فيسبوك
واتساب
عندما يشتد البرد وتنخفض درجات الحرارة، يظن معظم الناس أن خطر الجفاف قد تراجع، وأن احتياج الجسم للماء يقل تلقائيًا، غير أن هذا الاعتقاد الشائع خاطئ، فالجفاف في الشتاء يحدث تدريجيًا دون أن نشعر، ويؤثر على طاقتنا، وبشرتنا، وحتى تركيزنا الذهني.
وفقًا لتقرير نشره موقع Everyday Health، فإن برودة الطقس لا تعني أن الجسم يتخلى عن حاجته للماء، بل تزداد أحيانًا العوامل التي تؤدي إلى فقدانه ببطء، الهواء الجاف في الأماكن المغلقة، وارتداء طبقات كثيرة من الملابس، وقلة الإحساس بالعطش، كلها أسباب تجعل الترطيب في الشتاء أكثر أهمية مما نتصور.
كيف نفقد الماء رغم البرد؟
التدفئة الداخلية
الدفء الذي يوفره المدفأة أو جهاز التدفئة له وجه آخر لا نلتفت إليه كثيرًا؛ إذ يؤدي الهواء الجاف الناتج عن التسخين المستمر إلى تبخر الماء من الجلد والأغشية المخاطية، فيجف الفم والأنف والعينان تدريجيًا، ومع قضاء ساعات طويلة في بيئة دافئة مغلقة، يفقد الجسم جزءًا من رطوبته الطبيعية دون أن تظهر مؤشرات واضحة.
التعرق غير الملحوظ
في الشتاء نميل إلى ارتداء طبقات متعددة من الملابس الثقيلة، ما يجعل حرارة الجسم ترتفع عند بذل أي مجهود بسيط. يحدث التعرق فعليًا، لكننا لا نشعر به لأن العرق يتبخر سريعًا في الجو البارد. هذه الخسارة غير المرئية للسوائل يمكن أن تكون سببًا مباشرًا للشعور بالخمول أو الصداع.
تراجع الإحساس بالعطش
أحد أهم أسباب الجفاف الشتوي هو أن الجسم لا يرسل إشارات قوية تدفعنا للشرب، لأن برودة الطقس تُقلل استجابة مراكز العطش في الدماغ. وهكذا تمر ساعات طويلة دون تناول الماء، بينما تواصل الكلى والجلد والرئتان فقد كميات صغيرة لكنها مؤثرة من السوائل.
العلامات التي يجب الانتباه إليها
قد لا يبدو الجفاف في الشتاء بنفس وضوحه في الصيف، لكنه يُحدث تأثيرات ملموسة. من أبرز العلامات:
صداع متكرر أو إحساس بثقل الرأس.
جفاف الشفاه والجلد وتشقق الكعبين.
تراجع الطاقة أو ما يُعرف بإرهاق منتصف اليوم.
صعوبة في التركيز الذهني وضعف الذاكرة قصيرة المدى.
لون بول داكن أو قلة عدد مرات التبول خلال اليوم.
وتشير الدراسات إلى أن الجفاف، حتى في مستوياته البسيطة، قد يُضعف الانتباه وردود الفعل ويؤثر على الأداء العقلي لدى البالغين.
كيف تحافظ على الترطيب في الأجواء الباردة؟
١. الماء هو الأساس
احتفظ بزجاجة ماء إلى جوارك طوال اليوم، سواء في المكتب أو المنزل. وجودها أمامك يُذكّرك بالشرب بانتظام. لا تنتظر الشعور بالعطش، فذلك يأتي متأخرًا عن حاجة الجسم الفعلية.
٢. المشروبات الدافئة بديلاً ذكيًا
إذا كنت تنفر من الماء البارد في الشتاء، فاختر مشروبات خالية من الكافيين مثل شاي الأعشاب أو الماء الساخن المضاف إليه شريحة ليمون. فالمشروبات الدافئة تُسهم بفاعلية في الحفاظ على الترطيب دون فقد السوائل.
٣. الأطعمة الغنية بالماء
احرص على تناول أطعمة تحتوي على نسب مرتفعة من الماء مثل الحساء، والخضراوات الورقية، والفواكه الشتوية كالبرتقال والتفاح. هذه المكونات تدعم الترطيب وتُعزز من الشعور بالدفء والشبع في الوقت نفسه.
٤. مراقبة لون البول
يُعد لون البول مؤشرًا بسيطًا ودقيقًا على حالة الجسم المائية. إذا كان لونه فاتحًا، فذلك يعني أنك تحصل على كفايتك من الماء. أما إذا اقترب لونه من العسل أو التفاح، فقد حان وقت شرب المزيد.
٥. موازنة المشروبات الأخرى
لكل كوب من القهوة أو مشروب الطاقة، احرص على شرب كوب ماء موازٍ له. فالكافيين قد يزيد من فقدان السوائل عبر البول، وتعويض ذلك بالماء يُحافظ على توازن الجسم.
٦. قلّل المشروبات السكرية
المشروبات الغازية ليست مصدرًا للترطيب، بل على العكس قد تُسبب فقدان مزيد من الماء من خلال زيادة الإدرار البولي. لذا يُفضل استبدالها بخيارات مرطبة مثل الماء الفوار المضاف إليه شرائح الفاكهة.
