وثيقة نادرة تكشف توجيه رئاسى وراء حفلات كوكب الشرق الخارجية

الأربعاء، 24 ديسمبر 2025 05:00 م
وثيقة نادرة تكشف توجيه رئاسى وراء حفلات كوكب الشرق الخارجية الوثيقة

محمد عبد الرحمن

في ظل الاهتمام الدائم بمسيرة سيدة الغناء العربي، وبالرغم من كتابة الكثير من الإصدارات عنها، وتقديم سيرتها في الكثير من المعالجات الفنية عبر وسائط فنية مختلفة إلا أن تاريخها مازال يحمل أسرارا، وكما لا يزال صوتها خالدا في الذاكرة يسمعه الناس في العالم، لا يزال بريقها باقيا يجذب الكتاب والباحثين لمعرفة المزيد عن تاريخ هرم الفن العربي.

الوثيقة النادرة
الوثيقة النادرة

ومؤخرًا نشر الكاتب الصحفي الكبير سمير غريب رسالة نادرة بخط يد أم كلثوم، موجهة إلى الأميرة دينا بنت عبد الحميد (الزوجة الأولى للعاهل الأردني الراحل الملك حسين)، وهى واحدة من المسودات الخاصة بكوكب الشرق المتاحة بخط يدها، ولعل أهميتها تتمثل في كونها وثيقة تاريخية تكشف عن كواليس فنية وسياسية هامة.

 

وجاء في الخطاب المنشور بخط يد أم كلثوم..

"الحبيبة الغالية والصديقة العزيزة سمو الأميرة دينا، وحشتيني جداً جداً، إيه الحكاية إنتي ليه مش بتتكلمي في التليفون لعل المانع خير، على فكرة أنا عارفة إن فيه بعض المشاكل ولكن أنا عارفة إنك قدها وأكتر بكثير.. الحبيبة الغالية على فكرة كتير من أهل الصحافة بيحاولوا معايا علشان يأخدوا أي معلومة خاصة عنك ومصطفى أمين عايز يعمل مع سموك حديث صحفي وأنا رديت بشدة إن حياة سمو الأميرة ليست للنشر أو الصحافة ولكن مصطفى أمين مصمم على زيارة سموك ويقول للأميرة يعني سموك ملكاً للعرب كلهم ويريد الحضور معي فأرجو أن تخبريني برأيك، وعلى فكرة أنا ماليش دعوة بالموضوع وأنتِ اللي الناس بتحبك ومتعاطفة معاك جداً لدرجة أن أحد أصدقائي المقربين قال لي المفروض إنك يا ست ما تغنيش في الأردن خالص ورديت عليه إن الموضوع ده خارج عن إرادتي ولو كان فعلاً أنا صاحبة القرار فيه أنا مش حأغني يا سيدي في الأردن بس روح إنت للرئاسة وقولهم كده... حبيبتي الغالية كما أعتدنا دائماً أنا أرسل لكِ أسماء الأغنيات التي سوف أغنيها في الحفلة القادمة، الأولى قصيدة لأبي فراس الحمداني واسمها (أراك عصي الدمع) والثانية اسمها (سيرة الحب) ودي أول مرة أغني فيها غنوتين جداد في حفلة واحدة وطبعاً نلتقي بعد الحفلة.. أم كلثوم".

ويكشف هذا الخطاب النادر عدة نقاط جوهرية رسمت ملامح تلك الحقبة، من بينها الدور السياسي وراء حفلات "الست" في الخارج، حيث كشفت أم كلثوم صراحةً في الخطاب أن قرار غنائها في بعض الدول (مثل الأردن) لم يكن قراراً شخصياً محضاً، بل كان يخضع لتوجيهات "الرئاسة" المصرية آنذاك، مما يؤكد دورها كقوة ناعمة في الدبلوماسية العربية.

لكن على جانب آخر لعل المقصود هنا في توجيه كوكب الشرق لعمل جولة غنائية ليست تلك التي قدمتها "الست" بعد نكسة 1967 والتي قامت فيها هرم الغناء العربي بجمع ملايين الجنيهات لصالح المجهود الحربي، حيث حدد الكاتب سمير غريب تاريخ الرسالة تقريباً بنوفمبر 1964؛ وذلك لأن أم كلثوم ذكرت أنها ستغني "أراك عصي الدمع" (لحن السنباطي) و"سيرة الحب" (لحن بليغ حمدي) لأول مرة في حفلة واحدة، وهو ما حدث بالفعل في ديسمبر 1964.

كذلك يظهر هذا الخطاب "الست" في موقف المدافع عن خصوصية صديقتها الأميرة دينا أمام إلحاح الصحافة، وتحديداً محاولات مصطفى أمين (مؤسس أخبار اليوم) لإجراء حوار صحفي معها بعد طلاقها من الملك حسين.

كذلك تكشف لغة الخطاب عن مدى الحميمية في علاقة أسطورة الغناء العربي والأميرة دينا إذ أن استخدام مفردات لغوية مثل ("وحشتيني"، "إنتي قدها") يجسد القرب وعمق الصداقة القوية التي جمعت بين قمة الهرم الغنائي في مصر وبين الأميرة دينا.




أخبار اليوم السابع على Gogole News تابعوا آخر أخبار اليوم السابع عبر Google News
قناة اليوم السابع على الواتساب اشترك في قناة اليوم السابع على واتساب



الرجوع الى أعلى الصفحة