أعنف التقلبات الجوية في الشتاء والصيف.. كيف تحدث السحب الركامية؟

تعد السحب الركامية بمثابة "المحركات العملاقة" للغلاف الجوي، فهي ليست مجرد كتل سحابية عابرة، بل هي جبال كثيفة وشاهقة الارتفاع تختزل في جوفها طاقة من العواصف الرعدية والتقلبات الجوية العنيفة.

وتكمن خطورة هذا النوع من السحب في كونه المصدر الرئيسى لحالات الطقس الغير مستقر، حيث تتبدل مع ظهورها الأجواء المستقرة إلى أمطار غزيرة و رياح قوية، تنذر بخطر الصواعق والسيول فور اكتمال نموها في عرض السماء.

ماهية السحب الركامية

تصنف السحب الركامية بأنها نوع من السحاب الطويل والكثيف الذي يمتد رأسياً عبر طبقات الجو، وتتميز بقدرتها الفائقة على توليد العواصف الرعدية، والرياح العنيفة، وحالات الطقس القاسية.

تظهر هذه السحب في السماء إما بشكل منفرد ككتل ضخمة، أو في عناقيد متراصة، وأحياناً تصطف على طول "الجبهات الباردة" لتشكل حائطاً من الأمطار والبرق الذي ينطلق من قلب السحابة صاعقاً كل ما يقف في طريقه.

كيف تتكون؟

يوضح خبراء الأرصاد أن تكون هذه السحب ليس عشوائياً، بل يتطلب توافر "مثلث شروط" في وقت واحد لضمان نموها الرأسي العنيف:
1- وجود كميات ضخمة من بخار الماء في الهواء المحيط.

2- وجود كتلة هوائية ساخنة في الطبقات السفلى تعلوها طبقات أبرد.

3- قوة تدفع هذا الهواء الساخن والرطب بسرعة هائلة نحو الأعلى، مثل الجبهات الهوائية أو التضاريس الجبلية.

ظهور السحب الركامية

لا تقتصر السحب الركامية على فصل دون آخر، لكن دوافع تكونها تختلف، ففي الشتاء، ترتبط غالباً بمرور الجبهات الهوائية الباردة التي ترفع الهواء الدافئ للأعلى بقوة.

أما في الصيف، فتتكون نتيجة "الحمل الحراري" القوي، حيث تسخن الأرض بشدة، مما يدفع بخار الماء للصعود للطبقات العليا الباردة، ليتكثف ويتحول إلى سحب عملاقة مكتملة النمو، قادرة على إحداث فيضانات مفاجئة.

المخاطر المترتبة على اكتمال النمو

عندما تصل السحابة الركامية إلى مرحلة "اكتمال النمو"، تصبح مصدراً رئيساً للمخاطر الجوية، حيث ينتج عنها سقوط أمطار غزيرة فى وقت قياسي مما يسبب السيول في المناطق المنخفضة، و عواصف رعدية نتيجة الاحتكاك العنيف بين جزيئات الماء والبرد داخل السحابة، مما يولد شحنات كهربائية ضخمة (البرق)، وكذلك رياح هابطة قد يصاحبها سقوط حبات البرد (الثلج) بأحجام كبيرة، ورياح سطحية شديدة تسبق سقوط المطر.