أسامة طلعت يكشف آليات ترميم مخطوطات ووثائق وزارة الخارجية

دار الكتب الوثائق القومية التابعة لوزارة الثقافة المصري تعد أحد أهم المؤسسات الحكومية في مصر، حيث تعتبر بيت الخبرة المصري في ترميم الوثائق والمخطوطات والكتب، وسلم مؤخرا الدكتور أحمد فؤاد هنو وزير الثقافة، مجموعة من الوثائق والخرائط التي تخص وزارة الخارجية إلى الدكتور بدر عبد العاطي وزير الخارجية بمقر دار الكتب والوثائق القومية بعد أن قامت الأخيرة بترميم وإصلاح تلك المستندات الهامة التي تعبر عن التاريخ المصري، وفي ضوء ذلك تواصلنا مع الدكتور أسامة طلعت رئيس الهيئة العامة لدر الكتب والوثائق القومية.

أسامة طلعت: وزارة الخارجية تمتلك وثائق واتفاقيات تعد جزءا رئيسيا من تاريخ مصر

قال الدكتور أسامة طلعت إن التعاون بين وزارة الخارجية ودار الكتب والوثائق القومية التابعة لوزارة الثقافة، يرجع لأن وزارة الخارجية التي كانت تحمل اسم "نزارة الخارجية" من قبل، تمتلك مجموعة كبيرة من المكاتبات والوثائق والاتفاقيات الدولية والتي تعد جزءا رئيسيا من تاريخ مصر الحديث والمعاصر، فوجدت وزارة الخارجية أن تلك الوثائق الموجودة وبسبب التعامل معها بكونها أرشيف، أصبحت بعضها في حالة ليست بالجيدة، فتم التواصل مع إدارة دار الكتب وتم عقد أكثر من جلسة ووضع خطة برتوكول للتعاون بين الطرفين.

وأكد رئيس دار الكتب والوثائق القومي أن دار الكتب تعد بيت الخبرة المصري في مجال حفظ وترميم ورقمنة الوثائق والكتب أيضًا، وتم تقسيم العمل لمجموعة من المراحل، فقد كانت المرحلة الأولى منذ عدة أشهر، حيث تم ترميم مجموعة من المعاهدات الدولية والوثائق الخاصة بوزارة الخارجية وتم تسلميها في مقر وزارة الخارجية بالعاصمة الإدارية الجديدة.

المرحلة الأولى ضمت 43 اتفاقية هامة

أشار الدكتور أسامة طلعت إلى أن المرحلة الأولى من الاتفاقية ضمت 43 اتفاقية بداية من أول اتفاقية وقعتها مصر في عام 1873 وهي اتفاقية بريد بين مصر وإنجلترا مرورًا باتفاقيات نزارة الخارجية في العهد الخديوي ثم بعض الاتفاقيات في العهد الملكي، وتم تسلميها من قبل.

وتابع الدكتور أسامة طلعت أن المرحلة الثانية التي تم تسليمها أمس، والتي قام الدكتور أحمد فؤاد هنو وزير الثقافة بتسليمها إلى الدكتور بدر عبد العاطي وزير الخارجية، بمقر دار الكتب والوثائق القومية بعد الانتهاء من ترميمها ورفع كفاءتها، تضم 22 وثيقة و13 خريطة ومجموعة من المعاهدات، وتتضمن عدد من الخرائط المصرية والأجنبية التي بحوزة وزارة الخارجية وهي وثائق متعددة ومتنوعة.

اتفاقية سبيثبرج ومشاركة الوفد المصري في مفاوضات الجلاء أبرز وثائق المرحلة الثانية

وأضاف الدكتور أسامة طلعت أن تلك الوثائق تضم على سبيل المثال وثيقة انضمام مصر لاتفاقية "سبيثبرج" التي وقعت عام 1920 وانضمت مصر لهذه الاتفاقية التي تم ترميمها 1925 وخاصة بسيادة النرويج على بعض الجذر بالقرب من القطب الشمالي وهذا يثبت أن مصر منذ عشرينيات القرن الماضي متشعبة ومتداخلة في الأحداث والاتفاقيات الدولية التي تحدث في العالم أجمع كما تم ترميم أيضًا وثيقة خاصة بمشاركة الوفد المصري في مفاوضات الجلاء مع الجانب الإنجليزي فيما عرف باسم مفاوضات صدقي بيفن، وكان الوفد المصري يقسم الولاء كما جاء في الوثيقة بعد ذلك أسماء الوفد وتبعها قسم هذا الوفد الذي تلاه أمام الملك فاروق قبل السفر ومن الأسماء الموجودة في هذه الوثيقة أحمد ماهر باشا، وأحمد لطفي السيد باشا وشريف صبري باشا، وغيرها من الأسماء اللامعة في سماء السياسة المصرية في العهد الملكي قبل ثورة 1952.

وتابع رئيس دار الكتب أنه تم ترميم أيضًا وثيقة تدشين المؤتمر الإسلامي بتوقيع الرئيس الراحل جمال عبد الناصر والملك عبد العزيز آل سعود، والرئيس الباكستاني، وهناك أيضًا تم ترميم وثيقة تفويض الملك فؤاد لمدير البوسطة المصرية للمشاركة في المؤتمر العاشر لاتحاد البريد العالمي عام 1934 وعقدت في مصر، ومجموعة أخرى من وثائق وزارة الخارجية.