يُعد الكبد أحد أكثر الأعضاء عملاً في الجسم، فهو ينقّي الدم، ويخزن الطاقة، وينظم التوازن الهرموني، لكنه أحيانًا يواجه عبئًا صامتًا يسمى "الكبد الدهني". هذه الحالة التي تتزايد عالميًا، قد تبدأ دون أعراض واضحة، لكنها تُضعف وظائف الكبد تدريجيًا، وتجعل الجسم كله في دائرة الخطر إن لم تُتخذ الخطوات الغذائية المناسبة.
وفقًا لتقرير نشره موقع Tua Saúde المتخصص في التغذية العلاجية، فإن اتباع نظام غذائي محدد يُعدّ الوسيلة الأهم لعلاج الكبد الدهني ومنع مضاعفاته مثل التليف أو الالتهاب المزمن. ويستهدف هذا النظام إعادة التوازن لعملية التمثيل الغذائي، وتقليل تراكم الدهون داخل خلايا الكبد.
النظام الغذائي المثالي للكبد
يعتمد نظام “دايت الكبد الدهني” على مبدأ أساسي هو تغذية الكبد لا تقييده، أي تقديم عناصر تساعده على التجديد بدل إنهاكه بالأطعمة الثقيلة. وتشكل الخضراوات الورقية، والفواكه الحمضية، والحبوب الكاملة الركائز الثلاث لهذا النظام، لما تحتويه من ألياف ومضادات أكسدة تساعد في تفكيك الدهون وتحسين تدفق الدم داخل الكبد.
أما البروتين فيُفضَّل أن يأتي من مصادر خفيفة مثل السمك، والدجاج منزوع الجلد، والبقوليات، والبيض المسلوق. هذه الأنواع تُبقي الشعور بالشبع دون أن ترهق الكبد في عمليات الهضم أو ترفع نسبة الدهون الثلاثية.
الأطعمة التي يجب تجنّبها
هناك قائمة حمراء لا يمكن تجاهلها عند التعامل مع الكبد الدهني. تشمل الأطعمة المقلية، واللحوم المصنعة، والحلويات الغنية بالسكريات المكررة، والمشروبات الغازية. فهذه الأصناف تُضاعف تراكم الدهون وتؤدي مع الوقت إلى التهابات في نسيج الكبد.
كذلك يجب تقليل الاعتماد على الكربوهيدرات البيضاء مثل الأرز والمكرونة والخبز الأبيض، واستبدالها بالحبوب الكاملة التي تساعد على ضبط مستوى السكر في الدم وتخفيف العبء عن الكبد.
الدهون الصحية.. ليست ممنوعة
رغم أن “الدهون” تبدو عدوًا للكبد في الظاهر، فإن بعضها ضروري لتجديد خلاياه. فدهون الأوميجا 3 الموجودة في السلمون، والجوز، وبذور الكتان، تملك قدرة مثبتة على خفض الالتهاب وتحسين استجابة الجسم للأنسولين. كما يُنصح بإضافة القليل من زيت الزيتون البكر إلى الوجبات بدل الزيوت المهدرجة أو السمن الصناعي.
عادات يومية تدعم الشفاء
النظام الغذائي وحده لا يكفي دون أسلوب حياة صحي متكامل. ينصح الخبراء بتناول وجبات صغيرة منتظمة بدل الوجبات الكبيرة، وشرب ما لا يقل عن لترين من الماء يوميًا، مع الاعتماد على الأعشاب المنقية للكبد مثل الشاي الأخضر ومشروب الخرشوف أو البولدون.
كما أن النوم المنتظم وممارسة المشي أو السباحة ثلاث مرات أسبوعيًا يسهمان في تحسين عملية التمثيل الغذائي وتقليل تراكم الدهون حول الكبد.
نموذج وجبات ليوم واحد
الإفطار: شوفان بالحليب خالي الدسم مع شرائح الفراولة.
الغداء: صدر دجاج مشوي مع أرز بني وسلطة خضراء بزيت الزيتون.
العشاء: سمك مشوي مع خضار مطهوة على البخار.
الوجبات الخفيفة: فواكه طازجة أو حفنة مكسرات غير مملحة.
هذا النمط الغذائي ليس مجرد علاج، بل أسلوب حياة يعيد التوازن للجسم بأكمله، إذ إن الكبد حين يتعافى، تنعكس حيويته على كل خلية في الجسم، من الطاقة الذهنية إلى صفاء البشرة