يعتمد معظمنا على تناول البرتقال خاصة في فصل الشتاء، فهو ذلك الفاكهة الشتوية الغنية بفيتامين سى، وهو أساسى لدعم المناعة للوقاية من العدوى ومسببات الأمراض خاصة مع انخفاض درجات الحرارة، وتشير الأبحاث الحديثة إلى أن عصير البرتقال الطبيعي 100% ليس مجرد مشروب طبيعى، خاصةً عند تناوله بكميات صغيرة ومعقولة، بل أن فوائده تتجاوز أكثر من ذلك، وفقًا لتقرير موقع "Healthline".
فيما يلى.. فوائد لا تتوقعها لتناول عصير البرتقال باعتدال في فصل الشتاء:
دعم المناعة ومضادات الأكسدة
يُعد محتوى مضادات الأكسدة أحد الأسباب الرئيسية التي تدفع العلماء إلى الاهتمام بعصير البرتقال، فقد أشارت دراسة نُشرت في مجلة " Nutrients" بعنوان "عصير برتقال طبيعي 100%: مؤشرات الالتهاب والأكسدة لدى البشر" إلى أن استهلاك عصير البرتقال يُمكن أن يُقلل من مؤشرات الإجهاد التأكسدي والالتهاب لدى فئات مختلفة من البالغين، وتتفق هذه النتائج مع ما تُؤكده المراجعات الطبية الغذائية، من أن فيتامين سي والكاروتينات والفلافونويدات الموجودة في عصير البرتقال تُساعد على تحييد الجذور الحرة ودعم وظائف الجهاز المناعي.
الحفاظ على صحة القلب والأوعية الدموية
تُعد صحة القلب مجالًا آخر حظي فيه عصير البرتقال بدراسة معمقة، فقد وجدت مراجعة منهجية وتحليل تجميعي نُشرا عام 2022 في مجلة "Critical Reviews in Food Science and Nutrition" بعنوان " تأثير استهلاك عصير البرتقال على عوامل خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية" أن تناول عصير البرتقال بانتظام قد يُحسن بشكل طفيف العديد من مؤشرات الخطر، بما في ذلك دهون الدم ومؤشرات الالتهاب، لدى البالغين، ويعتقد الباحثون أن الهيسبيريدين، وهو فلافونويد موجود في عصير البرتقال، يلعب دورًا رئيسيًا.
وتُظهر تجارب، مثل تلك المنشورة في "American Journal of Clinical Nutrition" بعنوان " تأثيرات الهيسبيريدين في عصير البرتقال على ضغط الدم والنبض"، أن عصير البرتقال الغني بالهيسبيريدين يُمكن أن يُحسن وظائف الأوعية الدموية ويُخفض ضغط الدم بشكل طفيف لدى بعض الأشخاص، كما تُوضح ملخصات عامة صادرة عن إدارة الحمضيات في فلوريدا كيف يُساهم الهيسبيريدين الموجود في عصير البرتقال في دعم صحة الأوعية الدموية، مُؤكدة هذه النتائج السريرية بلغة أبسط.
دعم صحة الدماغ وتعزيز الطاقة اليومية
إلى جانب الدراسات الفردية، تسعى المراجعات إلى تكوين صورة أشمل، وقد لخصت ورقة بحثية نُشرت عام 2021 في مجلة "فرونتيرز إن نيوروساينس" بعنوان "بوليفينولات الحمضيات في صحة الدماغ وأمراضه: وجهات نظر حديثة" كيف يمكن لمركبات مثل الهيسبيريدين والنارينجينين أن تؤثر على وظائف الدماغ، وأشار الباحثون إلى أن هذه الفلافانونات تصل إلى مستويات قابلة للقياس في الدم بعد تناول عصير البرتقال، وقد تعبر إلى الجهاز العصبي المركزي، حيث يبدو أنها تدعم تدفق الدم، وتقلل الالتهاب العصبي، وتحمي خلايا الدماغ من الإجهاد التأكسدي في النماذج الحيوانية والخلوية.
كما ركزت مراجعة أخرى نُشرت في مجلة "فرونتيرز إن إيجينج نيوروساينس" على الهيسبيريتين، وهو المستقلب الرئيسي للهيسبيريدين، وأفادت بتأثيرات وقائية عصبية في نماذج تجريبية لمرض الزهايمر وأمراض تنكسية عصبية أخرى، وذلك بشكل رئيسي من خلال مسارات مضادات الأكسدة ومضادات الالتهاب.
كيفية شرب عصير البرتقال بحكمة
على الرغم من كل هذه البيانات الإيجابية، لا ينصح الخبراء بالإفراط في شرب عصير البرتقال، حيث يشترطون الاعتدال لتحقيق أقصى قدر من الفوائد، لأن عصير البرتقال لا يزال مصدرًا مركزًا للسكر الطبيعي وقليل الألياف مقارنةً بالفاكهة الكاملة، وتشير معظم الإرشادات إلى اختيار عصير برتقال طبيعي 100% بدون إضافة سكر، مع الحرص على أن تتراوح الكمية بين 120 و150 مل يوميًا للبالغين، وتناوله مع الوجبات بدلًا من شربه وحده وذلك لحماية الأسنان وتنظيم مستويات السكر في الدم.
عندما يُنظر إليه كجزء صغير ومدروس من نظام غذائي غني بالفواكه الكاملة والخضراوات والألياف والبروتين، يصبح عصير البرتقال خيارًا صحيًا، حيث تشير الدراسات السريرية ومراجعات التغذية إلى أن كوبًا يوميًا معتدلًا من عصير البرتقال الطبيعي 100% يمكن أن يساهم في توفير فيتامين سي ومضادات الأكسدة وبعض مركبات الفلافونويد المفيدة للقلب، دون التأثير سلبًا على الأهداف الصحية الأخرى.