الشعور بالقلق من العادات السلبية التي قد تسيطر على يومك نتيجة للضغوطات اليومية التي تتعرض لها سواء في العمل أو بالمنزل وغيرها من ضغوطات الحياة .
الشعور بضيق مفاجئ في الصدر، أو ضيق في التنفس، أو تسارع في ضربات القلب قد يكون مرعباً ويخشى الكثيرون فوراً الأسوأ، وهو الإصابة بنوبة قلبية ولكن في كثير من الحالات التي قد تسبب نوبات القلق أو الهلع أعراضاً تكاد تكون مطابقة لأعراض مشاكل القلب وهذا التشابه غالباً ما يؤدي إلى الارتباك والخوف وفقا لتقرير نشره الموقع الإلكتروني"أونلي ماي هيلث".
توضح الدكتورة ديفيا مارينا فرنانديز، استشارية قصور القلب وأخصائية أمراض القلب التداخلية في مستشفى أستر آر في في الهند، أنه عندما ينتابك الشعور بالقلق يتفاعل الجسم معه كما لو كان يواجه خطرًا وهذا قد يؤدي إلى مجموعة واسعة من الأعراض الجسدية، بما في ذلك:
-ألم أو ضيق مفاجئ في الصدر.
-سرعة أو عدم انتظام ضربات القلب.
- الشعور بالدوار والتعرق والرعشة والغثيان.
-الشعور بتخدير أو تنميل في الذراعين أو الفك أو الرقبة.
وتضيف الدكتورة فرنانديز تمييزاً مهماً، قائلة:"عادةً ما تبلغ الأعراض المرتبطة بالخوف ذروتها في غضون دقائق، وقد تحدث أثناء الراحة أو أثناء التوتر العاطفي وغالباً ما يرتبط ألم القلب بالجهد البدني وقد يتفاقم مع مرور الوقت.
تقول استشارية قصور القلب، أن الشعور بالقلق قد يؤدي إلى الإصابة بنوبة قلبية، إنه يمكن أن تشبة أعراض القلق مشكلة في القلب وقد تشبة نوبات القلق أو الخوف الشديد مشاكل القلب، لأن كليهما يحدث استجابة الجسم للضغط النفسي.
متى يجب عليك الذهاب إلى قسم الطوارئ؟
تشير طبيبة القلب إلى أن إذا كنت غير متأكد إذا كانت الأعراض ناتجة عن قلق أو مشكلة في القلب، فيجب المتابعة وعند ظهور عرض من هذه الأعراض يجب التوجه للطبيب أو الطوارئ لتلقي العلاج على الفور وهى الآتي:
1.استمرار ألم الصدر لأكثر من بضع دقائق.
2.انتشار الألم إلى الذراع أو الفك أو الظهر.
3.وجود ضيق في التنفس أو إغماء.
4. ضرورة عدم تجاهل هذه الأعراض لدى بعض الأشخاص.
تؤكد د. ديفيا على أنه يجب عدم تجاهل الأعراض التي تظهر عند الأشخاص فوق سن الأربعين، أو المصابين بمرض السكر ، أو ارتفاع ضغط الدم، أو المدخنين، أو الذين يعانون من أمراض قلبية معروفة، فمن الأفضل دائمًا التعامل مع الأعراض على أنها أعراض قلبية حتى يثبت العكس.
كيف يؤثر القلق على القلب ؟
تذكر الدكتورة فرنانديز، أن القلق يسبب ارتفاع بهرمونات التوتر مثل الأدرينالين والكورتيزول و تزيد هذه الهرمونات من معدل ضربات القلب، وترفع ضغط الدم، وشد عضلات الصدر، وسرعة التنفس لتجهيز الجسم للخطر وحتى عندما يحدث القلق دون وجود خطر جسدي حقيقي فإن الجسم يتفاعل بقوة .
تتابع د.فرنانديز أنه قد يسبب انخفاض ثاني أكسيد الكربون الناتج عن التنفس السريع الدوخة وعدم الراحة في الصدر، وتوتر العضلات ألم الصدر، مما يؤدي إلى أعراض تشبه إلى حد كبير أعراض مشاكل القلب، موضحة أن بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من أمراض قلبية، يمكن أن يؤثر القلق بشكل كبير على صحتهم ويمكن للقلق غير المعالج أن يبطئ التعافي ويزيد من سوء حالة المرضى الذين يعانون من مشاكل قلبية.
وجدت دراسة واسعة النطاق نشرت في مجلة الكلية الأمريكية لأمراض القلب أن اضطرابات القلق مرتبطة بزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب التاجية والأحداث القلبية.
وتبرز الدراسة أن التوتر والقلق المزمنين قد يساهمان في إجهاد القلب والأوعية الدموية على المدى الطويل، مما يؤكد الحاجة إلى دعم الصحة النفسية المبكرة إلى جانب رعاية القلب.
من ناحية أخرى، تشير إلى أن معالجة القلق تحسن جودة الحياة، وتعزز نتائج إعادة التأهيل، وتقلل من خطر تكرار النوبات القلبية، وأصبحت الرعاية الصحية النفسية جزءًا أساسيًا من التعافي القلبي .
تنصح د. ديفيا بعلاجات تساعد في التخفيف من القلق والحفاظ على صحة القلب:
-يساعد العلاج السلوكي المعرفي على تنظيم استجابات الجسم للتوتر ويقلل من ارتفاع مستويات الهرمونات الضارة.
-تساهم الأدوية، عند وصفها بشكل صحيح، في استقرار الحالة المزاجية دون زيادة خطر الإصابة بأمراض القلب.
-كما تلعب تغييرات نمط الحياة دورًا هامًا فيساعد الانتظام في ممارسة الرياضة، واليوجا، والتأمل، والنوم الكافي، وتمارين التنفس على خفض هرمونات التوتر، وتحسين تقلب معدل ضربات القلب وخفض ضغط الدم.
-تجنب التدخين، والإفراط في تناول الكافيين، والكحول في السيطرة على القلق والحفاظ على صحة القلب والأوعية الدموية .
ما يجب فعله أثناء نوبة قلق
تذكر طبيبة القلب إن الخطوة الأولى للتغلب على نوبات القلق دائمًا هي التقييم الطبي
1.الخطوة الأولى هي العلاج الطبي لاستبعاد مشاكل القلب.
2.بمجرد استبعاد أسباب القلب، يتركز الاهتمام على تهدئة الجهاز العصبي.
3.يساعد التنفس البطيء والمنظم، والطمأنة، وتقنيات الاسترخاء على تخفيف الأعراض بسرعة.
وتضيف أنه بالنسبة للرعاية طويلة الأمد، قد يشمل العلاج العلاج النفسي، والأدوية عند الحاجة، والتدريب على إدارة التوتر، والمتابعة الدورية ، كما أن الاهتمام بالصحة النفسية والجسدية معًا يحقق أفضل النتائج ويمنع تكرار الحالة.