قالت صحيفة نيويورك تايمز إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وقع فى 25 يوليو الماضى توجيهاً سرياً للبنتاجون بتوجيه ضربات عسكرية ضد عصابات تهريب المخدرات، فيما وصفته الصحيفة بأل توجيه مكتوب معروف من ترامب بشأن هذه الضربات.
هجمات القوارب.. المرحلة الأولى
وذكرت الصحيفة أن مسؤولين في الإدارة وصفوا هجمات القوارب بـ«المرحلة الأولى»، حيث تولّت فرقة SEAL Team Six زمام المبادرة. وناقشوا «المرحلة الثانية» الغامضة، والتي يُحتمل أن تتولّى فيها وحدات من قوات دلتا التابعة للجيش عمليات برية.
وذكرت الصحيفة أن وزير الدفاع الأمريكي بيت هيجسيث استبعد العديد من الضباط العسكريين المحترفين والمحامين من صياغة "أمر التنفيذ" الذي يوجه ضربات القوارب. ونتيجةً لذلك، احتوى الأمر على ثغرات إشكالية، بما في ذلك غياب أيّ بنود حول كيفية التعامل مع الناجين.
جاء هذا فى إطار تحقيق لصحيفة نيويورك تايمز كشفت فيه عن الأجندات المتداخلة لفريق الرئيس الأمريكى دونالد ترامب فى استهدافهم لفنزويلا فى حملة ضغط عسكرى، مشيرة إلى أن النفط والمخدرات والهجرة كانت المحركات الرئيسية لتصعيد واشنطن ضد كاراكاس.
وذكرت الصحيفة أن ترامب سأل وزير خارجيته ماركو روبيو فى الربيع الماضى عن كيفية تشديد الخناق على فنزويلا.
موطئ قدم أمريكا فى قطاع النفط الفنزويلي
فى هذا الوقت أيضا، كان المشرعون الأمريكيون من أصل كوبي، المعروفون بمواقفهم المناهضة لليسار، والذين كان ترامب بحاجة لأصواتهم لتمرير مشروع قانونه الرئيسي للسياسة الداخلية، يحثونه على تشديد الخناق على فنزويلا من خلال وقف عمليات شركة شيفرون النفطية هناك. لكن ترامب لم يكن يرغب في خسارة الموطئ الأمريكي الوحيد في قطاع النفط الفنزويلي، حيث تُعد الصين أكبر لاعب أجنبي هناك.
كان الرئيس يفكر في السماح لشركة شيفرون بمواصلة عملياتها. لكنه أخبر روبيو، المعروف بمواقفه المتشددة تجاه فنزويلا وكوبا، أنه يجب عليهما أن يثبتا للمشرعين وغيرهم من المشككين قدرتهم على محاسبة رئيس فنزويلا نيكولاس مادورو فنزويلا، الذي حاول ترامب الإطاحة به في ولايته الأولى.
من ناحية أخرى، تحدث ستيفن ميلر، مستشار الأمن الداخلي للرئيس ترامب مع مسؤولين آخرين حول تعهد الرئيس خلال حملته الانتخابية بقصف مختبرات الفنتانيل. لكن لأسباب مختلفة، تلاشت هذه الفكرة. وفي الأسابيع الأخيرة، اتجه ميلر إلى دراسة إمكانية شن هجمات على قوارب يُشتبه في نقلها للمخدرات قبالة سواحل أمريكا الوسطى.
لم تركز مداولات ميلر على فنزويلا، التي لا تُنتج الفنتانيل. لكن ثلاثة أهداف سياسية منفصلة بدأت تتداخل في تلك الليلة: إضعاف السيد مادورو، واستخدام القوة العسكرية ضد عصابات المخدرات، وتأمين وصول الشركات الأمريكية إلى احتياطيات النفط الفنزويلية الهائلة.
وذكرت نيويورك تايمز أنه بعد شهرين، وقع ترامب توجيهًا سريًا يأمر البنتاجون بتنفيذ عمليات عسكرية ضد عصابات المخدرات في أمريكا اللاتينية، ودعا تحديدًا إلى شن ضربات بحرية. ورغم أن المبرر كان المخدرات بشكل عام، إلا أن العملية تركز قوة نارية بحرية هائلة قبالة سواحل فنزويلا.
حملة ضغط عسكرى تهدف إلى الإطاحة بمادورو
وكانت النتيجة حملة ضغط متزايدة الطابع العسكري تهدف إلى إزاحة مادورو من السلطة.
شهدت هذه الفترة غارات أمريكية أسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 105 أشخاص كانوا على متن قوارب في البحر الكاريبي وشرق المحيط الهادئ، وحصارًا شبه كامل لناقلات النفط الداخلة إلى الموانئ الفنزويلية والخارجة منها، وتهديدات من الرئيس ترامب بشن غارات برية في فنزويلا.
وتعكس هذه الفترة تداخلًا في مساعي كل من روبيو وميلر، اللذين عملا معًا على سياسات مناهضة للرئيس مادورو. وقد انطلق كل منهما من منطلق تحقيق أهداف قديمة: فبالنسبة لروبيو، نجل المهاجرين الكوبيين والذي يشغل أيضًا منصب مستشار الأمن القومي للرئيس ترامب، كانت هذه فرصة لإسقاط أو شل حكومتي فنزويلا وحليفتها كوبا. وبالنسبة لميلر، أحد مهندسي سياسات ترامب المناهضة للهجرة، فكانت هذه فرصة لتعزيز هدفه المتمثل في عمليات الترحيل الجماعي وضرب الجماعات الإجرامية.