الدوار الرقمى.. طبيب أعصاب يوضح سبب الشعور بالدوخة عند استخدام الموبايل

قد يحدث الدوار نتيجة الحركة المفاجئة أو خلل في التوازن، لكن وجد أن الدوار يمكن أن يحدث عند استخدام الهاتف، قد يكون هاتفك هو ما يربطك بالعالم، لكن جسمك لا يزال يعيش في عالم تحكمه الجاذبية والحركة والراحة، فإذا شعرت بالدوار أثناء استخدام هاتفك فقد يكون ذلك بسبب الدوار الرقمي حسب ما جاء في تقرير نشره الموقع الإلكتروني"أونلي ماي هيلث".

وفقا للتقرير فإن ما لا يدركه الكثيرون  أن دوار الهاتف ليس مجرد تعب فهى حالة حديثة مرتبطة بطريقة تفاعل نظام التوازن في دماغنا مع التحفيز البصري المفرط، وقد يصفها البعض بموجة دوار مفاجئة، بينما يصفها آخرون بإحساس غريب بالحركة، كما لو أن الجسم لا يستطيع مجاراة حركة العينين.

لماذا الهاتف قد يسبب الدوار؟

يقول  الدكتور أفيناش كولكارني، استشاري طب الأعصاب في الهند ، إن الدوار لا يقتصر على الدوران في غرف مظلمة أو فقدان التوازن الشديد، فإنه في جوهره خلط بين ما تراه عيناك، وما تشعر به أذنك الداخلية، وطرق قراءة دماغك لهذه الإشارات، فعادة  تعمل الرؤية والتوازن والوعي الجسدي بسلاسة، ولكن عندما ينحرف أحدهما عن مساره، يواجه الدماغ صعوبة في فهم ما يحيط به .

يضيف د.أفيناش أن الهواتف صممت  لتغمر أعيننا بالحركة، من مقاطع فيديو سريعة، وفيديوهات متتالية وانتقالات سريعة، وأضواء ساطعة فهذه الحركات السريعة تخدع الدماغ ليظن أنك تتحرك، رغم أن جسمك ثابت والنتيجة تكون  تعارض قصير بين نظامي الرؤية والتوازن، مما يسبب أعراضًا مثل الدوخة، والدوار، وإجهاد العين، وحتى الغثيان.

يشير  استشاري طب الأعصاب  إلى أن في الماضي، كان أطباء الأعصاب يعتبرون الدوار ناتجًا في الغالب عن التهابات الأذن الداخلية، أو اضطرابات الصداع النصفي، أو تغيرات ضغط الدم ولكن في السنوات الأخيرة، ظهر نمط جديد .

وفقًا لدراسة حديثة نشرت في ResearchGate، فإن العديد من الشباب وخاصة أولئك الذين يقضون ساعات طويلة على الأجهزة المحمولة يشكون من دوخة مؤقتة أو عدم توازن بعد تصفح الإنترنت أو اللعب لفترات طويلة.

لماذا يعد الشباب أكثر عرضة للدوار الرقمي؟

يذكر د.كولكارني أن  الشباب هم الأكثر تضررًا من هذا الدوار وليس كبار السن،  فمع تجاوز متوسط وقت استخدام الشاشات  من  ست إلى ثماني ساعات يوميًا بين العاملين والطلاب، تتكيف أدمغتنا مع مدخلات الحركة شبه المستمرة وأيضا يميل الشباب  إلى استخدام الهواتف أثناء الاستلقاء، أو القيام بمهام متعددة في وقت واحد، أو التمرير في ضوء خافت، وكل ذلك يرهق العينين ويؤثر بشكل أكبر على الجهاز الحسي ومع مرور الوقت، يمكن أن يؤدي هذا إلى تفاعل الدماغ بشكل أقوى مع الحركة البصرية، مما يسهل ظهور أعراض الدوار.

يوضح د.أفيناش كولكارني أن توجد داخل الأذن الداخلية قنوات صغيرة مملوءة بسائل، تحتوي على خلايا شعرية دقيقة، ترسل إشارات إلى الدماغ حول حركة رأسك وموضعه وعند التمرير السريع أو مشاهدة مقاطع فيديو سريعة، تلتقط عيناك الحركة، لكن الأذن الداخلية لا تلتقطها، مما يسبب ارتباكًا مؤقتًا في مركز التوازن في الدماغ وعندها يستقبل الدماغ رسالتين متضاربتين - إحداهما تقول أنت تتحرك، والأخرى تقول أنت لا تتحرك  فيمكن أن يسبب هذا الارتباك إحساسًا بالدوار.  

أعراض شائعة للدوار الرقمي يجب الانتباه لها

وفقًا للدكتور كولكارني، إليك بعض العلامات الشائعة للدوار الناتج عن الهاتف والتي يجب مراقبتها:

-إحساس قصير بالدوران بعد رفع النظر عن الهاتف

-الشعور بفقدان التوازن أو الدوار، خاصةً عند الوقوف فجأة

-ضغط أو ثقل في الرأس بعد استخدام الشاشة

-غثيان أو شعور خفيف بالارتباك

-زيادة الحساسية للأضواء الساطعة أو الصور المتحركة

على الرغم من أن هذه الأعراض قد تبدو بسيطة في البداية، إلا أن تكرار النوبات يشير إلى أن نظام التوازن لديك مجهد، وقد يتطلب تدخلًا طبيًا أو تغييرًا في نمط حياتك.

يقدم طبيب الأعصاب بعض النصائح للوقاية من  الدوار الرقمي الناتج عن الهاتف وهى الآتي:

1. يجب أخذ فترة راحة بصرية كل ٢٠ دقيقة و انظر بعيدًا عن شاشتك وركز على شيء بعيد لمدة ٢٠ ثانية.

2.تجنب الاستلقاء على ظهرك أثناء تصفح الهاتف وإبقي رأسك مستقيمة فإن ذلك يساعد أذنك الداخلية  في الحفاظ على الاتجاه.

3.استخدم إضاءة جيدة، لأن الضوء الخافت يزيد من إجهاد العين واختلال التوازن البصري.

4.حافظ على حركة الشاشة معتدلة وقلل سرعة الرسوم المتحركة في التطبيقات وتجنب الجلسات الطويلة من المحتوى سريع الحركة.

5.اشرب الماء ونم جيدًا، لأن  الجفاف وقلة النوم يزيدان من الدوار.