حفاظا عليها لصالح الأجيال القادمة وميكنة معالمها.. بدء أعمال مشروع التوثيق الرقمى للمواقع الأثرية بالوادى الجديد بدعم اليونسكو.. البدء بقرية القصر الإسلامية بتقديم الدعم اللازم للحفاظ على الإرث الثقافى.. صور

الثلاثاء، 23 ديسمبر 2025 04:00 م
حفاظا عليها لصالح الأجيال القادمة وميكنة معالمها.. بدء أعمال مشروع التوثيق الرقمى للمواقع الأثرية بالوادى الجديد بدعم اليونسكو.. البدء بقرية القصر الإسلامية بتقديم الدعم اللازم للحفاظ على الإرث الثقافى.. صور استكمال أعمال مشروع التوثيق الرقمى للمواقع الأثرية بالوادى الجديد

الوادى الجديد - ماهر أبو نور

مع بداية تنفيذ مشروع التوثيق الرقمى للمواقع الأثرية والتاريخية بمحافظة الوادي الجديد والتى بدات بقرية القصر التاريخية، بدعم اليونسكو، حيث تفقدت الدكتورة نوريا سانز المدير الإقليمى لمكتب اليونسكو بمصر والسودان، قرية القصر الإسلامية بمركز الداخلة، وناقش مع حنان مجدى نائب محافظ فرص التعاون المستهدف بين المحافظة واليونسكو فى تقديم الدعم اللازم للمشروع، للحفاظ على الإرث الثقافي والتاريخي للمنطقة وحمايته من الإندثار أو العبث، وضمان تسجيله رقميًا للأجيال المتعاقبة، وتابعت تاريخ القرية ومعالمها الأثرية المتميزة، وجهود المحافظة فى الحفاظ على التراث والهوية الثقافية للقرية.

 

جولة ثقافية تبرز الحرف التراثية وعبقرية العمارة بقرية القصر الإسلامية

وتفقدت معرض الحرف اليدوية والبيئية الكائن بالقرية، والذي يضم مجموعة من المبدعين في مجال الحرف اليدوية والتراثية من فئات عمرية مختلفة، وورش العمل المخصصة لتعليم الأطفال النحت على جذوع النخل ، حيث أبدت "سانز" إعجابها بهذه المبادرات التي تستهدف خلق أجيال جديدة من أصحاب الحرف اليدوية ونقل الخبرات والمهارات الفنية عبر الأجيال، واجرت جولة داخل قرية القصر الإسلامية التى تعتبر إحدى اهم المواقع الإسلامية الأثرية بمحافظة الوادي الجديد منذ عدة قرون، وكانت عاصمة الواحات القديمة وبها قصر الحاكم وهى أصل التسمية عند أحد مداخل القصر الإسلامية القديمة واشتهرت باسم (بالحصن)، ويحدها من الشمال تل مرتفع ومن الشرق بئر العين الحامية، ومن الجنوب مسجد نصر الدين، ومن الغرب مقام الشيخ حمام، وفى طرفه الشمالى ضريح الشيخ أبو بكر.

وكانت قرية القصر الإسلامية هى أول قرية استقبلت القبائل الإسلامية بالصحراء الغربية عام 50 هجرية وبها بقايا مسجد من القرن الأول الهجرى وازدهرت فى العصر الأيوبي، وهى مبنية من الطوب اللبن أثناء العصرين الأيوبى والعثمانى بالدقة والنظام والارتفاع والتصميم المعمارى الفريد الذى يؤدى إلى انخفاض درجات الحرارة داخل القصر إلى 12 درجة مئوية مقارنة بمن حولها من قرى، لوجود نظام هندسى للتهوية يسمح بدخول الهواء الرطب إلى البيوت ويطرد الهواء الساخن، حيث إن الشوارع والممرات ضيقة تحدث تبريدا طبيعيا فى الصيف.

 

تنوع حضاري ومشروعات ترميم تحيي تاريخ قرية القصر الإسلامية

وتشمل قرية القصر الإسلامية تنوعاً تاريخياً من الآثار على مر العصور منها الفرعونية والرومانية واليونانية والقبطية والإسلامية، وجرى تنفيذ أكبر مشروع ترميم وإنقاذ لمبانى القرية الأثرية منذ العصر الاسلامي فى عهد العثمانيين بمنحة يابانية تحت إشراف وزارة الآثار المصرية، وتتضمن آثار القرية أقدم معصرة لزيت الزيتون بالمحافظة، وهى عمرها حوالى 6 قرون.

كما يوجد بها مدرسة العلوم الشرعية التى أنشئت فى عهد المماليك منذ حوالى 500 عام فى مدينة القصر الإسلامية، وحولها الأتراك بعد ذلك إلى محكمة وسجن، وظلت على حالها حتى تم ضمها للمعالم الأثرية الإسلامية وأصبحت مزارًا هامًا لكل رواد وزائرى المحافظة، ومنها مبنى المدرسة القديمة والمحكمة الشرعية، وهى عبارة عن مبنى شاهق الإرتفاع يتضمن طابقين وإيوانا كبيرا وعددا من الغرف المنظمة والمبنية بالطوب اللبن، وبه عدة زخارف قديمة ذات تشكيل معمارى على الطراز المملوكى والعثمانى، وبه منافذ لدخول الضوء بطريقة هندسية رائعة ينتج عنها تهوية المبنى وحجب أشعة الشمس الحارقة عن رواد المدرسة، ويرجع تاريخ إنشائها إلى حوالى عام 906 هجريا وفقا لأختام التأسيس على أعتاب البوابات فى المبنى.

وتظهر معالم العمارة الرومانية في القرية الأثرية فى بقايا أحجار القصر الرومانى التى استخدمت فى بناء واجهات المنازل القديمة، حيث يرجع تاريخ بناء القصر إلى القرن العاشر الهجرى" السادس عشر الميلادى"، وامتد العمران بها حتى العصر العثمانى، والتى تنقسم لدروب وأحياء وحارات يغلق كل حارة باب كبير وللقرية عشر بوابات تغلق على عشر حارات ليلا خوفا من غارات القبائل المعادية.

 

مدينة بلاط الإسلامية.. عبقرية العمارة البيئية وحصن الواحات التاريخي

ومن أهم المدن التاريخية بالمحافظة أيضا هى مدينة بلاط الإسلامية العتيقة نموذج للعمارة الإسلامية الفريدة عمرها يزيد عن 500 عام ومبنية بالطوب اللبن على مساحة 22 فدان وما زالت صامدة بدروبها ومنازلها فوق ربوة عالية لأسباب دفاعية لرؤية العدو قبل الاقتراب من المدينة ولحمايتها من المياه الجوفية كذلك للتهوية حيث تحتفظ برونقها وجمال تصميمات المنازل والطرق التى تم تخطيطها لتتوافق مع بيئة الواحات الصحراوية وذلك من خلال إستخدام الطوب اللبن وخشب السنط وجريد وجذوع النخيل فى البناء لخفض درجات الحرارة وتحقيق فكرة الاحتماء ومنع دخول الأعداء إلى المدينة المحصنة والمتماسكة.

وتتميز مدينة بلاط الإسلامية بنماذج العمارة التى يغلب عليها الاتزان البيئي في تخطيط البلدة وشوارعها منازلها من حيث الالتصاق والبناء المتقارب و الفناء المكشوف كعنصر رئيسي في التخطيط المعماري, واستخدام مواد بناء متوفرة مثل الطوب اللبن المخفف لدرجة الحرارة و سمك الجدران و ضيق الممرات وارتفاع المباني علي جانبيها مما يساعد علي وجود الظل علي الدروب والممرات والبيوت لتخفيف درجة الحرارة وكذلك انتشار السقائف التي تعلو أجزاء من الطرق أثرها المهم في تخفيف درجة الحرارة.

وتعكس مدينة بلاط الإسلامية روعة وبساطة التصميم الإبداعي وثقافة الاحتماء التى تعتمد على فكرة المتاهة كما أن تصميمها يبعث الراحة فى نفس كل من يشاهدها حيث تمتاز بالتناسق فى البناء المتناغم والذي يتوافق مع الاشتراطات البيئية الحديثة خلوها من الملوثات واعتمادها على مكونات البيئة رغم أن تلك الاشتراطات لم تكن معروفة آنذاك إلا أن قدماء العصر الإسلامي عرفوا ذلك وانشاوا مدينة متكاملة في قلب الصحراء تعتمد على نظم تكييف طبيعى بالتحكم فى فتحات التهوية وميول الظل والسقائف التى تعتبر رمزاً أصيلا فى تاريخ الواحات العريق مؤكداً على أن أعمال الترميم التى جرت هى إنجاز غير مسبوق سوف يدعم بقاء تلك المدينة لسنوات طويلة كشاهد على عظمة وإبداع التصميم المعمارى البيئي البسيط والمتكامل.

 

معالم بلاط الأثرية وتطويرها حفاظًا على التراث الإسلامي

ومن أهم معالم مدينة بلاط الأثرية ديوان العمدة ومسجد عين قبالة ومسجد عين علم وبيت عائلة ابراهيم والطواحين وعصارة الزيتون وتضم المدينة العديد من العمائر الدينية والمدنية مثل المساجد والكتاتيب والمنازل المكونة من طابق أو طابقين أو ثلاثة، كما ضمت العديد من العمائر الخدمية كالطواحين، والعصارات، والموانئ، والحوانيت.

وتضم مجموعة من الأعتاب الخشبية التي تعلو واجهات المنازل محفورة بالحفر البارز, وأقدم تاريخ مدون عليها 1163هـ وأحدث تاريخ1253 هـ و سميت بهذا الاسم لأنها كانت مقر للبلاط الملكي في العصر العثماني، وجرى تطويرها في إطار بروتوكول التعاون الموقع بين المحافظة وصندوق تطوير المناطق العشوائية بتكلفة اجمالية 48 مليون جنيه تحت إشراف وزارة الآثار.

احد منازل قرية بلاط الأثرية
احد منازل قرية بلاط الأثرية

 

اقدم مسجد منذ العصر العثماني بالقرية
اقدم مسجد منذ العصر العثماني بالقرية

 

شوارع قرية بلاط الأثرية
شوارع قرية بلاط الأثرية

 

عتبة منزل عليها بيانات الإنشاء وتاريخ الصنع
عتبة منزل عليها بيانات الإنشاء وتاريخ الصنع

 

كل منازل ابقرية بالطوب اللبن
كل منازل القرية بالطوب اللبن

 

لوحة تعريفية عن مسجد نصر الدين بقرية القصر
لوحة تعريفية عن مسجد نصر الدين بقرية القصر

 

مسجد عين علم اقدم مسجد بمدينة بلاط الإسلامية
مسجد عين علم اقدم مسجد بمدينة بلاط الإسلامية

 

مشهد علوى من القرية
مشهد علوى من القرية

 

مئذنة مسجد نصر الدين بقرية القصر
مئذنة مسجد نصر الدين بقرية القصر

 

واجهة احد المنازل مسجل عليها بيانات صاحبه منذ العصر العثماني
واجهة احد المنازل مسجل عليها بيانات صاحبه منذ العصر العثماني
1764407764240
 

 

1764407904507
 
 
1764407908060
 
 
1764407910708
 
 
1764407913839
 
 
1764407918097



أخبار اليوم السابع على Gogole News تابعوا آخر أخبار اليوم السابع عبر Google News
قناة اليوم السابع على الواتساب اشترك في قناة اليوم السابع على واتساب



الرجوع الى أعلى الصفحة