لم يكن عام 2025 مجرد عام انتخابي عابر، بل محطة فارقة أعادت رسم خريطة القيادة السياسية حول العالم. عام تبدلت فيه الوجوه، وتقدمت فيه شخصيات جديدة إلى واجهة الحكم، بينما عاد آخرون في لحظات حملت الكثير من الدلالات. من العواصم العربية إلى القوى الغربية الكبرى، ومن المؤسسات الدينية إلى الديمقراطيات الآسيوية، جاءت نتائج الانتخابات معبرة عن تحولات عميقة في مزاج الشارع، لم تكن صناديق الاقتراع هذه المرة مجرد آلية تداول سلطة، بل مرآة لعالم يراجع خياراته ويعيد تعريف أولوياته.
الرئيس اللبناني جوزيف عون
افتتح عام 2025 بانتخاب البرلمان اللبناني الجنرال جوزيف عون رئيساً للبلاد في 9 يناير ، منهياً فراغاً رئاسياً استمر أكثر من عامين. فاز عون بـ 99 صوتاً من أصل 128 في الجولة الثانية من التصويت، بعد 12 محاولة فاشلة سابقة لانتخاب رئيس منذ انتهاء ولاية ميشال عون في أكتوبر 2022. ويواجه تحديات هائلة تشمل إعادة إعمار البلاد المدمرة من الحرب، واستعادة سلطة الدولة على كامل الأراضي اللبنانية، ونزع سلاح حزب الله، وتنفيذ إصلاحات اقتصادية وسياسية جذرية لاستعادة ثقة المجتمع الدولي والحصول على مليارات الدولارات اللازمة لإعادة الإعمار.

الرئيس الأمريكي دونالد ترامب
نصب دونالد ترامب رئيساً للولايات المتحدة للمرة الثانية، بعد فوزه في انتخابات نوفمبر 2024 على حساب نائبة الرئيس كامالا هاريس. وحصل ترامب على 312 صوتاً انتخابياً مقابل 226 لهاريس، ليصبح ثاني رئيس أمريكي يعود إلى البيت الأبيض بعد فترة انقطاع، بعد خسارته الأولى من جو بايدن ليكون الفوز بمثابة ريمونتادا والأول الذي يتولى الرئاسة بعد إدانته جنائياً.

رئيس وزراء كندا مارك كارني
حقق مارك كارني واحداً من أكبر المفاجآت السياسية في عام 2025 عندما قاد الحزب الليبرالي الكندي إلى فوز انتخابي ساحق في 28 أبريل، متحدياً كل التوقعات التي كانت تشير إلى فوز شبه مؤكد للحزب المحافظ بزعامة بيير بوالييف. فاز الليبراليون بـ169 مقعداً من أصل 343 بنسبة 44% من الأصوات، مشكلين حكومة أقلية قوية. كان التحول الدراماتيكي في الرأي العام مدفوعاً بشكل كبير برد الفعل الوطني الكندي على تهديدات ترامب بضم كندا والرسوم الجمركية المفروضة على الصادرات الكندية. استطاع كارني، بخبرته المالية الدولية وصورته كقائد كفُؤ وغير حزبي، أن يقنع الناخبين بأنه الشخص الأنسب للتفاوض مع واشنطن.

رئيس وزراء أستراليا أنتوني ألبانيزي
في 3 مايو 2025، حقق حزب العمال الأسترالي بزعامة أنتوني ألبانيزي فوزاً تاريخياً لم يشهده البلد منذ عقود. فاز الحزب بـ94 مقعداً من أصل 150، وهو أكبر عدد مقاعد يحصل عليه حزب واحد في تاريخ أستراليا، بنسبة تفضيل ثنائي بلغت 55.22% - الأعلى منذ عام 1975. أصبح ألبانيزي أول رئيس وزراء أسترالي يفوز بفترة ثانية متتالية منذ 20 عاماً، في وقت كان يُتوقع فيه أن تكون الانتخابات متقاربة. كان الفوز الساحق نتيجة مباشرة لرفض الناخبين الأستراليين لسياسات اليمين المتطرف والمخاوف من تأثيرات اقتصاد ترامب وحروبه التجارية.
رئيس الجابون بريس أوليغوي نغويما
في 3 مايو 2025، تولى الجنرال بريس أوليغوي نغويما رئاسة الجابون رسمياً، يمثل صعوده نهاية حقبة طويلة من الحكم العائلي في الغابون، يواجه نغويما تحديات كبيرة تتعلق بإعادة بناء المؤسسات الديمقراطية، ومكافحة الفساد، وإدارة الثروة النفطية للبلاد بشكل أكثر عدالة.
مستشار ألمانيا فريدريش ميرتس
في 6 مايو 2025، انتُخب فريدريش ميرتس مستشاراً لألمانيا في جولة تصويت ثانية تاريخية - المرة الأولى في تاريخ ألمانيا الاتحادية التي يحتاج فيها مرشح لجولتين للفوز بالمنصب.

البابا ليو الرابع عشر بابا الفاتيكان
في 8 مايو 2025، انتُخب الكاردينال الأمريكي روبرت سارة بابا الفاتيكان، متخذاً اسم ليو الرابع عشر، ليصبح أول بابا أمريكي في تاريخ الكنيسة الكاثوليكية. يُعرف البابا الجديد بمواقفه المحافظة نسبياً في القضايا اللاهوتية، لكنه أيضاً معروف بالتزامه القوي بالعدالة الاجتماعية والاهتمام بالفقراء. يمثل انتخاب بابا أمريكي تحولاً رمزياً مهماً للكنيسة، ويعكس التركيبة المتغيرة للكاثوليكية العالمية حيث تتراجع الأعداد في أوروبا وتنمو في الأمريكتين وإفريقيا.
رئيس رومانيا نيكوشور دان
في 26 مايو 2025، تولى نيكوشور دان رئاسة رومانيا بعد انتخابات رئاسية مثيرة للجدل شهدت إلغاء نتائج الجولة الأولى من قبل المحكمة الدستورية.
رئيس كوريا الجنوبية لي جاي ميونغ
في 3 يونيو 2025، انتُخب لي جاي ميونغ رئيساً لكوريا الجنوبية في انتخابات مبكرة شهدت إقبالاً تاريخياً بلغ 79.4% - الأعلى منذ عام 1997. فاز مرشح الحزب الديمقراطي المعارض بنسبة 49.4% من الأصوات، في أعقاب أزمة سياسية عميقة تمثلت في عزل الرئيس السابق يون سوك يول بعد محاولته الفاشلة لفرض الأحكام العرفية في ديسمبر 2024. لي، البالغ من العمر 61 عاماً، يحمل قصة شخصية ملهمة حيث عمل في طفولته كعامل وصعد من الفقر الشديد ليصبح محامياً في مجال حقوق الإنسان ثم محافظاً لمقاطعة غيونغي، الأكثر كثافة سكانية في البلاد.