قلعة قصر اللبخة بالوادى الجديد.. أبراج لمحبى الخلوة وصفاء الروح وتهذيب النفس.. مبنية من الطوب اللبن.. عمرها 1600 عام وما زالت تتحدى الزمن.. أنشأها الرومان لحماية وحراسة الطرق التجارية.. والمشهد مهيب.. صور

الأحد، 28 ديسمبر 2025 02:00 م
قلعة قصر اللبخة بالوادى الجديد.. أبراج لمحبى الخلوة وصفاء الروح وتهذيب النفس.. مبنية من الطوب اللبن.. عمرها 1600 عام وما زالت تتحدى الزمن.. أنشأها الرومان لحماية وحراسة الطرق التجارية.. والمشهد مهيب.. صور جدران قلعة عين اللبخة الأثرية

الوادى الجديد- ماهر أبو نور

فى نقطة مرتفعة عن سطح الأرض فى عمق الصحراء الغربية على بعد حوالى 43 كيلو متر من مدينة الخارجة بمحافظة الوادى الجديد، حيث تقع قلعة قصر اللبخة بمشهد مهيب بجدرانه المبنية من الطوب اللبن بارتفاع يصل إلى 12 مترا، تربطها 4 أبراج مستديرة ضخمة موزعة على أركانه فى عمق الجبال، وكانت قديما مركزا لالتقاء خطوط سير القوافل التجارية الوافدة من درب الأربعين ومرورا بالواحات، حيث شيدت قلعة اللبخة في موقع استراتيجي عند واد بقاعدة الجرف الشمالي وكانت تتمركز بها حامية لحراسة تقاطع طريقين قديمين هامين للقوافل من الشمال والغرب، ويتيح المدخل على الجانب الشرقي الوصول إلى الداخل، وهو اليوم عبارة عن أنقاض من الجدران المنهارة وبقايا من الحجرات المقببة المغمورة بالرمال.

- قلعة اللبخة كانت تتوسط مجتمع عمرانى هام


وكانت العديد من المباني تحيط بالقلعة سابقاً وإلى الجنوب توجد بقايا طينية لبئر كبير ونبع قديم لا يزال محاطاً بأشجار النخيل والسنط والطرفاء، وقد عملا على توفير المياه للقلعة والمستوطنة. من المحتمل أن يشير حجم البئر إلى أن مجتمعاً كبيراً كان يعيش بالموقع، والذي كان يخدمه سلسلة من القنوات التي تم حفرها لنقل المياه إلى الحقول المزروعة، ولم تخضع القلعة نفسها للتنقيب أبداً، لكن المنطقة الواقعة أسفل الجدران الغربية والجنوبية كانت مؤخراً موضوع دراسة أجراها المجلس الأعلى للآثار بالتعاون مع فريق ألفا نيكروبوليس الفرنسي، الذين اكتشفوا العديد من التماثيل الصغيرة بالإضافة إلى كميات كبيرة من الفخار الروماني. كان قصر اللبخة أيضاً جزء من مسح شمال واحة الخارجة الذي أجراه فريق فرنسي من علماء الآثار.

- اللبخة كانت نقطة التقاء لمراقبة وتأمين القوافل التجارية


واستغل قدماء اليونان والرومان موقع القلعة فى إنشاء مركز تجاري يضج بالحياة والعمران، ولم يتبق منها سوى 5 مواقع أثرية، وهى قلعة بيريس والمعبدين الشمالى والجنوبى والحصن الذي يقع فوق شبكة من مناور الري التى كانت معروفة فى العصر الفارسى، وأصبحت طريقة الري الرئيسية فى فترة العصر اليونانى فتوسع الرومان فى إنشاء المناور واستخدامها فى الرى وتوفير المياه، داخل تلك الصخور الرملية التى لها قدرة على الاحتفاظ بالمياه ولا تسمح بنفاذها أو تسربها، وتضم قلعة قصر اللبخة عدد من المناور القديمة التى يصل عددها إلى حوالى 16 ممر، وتنتهى بعدد من الفتحات الخارجية التى يتم استخراج الماء منها، وكان اجمالى عدد الفتحات 75 فتحة حتى نهاية السفح الجبلى فى المنطقة، ولكن عوامل التعرية وزحف الرمال أدى لردم أغلبها، ورغم ذلك ما زالت منطقة اللبخة بيئة طبيعية معزولة ولها خصوصية كبيرة يحسها كل من يزور المكان

- مناور الري أسلوب قديم لحفظ المياه من الجفاف


وتعتبر كامة المناور مشتقة من النور وهى عبارة سراديب وأنفاق أسفل الأرض يتم نحتها فى الحجر أو الصخر الرملى أو الطفلى الصلب، على أعماق مناسبة تلك السراديب تحوى بداخلها على خطوط وقنوات المياه التى تصل إلى مسافات كبيرة وطويلة لتروى الأحواض الزراعية بكميات مناسبة من المياه بدلا من هدرها والحفاظ عليها، حيث تخرج المياه من خلال العيون الارتوازية فى سفوح الجبال أو أعلى التباب أو الهضاب من خلال ضغط التربة، فتجد المياه لنفسها أضعف مكان مابين الصخور لتنفذ وتخرج منه، ولكن فى هذه الحالة ستتدفق المياه بكل قوتها وطاقتها من الأعلى وتفور بقوة فلا يستطاع التحكم فيها وتهدر بشكل كبير حول نقطة خروج المياه فقط فضلا عن نسبة التبخير العالية جدا فى اوقات ارتفاع درجات الحرارة فلا يستفاد من المياه بكمياتها بشكل مناسب.

- هندسة المناور انفرد بها الفرس واليونان ودورها الرومان


ولكن مع فكرة المناور العبقرية استطاع القدماء الحفاظ على المياه من خلال حفر خنادق أو سراديب لكى تسير فيها المياه من خلال قنوات سلفية اسفل الأرض لتخرج عند سطح الأرض المستوى لتروى تلك الأراضى والمساحات الواسعة بكميات كبيرة محافظ عليها من المياة، مع إمكانية التحكم فيها من خلال الإغلاق والفتح للمنور، من خلال فتحات الإضاءة التى تدخل النور والإضاءة ويمكن من خلالها النزول بطريقة التشبيح لمتابعة جريان وسير المياه وتدفقها من عدمه وفى حالة التوقف يمكن من خلال هذه الفتحات للمناور نظافة السدد والعطل وكذلك القفل والفتح لسريان المياه وتتبعها من فتحه أو منور إلى فتحة ومنور آخر.

واستمدت فكرة المناور فى الأصل من الفرس فى العصر المتأخر وتطورت جدا فى العصر الرومانى حيث كانوا ماهرين جدا فى هذا الأمر وقامو بزراعة الواحات كلها من خلال هذا النظام الفريد فى الرى ومن أشهر الأماكن التى يوجد بها خطوط للمناور هى منطقة أم الدبادب ومنطقة اللبخة ومنطقة البليدة ومنطقة الجب ومنطقة عين مناور بالقرب من معبد دوش بباريس والتى يوجد بها معبد للمعبود آمون رع وغيرها، وتتباين أعداد خطوط المناور من منطقة إلى آخرى حيث يصل عدد الخطوط مابين 6 إلى 8 وأحيانا يصل إلى 12 خط فى بعض المناطق، وهذا النظام الفريد فى الرى هو مايميز مناطق الواحات والصحراء قديما فقد كان هذا هو أسلوب ونظام الرى المتبع وأستمر حتى فترات زمنية قريبة ويتبين من شكل المناور والسراديب والإنفاق التى تمر بها المياه اسفل الأرض كذلك شكل الفتحات التى تدخل النور والتى جاء منها اسم المناور لمتابعة المياه وإمكانية الرؤية والنزول ومتابعة أعمال النظافة والتطهير للعين والمجرى.

هدوء تام وعزلة فى قلعة اللبخة بالوادى الجديد
هدوء تام وعزلة فى قلعة اللبخة بالوادى الجديد

 

منور قديم لنقل المياه فى عين اللبخة
منور قديم لنقل المياه فى عين اللبخة

 

لافتة إرشادية لمعالم عين اللبخة
لافتة إرشادية لمعالم عين اللبخة

 

قلعة عين اللبخة من الطوب اللبن
قلعة عين اللبخة من الطوب اللبن

 

قلعة حصن عين اللبخة بالوادى الجديد
قلعة حصن عين اللبخة بالوادى الجديد

 

عين اللبخة افضل مكان للسياحة التأملية
عين اللبخة افضل مكان للسياحة التأملية

 

صور تذكارية لاهم زوار المخيم
صور تذكارية لاهم زوار المخيم

 

رفع كفاءة مخيم عين اللبخة
رفع كفاءة مخيم عين اللبخة

 

حمام المياه العلاجية فى قلعة عين اللبخة
حمام المياه العلاجية فى قلعة عين اللبخة

 

جدران قلعة عين اللبخة الأثرية
جدران قلعة عين اللبخة الأثرية

 

جانب من مخيم عين اللبخة
جانب من مخيم عين اللبخة

 

افضل مكان للاسترخاءفى اللبخة بالوادى الجديد
افضل مكان للاسترخاءفى اللبخة بالوادى الجديد

 

احد مناور عين اللبخة
احد مناور عين اللبخة

 




أخبار اليوم السابع على Gogole News تابعوا آخر أخبار اليوم السابع عبر Google News
قناة اليوم السابع على الواتساب اشترك في قناة اليوم السابع على واتساب



الرجوع الى أعلى الصفحة