المناخ يعيد تسعير العالم.. القهوة والكاكاو على صفيح ساخن والتغيرات تقلل مذاقها.. تصاعد التقلبات المناخية ودخول الأسواق عصرا جديدا.. وعدم الاستقرار السعرى المرتبط بالجفاف والأمطار المتطرفة وغياب اليقين حتى 2026

الجمعة، 19 ديسمبر 2025 06:00 ص
المناخ يعيد تسعير العالم.. القهوة والكاكاو على صفيح ساخن والتغيرات تقلل مذاقها.. تصاعد التقلبات المناخية ودخول الأسواق عصرا جديدا.. وعدم الاستقرار السعرى المرتبط بالجفاف والأمطار المتطرفة وغياب اليقين حتى 2026 القهوة والشوكولاتة

فاطمة شوقى

تتصاعد المخاوف العالمية بشأن تأثير التغيرات المناخية على أسواق المواد الغذائية الأساسية، وعلى رأسها القهوة والكاكاو، وهما سلعتان استهلاكيتان ذات أهمية اقتصادية وثقافية كبيرة على مستوى العالم. تشير الدراسات الحديثة إلى أن أنماط الطقس المتطرفة – من جفاف شديد إلى أمطار غزيرة غير متوقعة – بدأت تعيد تشكيل أسعار هذه السلع، مسببة تقلبات حادة تهدد المزارعين والمستهلكين على حد سواء.

البن والكاكاو

يعتبر كلا من البن والكاكاو من المحاصيل الحساسة بشكل استثنائى للتغيرات المناخية. ففى دول مثل البرازيل وكولومبيا، المصدرين الرئيسيين للقهوة، يؤدى ارتفاع درجات الحرارة وانخفاض هطول الأمطار إلى تراجع إنتاج البن عالى الجودة، بينما تؤدى الفيضانات المفاجئة إلى تلف المحاصيل أو تأخير موسم الحصاد. أما بالنسبة للكاكاو، فإن ساحل العاج وغانا، أكبر منتجيه فى العالم، تواجهان تهديدات مماثلة مع تزايد موجات الجفاف وتقلبات الأمطار، ما يؤدى إلى انخفاض المحصول وزيادة الضغوط على الأسعار الدولية، وفقا لصحيفة انفوباى الأرجنتينية.

 

التقلبات المناخية يقلل من مذاق البن والشوكولاتة

التقلبات المناخية لم تؤثر فقط على الكميات المنتجة، بل امتدت آثارها إلى جودة المحاصيل نفسها. القهوة والكاكاو ذوا الجودة العالية يتطلبان شروطًا مناخية دقيقة، وأى تغير كبير فى الحرارة أو الرطوبة يمكن أن يقلل من مذاق البن والكاكاو، وهو ما ينعكس مباشرة على الأسعار فى الأسواق العالمية. خبراء الاقتصاد الزراعى يحذرون من أن استمرار هذه الظاهرة قد يؤدى إلى إعادة تقييم كامل لتكاليف الإنتاج والتسعير، مع احتمال انتقال هذه الضغوط إلى المستهلك النهائى فى صورة ارتفاع مستمر للأسعار.


من جهة أخرى، الأسواق المالية بدأت بالفعل تتفاعل مع هذا التغير فى ديناميكيات الإنتاج. صناديق الاستثمار والسماسرة يراقبون بيانات المناخ عن كثب، ويعيدون ضبط توقعاتهم للأسعار المستقبلية للبن والكاكاو. هذه الديناميكية تزيد من تقلبات السوق، وتجعل التنبؤ بأسعار هذه السلع أكثر صعوبة، خصوصًا مع اقتراب عام 2026 الذى من المتوقع أن يشهد مزيدًا من الظواهر المناخية غير المسبوقة.

 

التغير المناخى تهديد مزدوج

بالنسبة للمزارعين فى البلدان النامية، التغير المناخى يمثل تهديدًا مزدوجًا: انخفاض الإنتاجية وزيادة تكلفة التأمين على المحاصيل أو الحاجة لتقنيات الزراعة المقاومة للطقس القاسي. الحكومات والمنظمات الدولية بدأت فى اتخاذ خطوات للتكيف مع هذا الواقع، مثل تطوير أصناف مقاومة للجفاف، أو تحسين نظم الرى الذكية، إلا أن هذه الحلول غالبًا ما تتطلب استثمارات كبيرة يصعب على المزارعين الصغار تحملها بمفردهم.

 

الأزمة تمتد للاقتصاد العالمى

تأثير هذه الأزمة لا يقتصر على الأسواق المحلية، بل يمتد إلى الاقتصاد العالمى بأسره. القهوة والكاكاو ليستا مجرد سلع، بل مصدر رزق لملايين الناس فى أمريكا اللاتينية وأفريقيا، ومكون رئيسى لصناعات كبرى تشمل الشوكولاتة والمشروبات. أى زيادة كبيرة فى الأسعار أو انخفاض فى المعروض يمكن أن يؤدى إلى موجة تضخم غذائى عالمية، تعمق أزمة الغذاء فى مناطق ضعيفة بالفعل.


فى ضوء هذه التحديات، يشير الخبراء إلى أن العالم يمر بمرحلة جديدة من عدم اليقين فى أسعار المواد الغذائية الأساسية، وأن أسواق القهوة والكاكاو أصبحت اختبارًا حيًا لقدرة الاقتصاد العالمى على التكيف مع تقلبات المناخ المتزايدة. التحذيرات تتكرر: على صانعى السياسات والمستثمرين والمزارعين العمل معًا لإيجاد حلول مبتكرة ومستدامة قبل أن تصبح هذه الأزمة تهدد الأمن الغذائى العالمى بشكل أوسع.




أخبار اليوم السابع على Gogole News تابعوا آخر أخبار اليوم السابع عبر Google News
قناة اليوم السابع على الواتساب اشترك في قناة اليوم السابع على واتساب



الرجوع الى أعلى الصفحة