تكشف تحاليل الدم الروتينية بشكل متزايد عن ارتفاع إنزيمات الكبد لدى أشخاص يبدون بصحة جيدة، ما يثير القلق حول وجود تلف خفي في الكبد قد يمر دون أعراض واضحة وبينما قد تكون الارتفاعات البسيطة غير مقلقة في بعض الحالات، يحذر الأطباء من تجاهل الارتفاع المستمر أو السريع، خاصة إذا صاحبه أعراض أخرى، وفقا لموقع تايمز ناو.
ما هي إنزيمات الكبد ولماذا ترتفع؟
عند تعرض خلايا الكبد للإجهاد أو الالتهاب أو التلف، تتسرب إنزيمات معينة إلى مجرى الدم ويُعد إنزيما:
ALT (ناقلة أمين الألانين)
AST (ناقلة أمين الأسبارتات)
من أكثر المؤشرات استخدامًا لتقييم صحة الكبد.
ويؤكد الدكتور مانجيش بوركار، استشاري أمراض الجهاز الهضمي بمستشفى مانيبال بالهند، في تصريحات لموقع Times Now، أن ارتفاع هذه الإنزيمات يعطي مؤشرات أولية عن صحة الكبد، لكنه لا يحدد وحده السبب الدقيق أو درجة التلف.
الأسباب الشائعة لارتفاع إنزيمات الكبد
بحسب الخبراء، تشمل الأسباب الأكثر شيوعًا:
1. مرض الكبد الدهني
يُعد مرض الكبد الدهني غير الكحولي (NAFLD) من أبرز الأسباب، وقد يصيب حتى غير المصابين بالسمنة أو السكري، نتيجة:
-العادات الغذائية غير الصحية
-قلة النشاط البدني
-تراكم الدهون في منطقة البطن
2. تناول الكحول
ارتفاع إنزيمات AST وGGT قد يكون ناتجًا عن شرب الكحول، حتى في غياب الأعراض، وهو ما يجعل الأمر أكثر خطورة.
3. بعض الأدوية والمكملات
من الأدوية التي قد ترفع إنزيمات الكبد:
المسكنات
بعض المضادات الحيوية
أدوية خفض الكوليسترول (الستاتينات)
المكملات العشبية والمستحضرات التي تُصرف دون وصفة طبية
4. العدوى الفيروسية
يُعد ارتفاع إنزيمات الكبد مؤشرًا شائعًا للإصابة بأنواع التهاب الكبد الفيروسي:
A وE: عبر الطعام أو الماء الملوث
B وC: عبر ملامسة الدم
أعراض لا يجب تجاهلها
يشدد الأطباء على ضرورة مراجعة الطبيب فورًا إذا صاحَب ارتفاع الإنزيمات أحد الأعراض التالية:
-اصفرار الجلد أو العينين (اليرقان)
-بول داكن اللون
-فقدان وزن غير مبرر
-غثيان مستمر
-تورم متكرر بالجسم
-ارتفاع البيليروبين أو اضطراب زمن التجلط
متى يكون ارتفاع إنزيمات الكبد خطرًا؟
يصبح القلق أكبر إذا:
-زادت الإنزيمات لأكثر من 5 أضعاف المعدل الطبيعي
-حدث ارتفاع سريع ومفاجئ
-استمر الارتفاع لفترة طويلة دون سبب واضح
كيف يتم العلاج؟
يعتمد العلاج أساسًا على علاج السبب، ويؤكد الأطباء أن كثيرًا من الحالات يمكن عكسها إذا تم التدخل مبكرًا، من خلال:
-فقدان الوزن الزائد
-تحسين النظام الغذائي
-ممارسة الرياضة بانتظام
-التوقف عن الكحول
-مراجعة الأدوية المستخدمة
وفي الحالات المتقدمة، قد تتطلب الحالة تدخلات طبية متخصصة مثل المناظير أو الجراحة للحفاظ على وظائف الكبد ومنع تطور المرض إلى تليف أو فشل كبدي.