فوائد تناول حمض الفوليك فى فترة الحمل للأم والجنين

الجمعة، 19 ديسمبر 2025 03:00 ص
فوائد تناول حمض الفوليك فى فترة الحمل للأم والجنين عناصر غذائية ينصح بها للحامل

كتبت مروة محمود الياس

يُعد حمض الفوليك من الفيتامينات الأساسية التي لا يمكن لجسم الإنسان الاستغناء عنها، خاصة خلال فترة الحمل المبكر. فهو أحد أشكال الفيتامين “ب9”، الذي يشارك في تكوين المادة الوراثية داخل الخلايا، ما يجعله محورًا أساسيًا في نمو الجنين وتطور أعضائه العصبية منذ الأسابيع الأولى للتخصيب، هذا العنصر يمكن أن يحدث فرقًا بين حمل طبيعي وآخر قد يتعرض لمضاعفات عصبية خطيرة.

وفقًا لتقرير نشره موقع  هيلث لاين  فإن تناول حمض الفوليك قبل الحمل وخلال الأشهر الأولى منه يقلل احتمالات إصابة الجنين بعيوب الأنبوب العصبي بنسبة قد تصل إلى 70%، وهي من أكثر التشوهات الخلقية شيوعًا.

ما الذي يجعل حمض الفوليك بهذه الأهمية؟

في الأسابيع الأربعة الأولى من الحمل، يبدأ الأنبوب العصبي — وهو البنية التي تتطور منها لاحقًا الدماغ والحبل الشوكي — في التكون والانغلاق. أي خلل في هذه العملية قد يؤدي إلى تشوهات مثل السنسنة المشقوقة أو انعدام الدماغ.
حمض الفوليك يعمل في هذه المرحلة كمحفّز لانقسام الخلايا وتكوين الأنسجة العصبية، ويساعد على تكوين خلايا الدم الحمراء التي تنقل الأكسجين إلى أنسجة الجنين النامية.

مصادر حمض الفوليك الطبيعية والمكملات

توجد كميات من حمض الفوليك في أطعمة متعددة مثل الخضراوات الورقية الداكنة، والبقوليات، والفواكه الحمضية، والخبز المدعم بالفيتامينات.
لكن معظم النساء لا يحصلن على الكمية الكافية من الغذاء وحده، ولهذا توصي الجهات الطبية — مثل هيئة الخدمات الصحية البريطانية (NHS) — بتناول مكمل يومي يحتوي على 400 إلى 500 ميكروجرام من حمض الفوليك بدءًا من شهر قبل الحمل وحتى نهاية الثلث الأول منه.

من الأكثر احتياجًا لجرعات إضافية؟

تزداد الحاجة إلى جرعات أعلى لدى النساء اللواتي لديهن تاريخ شخصي أو عائلي مع عيوب الأنبوب العصبي، أو من يتناولن أدوية للصرع أو يعانين من مرض السكري أو السمنة المفرطة.
في هذه الحالات، قد يوصي الطبيب بجرعة تصل إلى 5 ملج يوميًا، وهي كمية تُصرف بوصفة طبية لتقليل احتمالات الخطر الوراثي أو الدوائي على الجنين.

أنواع عيوب الأنبوب العصبي وتأثيراتها

تنقسم العيوب العصبية إلى ثلاثة أشكال رئيسية:

السنسنة المشقوقة: حيث لا يكتمل انغلاق العمود الفقري مما يؤدي إلى خروج جزء من الحبل الشوكي.

انعدام الدماغ: فشل إغلاق الجزء العلوي من الأنبوب العصبي، ما يمنع تطور الدماغ والجمجمة.

الفتق الدماغي: بروز أنسجة المخ من خلال فتحة في الجمجمة، وهو من الحالات النادرة.

وغالبًا ما يتم اكتشاف هذه العيوب من خلال فحص الموجات فوق الصوتية التفصيلية بين الأسبوعين 18 و20 من الحمل، أو عبر تحليل مصل الأم الذي يقيس مستوى بروتين الألفا فيتوبروتين في الدم.

كيف يمكن الوقاية بشكل فعّال؟

الوقاية تبدأ قبل الحمل. إذ يُنصح جميع النساء في سن الإنجاب بالحصول على حمض الفوليك ضمن النظام الغذائي اليومي، إلى جانب المكملات، لأن تطور الجهاز العصبي للجنين يبدأ قبل أن تعرف الأم أنها حامل.
كما أن اتباع نظام غذائي متوازن، والإقلاع عن التدخين، وضبط الأمراض المزمنة مثل السكري، كلها عوامل تُسهم في تقليل خطر حدوث تشوهات الأنبوب العصبي.

ويشير التقرير إلى أن الدول التي أدرجت الفولات في الأغذية الأساسية مثل الدقيق والحبوب شهدت انخفاضًا ملحوظًا في حالات السنسنة المشقوقة خلال العقدين الماضيين.

متى يجب استشارة الطبيب؟

إذا كانت لدى الأم عوامل خطر أو تاريخ سابق مع هذه الحالات، فإن استشارة الطبيب قبل الحمل خطوة أساسية لتحديد الجرعة المناسبة من الفوليك، وإجراء الفحوصات الوقائية.


كما يمكن للطبيب أن يوصي بتحليل الدم لمتابعة مستويات الفيتامين وضبطها طوال فترة الحمل، لضمان وصول الكمية الكافية للجنين في مراحل تكوينه الحساسة.


 




أخبار اليوم السابع على Gogole News تابعوا آخر أخبار اليوم السابع عبر Google News
قناة اليوم السابع على الواتساب اشترك في قناة اليوم السابع على واتساب



الرجوع الى أعلى الصفحة