنياب الموت، ففي عام حاولت فيه الحرب كسر كل شيء، أثبتت الغزيات أن الإرادة حين تمسك بالأحلام، قادرة على أن تنتصر حتى في أكثر الأماكن ظلمة.
وردة الشنطى
لم تكن الحرب بالنسبة إليها مجرد مشهد يروى، بل تجربة قاسية عاشتها لحظة بلحظة على مدار عامين متواصلين من الخوف والنزوح والفقد، لكنها خرجت منها أكثر إصرارًا على أن تكون صوت من لا صوت لهم، وعدسة تبصر بالحقيقة وإن فقدت بصرها.
وردة الشنطي
تبدأ وردة حديثها لـ «اليوم السابع» بنبرةٍ يغلب عليها الثبات رغم الألم، "خلال عامين من الحرب، عشت كل أشكال الخوف والجوع والفقد، لكنني صمدت بالإيمان وبالأمل وبقوة داخلي لا تنكسر".
بهذه الكلمات تلخص وردة رحلة مليئة بالمحن والمواقف التي اختبرت فيها إنسانيتها وصبرها وإصرارها على أداء رسالتها الإعلامية رغم كل ما يحيط بها من دمار وموت.
كانت وردة تعمل قبل الحرب في مجال الإعلام، تتابع الأخبار وتعد التقارير بمهارة رغم إعاقتها البصرية، غير أن الحرب قلبت كل شيء رأسًا على عقب؛ فقدت منزلها، وأدوات عملها، وجهازها اللابتوب الذي كان وسيلتها للتواصل مع العالم. لكنها لم تفقد العزيمة، فحولت هاتفها البسيط إلى نافذة إعلامية صغيرة تنقل من خلالها للعالم مشاهد المأساة الإنسانية في غزة.
وتقول: "كنت أمارس عملي الإعلامي من بين الركام ومن داخل الخيام مستخدمة هاتفي بعد أن فقدت جهازي اللابتوب، فكنت أعتمد على سمعي وعلى من حولي في التنقل".
وفي مشهد يختصر قسوة الحرب، تتحدث وردة عن نزوحها المتكرر من منطقة إلى أخرى، باحثة عن مأوى آمن لا وجود له، تنقلت بين مدارس مكتظة، وخيام تفتقر لأبسط مقومات الخصوصية، لكنها ظلت متمسكة برسالتها: "أن تروي الحقيقة مهما كلّفها الأمر".
وتروي وردة بمرارة كيف فقدت والدها خلال الحرب، الرجل الذي كان سندها ودليلها في الحياة، حيث تقول:"فقدت والدي الذي كان سندي في الحياة، وكان رحيله من أصعب اللحظات التي مررت بها، ومع ذلك واصلت العمل بدعم أمي وأسرتي الذين لم يتركوني وحدي وساعدوني في كل خطوة.، وتستحضر صوته كلما تراجعت قواها، وتستمد من ذكراه عزيمة تجعلها تصمد في وجه الخوف والجوع.
ريم الجزار
في قلب المجازر التي لم تكد تنقطع داخل غزة، حيث القصف لا يتوقف والنزوح يصبح جزءًا من الحياة اليومية، تبرز قصص إنسانية تلهم العالم بصمودها وإرادتها التي لا تلين، من بين هذه القصص، قصة الباحثة الفلسطينية ريم الجزار، التي أصبحت صاحبة أول رسالة ماجستير تنجز في القطاع خلال الحرب، لتكون شهادة حية على قدرة الإنسان على التفوق رغم أصعب الظروف.
ريم الجزار
منذ اندلاع الحرب، نزحت "ريم" مع عائلتها إحدى عشرة مرة، باحثة عن مكان آمن يلبي الحد الأدنى من مقومات الحياة، أولى محطاتها كانت مركز إيواء تابع لوكالة الأونروا في مدينة البريج، وهو مدرسة تحولت إلى مأوى للنازحين، حيث عاش نحو 60 شخصا في فصل واحد، ثم جاء النزوح الثاني إلى مركز إيواء في رفح، أعقبته سلسلة من التنقلات بين المخيمات والخيام البدائية في مدينة المواصي جنوب غزة، حيث اضطروا للعيش وسط ظروف قاسية، بعيدًا عن أي مرافق أساسية أو استقرار.
تصوير حياة النزوح مع الباحثة الفلسطينية يكشف قسوة الواقع اليومي، حيث تقول في تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع": "عندما نضطر للنزوح إلى أرض فارغة، نواجه مخاطر مخلفات عسكرية، وتعبئة المياه، وتنظيف الأرض من الحجارة، والرمال غير المستوية، وكل ذلك تحت توتر دائم وخوف من القصف".
وتواصل الحديث عن صعوبة الحياة في الخيام :" كانت محاطة بالصعوبات، الطهي على النار بدل الغاز، غسل الملابس يدويًا، ونقل المياه الصالحة للشرب بنفسها، مع الحفاظ على نظافة الخيمة وسط برد الشتاء القارس".
لكن التحديات المعيشية لم تمنع ريم الجزار من متابعة حلمها الأكاديمي، ففي أحد أيام النزوح، استحضرت الباحثة شجاعتها لتتواصل مع مدير مركز الإيواء وتطلب دعمًا بسيطًا: "كنت أدرس الماجستير من رام الله، وأتممت جميع المواد، وبقيت الرسالة فقط، طلبت منه توفير الإنترنت وشحن الكهرباء لجهازي لأتمكن من استكمال الكتابة"، وهكذا، استطاعت بمساعدة بسيطة أن تتغلب على عقبات الإنترنت المتقطع وانقطاع الكهرباء، لتواصل مسيرتها الأكاديمية وسط الحرب.
نورما أبو جياب
في زمن تتكاثر فيه العتمة فوق غزة، وتضيق فيه المساحات التي يمكن للإنسان أن يلتقط فيها أنفاسه، تظهر حكايات أشبه بأوثق الشهادات على صمود الإنسان الفلسطيني، من بينها تبرز قصة المصورة نورما أبو جياب، امرأة حملت كاميرتها كما لو كانت درعا، ووقفت بها وسط القصف والنزوح، وفقدان الأحبة، لتوثّق ما تبقى من ملامح الحياة ولحظات الفرح القليلة التي قاومت الموت.
نورما أبو جياب
ورغم أن الحرب في غزة لم تترك أحدا دون جرح، بقيت "نورما" من بين المتشبثين بفكرة أن للحياة مكانا، وأن الصورة قد تكون وسيلة للحفاظ على هذا المكان ولو كان ضيقا، هشا، ومهددا في كل لحظة.
تحدثنا مع نورما أبو جياب، وهي واحدة من صانعات الأمل وسط الركام، لتكشف كيف مارست عملها خلال الحرب في تصوير حفلات الزفاف، كما وثقت بكاميرتها المجازر والحرب ومزجت بين الابتسامة والخوف والبكاء، حيث تبدأ حديثها بعبارة تختصر تاريخا طويلا من المواجهة: "بالنسبة للصمود، نحن شعب تعود على الصمود، وعشنا حروب كثيرة ودائما كان أملنا بربنا موجود".
لا تقول "نورما" الجملة بوصفها شعارا، بل كحقيقة عاشتها في التفاصيل اليومية، في كل مرة نجا فيها طفل من قصف، وفي كل أم حملت حزنها ورددت "الحمد لله" ولم تنس وجهها ، وفي كل بيت تهدم وبقي أصحابه يرددون أن الفرج قريب، فغزة بالنسبة للمصورة الفلسطينية ليست مجرد مكان محاصر، بل مدرسة تعلم أبناءها كيف يواصلون الحياة رغم حرمانها المستمر.
وتتحدث عن رحلة الموت كما تصفها خلال ذهابها للعمل في تصوير المناسبات خلال الحرب: "“كنت أذهب إلى عملي وأنا في أي لحظة معرضة إني استهدف وتعرضت للموت كثيرا"، كانت تعرف أنها تغامر بحياتها، وأن لحظة واحدة قد تنهي كل شيء، لكنها لم تتراجع، خاصة أن الزفاف في غزة لم يعد مجرد مناسبة اجتماعية، بل إعلان تمسّك بالحياة في وجه الموت.
تصف نورما تجربة النزوح بمرارة واضحة، وتعتبرها أصعب ما عاشته خلال الحرب: "شعور صعب إنك تترك بيتك وتختصره بشنطة ولا يهون عليك ترك بيتك وأغراضك، فقد نزحت ثلاثة مرات، وأجبرت على إعادة حزم ما يمكن حمله من العمر، وترك ما تبقى للدمار أو السرقة أو النسيان".
تعرضت خالتها للقصف، وخرجت من الموت بأعجوبة، لكن الفكرة الثقيلة بقيت تلاحقهم: "القصف والموت نصيب"، فلم يعد الموت شيئا طارئا في غزة، بل احتمالا دائما يسير مع الناس أينما ذهبوا، ويغلق الأبواب خلفهم، ويجلس في قلب كل حديث.
رفيدة سحويل
في قلب الدمار، وبين أصوات الطائرات التي لم تكن تغيب خلال الحرب، وصرخات الناجين التي تخترق الجدران المهدمة، كانت الفنانة التشكيلية الفلسطينية رفيدة سحويل من مدينة غزة ترسم لونا آخر للحياة، تلك الشابة التي لم تمنعها الحرب من الحلم، ولم تخمد نيران القصف رغبتها في البقاء فنانة تحمل في لوحاتها وجع الوطن ودهشة الحياة معًا.
رفيدة سحويل
ورفيدة، التي اعتادت منذ أعوام أن تفتح نوافذ الأمل بألوانها، كانت تستعد مطلع أكتوبر عام 2023 للاحتفال بعيد ميلادها وافتتاح معرضها التشكيلي الخامس، غير أن العدوان باغتها كما باغت القطاع بأكمله، فحول فرحتها المنتظرة إلى ركام وحطام.
وتقول رفيدة لـ"اليوم السابع"، بصوت يختلط فيه الحنين بالألم: "قبل العدوان كنت أحضر نفسي وأنتظر قدوم عيد ميلادي في الثالث من ديسمبر لافتتاح معرضي الشخصي الخامس، وفي اليوم الثاني من الحرب، الثامن من أكتوبر، نزحت تحت أثر القصف وسقوط الركام لمنزلنا فوق رؤوسنا أنا وعائلتي، بعد أن كنت قد أنجزت 18 لوحة جديدة كنت أتهيأ لعرضها، لكن كل شيء انتهى في لحظة".
لم يكن ما خسرته رفيدة مجرد لوحات أو ألوان على قماش، بل سنوات من التعب، وأحلام معلقة على جدران لم تعد موجودة، حيث تتحدث الفنانة التشكيلية بحزن لا تخفيه: "فقدت أعمالي جميعها ورسوماتي وأدواتي ومكتبتي، كل شيء تحول إلى رماد، كنت أملك أكثر من ألف كتاب بين منزلي ومنزل أهلي، وكلاهما تم قصفه، ولم يتبق سوى الذكريات، وصور قليلة كنت قد وثقتها قبل الحرب".
تصف لحظة الدمار وكأنها مشهد سينمائي من فيلم لا تريد أن تشاهده مرة أخرى. فبينما كانت تحلم بتعليق لوحاتها في قاعة فنية مضاءة، وجدت نفسها تبحث عن بقايا ألوانها تحت الأنقاض، ومع كل لوحة ضاعت، ضاع جزء من ذاكرتها الفنية، لكنها لم تسمح للحرب أن تسلبها جوهرها الإنساني.
سمية وادي
بين الركام وتحت سماء لا تعرف الهدوء، وسط 733 يوما من القصف المتواصل والنزوح والمجازر، برز صمود الشاعرة الفلسطينية سمية وادي كأحد الوجوه المضيئة التي حافظت على جذوة الحياة في غزة.
سمية وادي
لم تكن سمية مجرد شاهدة على الحرب، كانت قلبا ينبض رغم الجوع، وأما تقاوم رغم الخوف، وكاتبة تحاول أن تسرق ما تبقى من نور لتوثق ما عاشه الفلسطينيون في واحدة من أقسى مراحل التاريخ الحديث.
وخلال هذا الزمن الطويل، كتبت سمية قصيدتها الأهم "قصيدة الصمود"، كانت تدرك أن بقاءها وبقاء أطفالها ليس أمرا مفهوما ضمنيا، بل معجزة تتكرر كل يوم.
تستعيد الشاعرة الفلسطينية بداية الحرب بشعور لا يزال يثقل الذاكرة، حيث تتحدث لـ"اليوم السابع"، قائلة :"لم يكن أي عقل يمكنه احتمال ما حدث، الموت كان يحاصرهم من الجهات الأربع، والنزوح يعلن نفسه على أبواب البيوت بلا مقدّمات، والخوف يتمدد في صدور الأطفال والنساء كما لو أنه جزء من الهواء.
تقول سمية: "لم يكن الأمر ممكنا ولا في الخيال أن يحتمل إنسان ما عشناه من موت ونزوح وغدر يحيط بنا من كل مكان، فلولا عناية الله بقلوبنا لذابت كمدا، فكان عناية الله عز وجل هي السند الذي حال دون انهيار العقول وذوبان القلوب أمام قسوة المشهد".
لم تكن سمية في بداية الحرب قادرة على ممارسة أي نشاط أدبي أو إنساني، فالحياة بالنسبة لها في هذا الوقت توقفت بالكامل، حيث تشرح هذه الفترة: لا إنترنت، لا تواصل، لا مدارس، لا موارد غذائية ولا مقومات للحياة، وكان الهم الوحيد توفير الخبز والماء، خاصة لمن لديه أطفال.
كانت سمية تدرك أن الاحتلال لا يقتل الأجساد فقط بل يهدف لقتل الوعي أيضا، وتقول :"بعد وقتٍ كان هناك نوع من التعايش، فأقمنا مبادرات تعليمية وفعاليات أدبية بين الخيام".
من أصعب ما تسرده سمية هو تجربة النزوح، حيث تتحدث بمرارة: "النزوح جماع آلام الحياة"، فلم تجد كلمة في اللغة تعبر عن حقيقة الوجع أكثر من هذا لأن النازح لا يترك بيته فقط، بل يترك كرامته، ذكرياته، أشياؤه الصغيرة التي صنعت هويته، ليمشي نحو خيمة لا تليق بإنسان، فتارة يحرقه الشمس، وتارة أخرى يهوي فوقه المطر، وثالثة تغزوه الحشرات، أو يتربص به الجوع والخوف.
نزحت سمية ثلاث مرات مع أطفالها، وفي كل مرة كانت تشهد تفككا آخر للعائلة، وتشتتا جديدا للأصدقاء والجيران، في إحدى مراحل الحرب - كما تقول الشاعرة الفلسطينية - عاشت مع ما يقارب 30 شخصا في مساحة 80 مترا فقط، فلم تكن الحياة هناك حياة، بل تنفسا مؤقتا بين موجتين من الألم.
ملاك حمدونة
برزت قصة استثنائية تُشبه المعجزة فى تفاصيلها، بطلتها الطالبة الفلسطينية ملاك يوسف حمدونة، التى حصلت على مجموع 98.7% فى الفرع العلمى فى الثانوية العامة رغم عامين من الحرب والحصار والدمار.
قصة ملاك ليست مجرد تفوق دراسى، بل شهادة حية على أن الإرادة أقوى من الحرب، وأن صوت العلم يمكن أن يسمو فوق ضجيج الصواريخ، حيث تبدأ حديثها بصوت تختلط فيه القوة بالوجع قائلة:"أريد من جميع الناس أن يتخيلوا مشهد طالبة أمامها مواد علمية بحاجة إلى الفهم والدراسة والاطلاع على أسئلة ومصادر تعليمية كثيرة، ولكن من دون مدارس، من دون إنترنت، من دون أساتذة، ومن دون أى مصدر شرح".
وتضيف فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، متحدثة عن تجربتها القاسية فى الدراسة :"كانت تجربة مليئة بالصعاب، أمامى كتب وأنا أعيش الإبادة، كان القصف فى كل مكان، عشرات الشهداء، إخلاءات مستمرة فى المناطق التى كنا فيها، فى البيت وفى الحارة، كانت تجربة جدًا صعبة، لا أتمناها لأى طالب".
ملاك يوسف
رغم كل ذلك، لم تستسلم ملاك، كانت تقاوم ظروف الحرب بكتابٍ مهترئ وهاتفٍ متقطع الاتصال، تجمع ما يمكنها من مصادر دراسية بشق الأنفس، حاولت أن تحصل على الكتب الدراسية أكثر من مرة، قائلة:"حاولت أجمع الكتب والمناهج الدراسية بعدة وسائل لم تكن سهلة على الإطلاق، أول مرة جمعتها وأنا فى منطقة التوام، وبعدها عندما نزحت مع أسرتى وفقدنا البيت فقدت الكتب أيضا، حيث نزحنا من التوام للشيخ رضوان، وهناك أيضا فقدت الكتب والدفاتر، وكنت كل مرة أحاول أبدأ من جديد".
رحلة النزوح التى عاشتها ملاك لم تكن مرة أو مرتين، بل 11 نزوحًا متكرّرًا خلال الحرب، من شمال غزة إلى وسطها وجنوبها، كل مرة بحثًا عن مأوى مؤقت من الموت، تتحدث عن النزوح الأول وكأنه جرح لا ينسى: "المرة الأولى كانت الأصعب، خرجنا من بيتنا فى شمال القطاع بسبب القصف الشديد والأحزمة النارية التى طالت كل المنازل فى محيطنا، كان أصعب نزوح وأصعب أيام فى حياتى، لا أريد تذكر تلك الليلة اللى استُهدف فيها منزل بجانب منزلنا فى دير البلح، كانت كأهوال يوم القيامة".
تصف "ملاك" تلك اللحظة القاسية التى رأت فيها الموت بعينيها، قائلة :"الأشلاء تتطاير ونحن نيام، وأصيب العديد من أقاربى وأبناء عمى، كانت ليلة لا تُنسى، ما بدى حدا يعيشها ولا حتى أتذكرها أنا".
ورغم كل هذا الرعب، لم تتوقف ملاك عن الحلم. كانت تدرس على ضوء شمعة، أو على ضوء هاتفها الصغير حين تتوفر الكهرباء لبضع دقائق، وفى الوقت الذي كان فيه كثير من الطلبة قد فقدوا الأمل، ظلت هى متمسكة بهدفها فى أن تُكمل دراستها وتنجح، لتُثبت أن الحياة ممكنة حتى وسط الرماد.