في عالم مزدحم بالأصوات والاتجاهات المتغيرة، لم يعد الأبناء يتأثرون فقط بما يسمعونه داخل البيت أو المدرسة، بل بكل ما يمر أمامهم يوميًا عبر مواقع التواصل الاجتماعي، من تريند عابر، أو تعليق متداول، أو صديق متأثر بدوره بما يشاهده. هذه المؤثرات السريعة قد تتحول، دون وعي، إلى أفكار راسخة وسلوكيات، خاصة لدى الأطفال والمراهقين الذين يتمتعون بحساسية عالية تجاه محيطهم. وهو ما ظهر بوضوح في أحداث مسلسل ميد تيرم، حيث بدا تأثير المحيط والموضة السلوكية أقوى من التفكير الفردي أحيانًا.
المشكلة هنا لا تكمن في التأثر ذاته، بل في الانسياق غير الواعي خلف كل ما هو رائج، وغياب القدرة على التمييز بين ما يستحق المتابعة وما يجب تجاهله. ومن هذا المنطلق، يستعرض "اليوم السابع" دور الأهل في مساعدة الأبناء على التعامل الواعي مع التريندات، وتحويل التأثر من عبء نفسي إلى قوة إدراك، وفقًا لما نشره موقع Parents.
وجه البوصلة بدلًا من محاربة التريند
من الصعب، بل من المستحيل، عزل الأبناء عن التريندات أو التحكم في كل ما يشاهدونه ويتفاعلون معه يوميًا، لكن ما يمكن فعله هو توجيه بوصلة التفكير لديهم بدلًا من الدخول في صدام مباشر. عندما تشجع طفلك على متابعة نماذج إيجابية، أو قضاء وقت مع أشخاص يتمتعون بسلوك متزن وطموح واضح، فأنت لا تمنعه من الانجراف، بل تمنحه بديلًا أكثر وعيًا. قد يتم ذلك من خلال نشاط مشترك، أو تجربة جديدة، أو حتى فتح نقاش حول الفرق بين "الرائج" و"المفيد".
علمه أن يسأل قبل أن ينساق
كثير من الأبناء ينجرفون وراء التريند بدافع الفضول أو الرغبة في الانتماء، دون أن يتوقفوا لطرح سؤال بسيط: هل هذا يضيف إلي شيئًا أم يستهلكني فقط؟ هنا يأتي دور الحوار الهادئ، لا التحقيق أو الوعظ. ساعد ابنك على التفكير في شعوره بعد متابعة تريند معين أو تقليده: هل يشعر بالثقة؟ بالمتعة؟ أم بالتوتر والضغط؟ هذا النوع من الأسئلة يبني لديه وعيًا داخليًا يجعله أكثر قدرة على الاختيار، دون حاجة دائمة لتدخل مباشر.
كن النموذج في التعامل مع التريندات
الأبناء لا يتعلمون مما نطلبه منهم بقدر ما يتعلمون مما يرونه أمامهم. عندما يلاحظ طفلك أنك لا تنساق خلف كل ما هو رائج، وأنك تختار ما تتابعه بوعي، وتضع حدودًا لما يؤثر فيك، فإنه يكتسب هذا السلوك تلقائيًا. طريقة حديثك عن التريندات، وعدم المبالغة في تضخيمها، أو السخرية منها دون وعي، كلها رسائل غير مباشرة لكنها شديدة التأثير، خاصة لدى الأبناء سريعي التأثر.
ناقش مخاوفك دون تخويف أو اتهام
إذا شعرت أن تريندًا معينًا يؤثر سلبًا على ابنك، لا تتجاهل الأمر ولا تواجهه باتهام أو تخويف. المشاركة الصادقة للمخاوف، في إطار من الدعم والاحترام، أكثر فاعلية من المنع أو الانفجار المفاجئ. عبر عن قلقك بلغة هادئة، وركز على إحساسك لا على إدانته، ودعه يشعر أنك في صفه لا ضده. حتى إن قوبل حديثك ببعض الرفض، سيظل صوتك حاضرًا في وعيه، وقد يعود إليه في اللحظة التي يحتاج فيها إلى التوازن وسط ضجيج التريندات.

الفنانة ياسمين العبد
مسلسل ميد تيرم