في مواسم البرد والأنفلونزا، يعاني كثيرون من التهابات الأنف المصحوبة بجفاف أو تشققات مزعجة داخل الفتحتين الأنفيتين. هذه التقرحات الصغيرة قد تبدو بسيطة في البداية، لكنها أحيانًا تتحول إلى مصدر ألم مزمن أو حتى بوابة لعدوى بكتيرية متكررة إذا أُهملت، ويزداد الأمر وضوحًا مع تكرار نزلات البرد أو استخدام المناديل الورقية بشكل مفرط لتجفيف الأنف.
وفقًا لتقرير نشره موقع Tua Saúde الطبي، فإن تقرحات الأنف غالبًا ما تنتج عن الجفاف المستمر في الأغشية المخاطية أو الاستخدام الخاطئ لبخاخات الأنف، وقد تتطور أحيانًا بفعل العدوى أو الحساسية المزمنة، ويشير التقرير إلى أن التشخيص المبكر والعناية الملائمة يحدّان من تفاقم الأعراض ويحميان من العدوى الثانوية.
الجفاف.. السبب الأكثر شيوعًا
الهواء البارد والجاف خلال الشتاء يساهم في فقدان الرطوبة داخل الأنف، ما يجعل الأنسجة الداخلية أكثر هشاشة. ومع التكرار، تبدأ الشقوق الدقيقة بالتحول إلى تقرحات مؤلمة يصعب التئامها سريعًا. الحفاظ على رطوبة الجو باستخدام مرطبات الهواء وشرب كميات كافية من الماء من أبسط الخطوات الوقائية التي تقلل من حدوث هذه المشكلة.
بخاخات الأنف… الاستخدام المفرط خطر صامت
كثيرون يلجأون لبخاخات إزالة الاحتقان دون وعي بضرورة تحديد فترة الاستعمال. الاستخدام الطويل لتلك المستحضرات يسبب تهيجًا للأغشية المخاطية ويزيد من فرص ظهور القشور والجروح الداخلية، يُفضل الاكتفاء بها لأيام معدودة فقط، واستبدالها بمحاليل ملحية طبيعية تساعد على ترطيب الأنف دون آثار جانبية.
الحساسية وتكرار فرك الأنف
التعرض المستمر لعوامل الحساسية مثل الغبار أو العطور أو وبر الحيوانات يؤدي إلى التهابات سطحية تجعل بطانة الأنف أكثر عرضة للتشقق. كما أن العطس المتكرر أو الفرك العنيف أثناء تنظيف الأنف يزيد من تفاقم القروح، استخدام مضادات الهيستامين التي يصفها الطبيب مع تجنّب المحفزات البيئية يخفف من الأعراض ويحافظ على سلامة الجلد الداخلي.
العدوى البكتيرية أو الفيروسية
في بعض الحالات، تكون التقرحات نتيجة عدوى موضعية. عندها تظهر قشور صفراء أو إفرازات طفيفة، وأحيانًا ألم عند اللمس. قد تحتاج هذه الحالات إلى مرهم مضاد حيوي موضعي يصفه الطبيب بعد التأكد من السبب. تجاهل العلاج قد يؤدي إلى انتشار الالتهاب أو تكون دمامل مؤلمة حول الأنف.
إصابات بسيطة
خدوش الأنف الناتجة عن تنظيفه بعنف تُعد سببًا متكررًا لدى الأطفال والبالغين على حد سواء. ورغم بساطتها، إلا أنها قد تفتح الطريق لدخول البكتيريا. لذلك ينصح الخبراء بغسل المنطقة بمحلول ملحي لطيف، وتجنّب لمس الجروح حتى تلتئم تمامًا.
متى تستدعي القروح استشارة الطبيب؟
إذا استمرت التقرحات لأكثر من أسبوعين، أو كانت مؤلمة وتنزف بشكل متكرر، أو رافقها تورم في الوجه أو إفرازات كريهة، فزيارة الطبيب تصبح ضرورية. هذه الأعراض قد تشير إلى التهاب أعمق في الجيوب الأنفية أو ضعف في الشعيرات الدموية أو حتى عدوى فيروسية تحتاج إلى علاج متخصص.
نصائح وقائية وعادات صحية
ـ ترطيب الأنف يوميًا بمحاليل ملحية طبيعية.
ـ الابتعاد عن التدخين والعطور القوية والمنظفات الكيميائية.
ـ ىاستخدام مناديل ناعمة لتقليل الاحتكاك بالجلد.
ـ تهوية المنزل جيدًا والحفاظ على درجة حرارة معتدلة.
ـ مراجعة الطبيب قبل استعمال أي بخاخ لفترة طويلة.
ـ الاهتمام البسيط بهذه التفاصيل يقلل من احتمالات الإصابة ويمنح الأغشية المخاطية فرصة للتجدد الطبيعي دون مضاعفات.