التعليم عملية شاملة تهدف إلى بناء الإنسان ككل، والعمود الفقرى لأى أمة تريد أن تنهض، والبداية دائما ما تكون من التعليم، لذلك عندما يُصاب المجتمع بأى أوبئة اجتماعية وتتقاعس الإرادات وتكثر الأزمات والظواهر السلبية تذهب العقول والقلوب وتجحظ الأعين إلى التعليم باعتباره طوق النجاة والمنقذ، وما نود أن نسلط الضوء عليه، الجدل الدائر بشأن العنف المدرسى بأشكاله وصوره المختلفة، وهو ما يجب الانتباه إليها جيدا، خاصة أن هناك من يستغل هذه الظواهر وتكرارها وترويجها على أنها لا تأتى في إطار الاستثناء، وهو ما ينعكس بالسلب على المنظومة التعليمية ككل، وعلى شكل الدولة ( اجتماعيا – اقتصاديا – سياسيا ) وانعكسات ذلك على النسيج المجتمعى.
لذلك مواجهة هذه الظواهر السلبية في المدارس تتطلب يقظة مستمرة، وتعاوناً بين جميع الأطراف المعنية "الأسرة، المدرسة، والجهات الحكومية" لخلق بيئة تعليمية آمنة ومحفزة، مع ضرورة وضع سياسة صارمة وواضحة وتكون هذه السياسات معروفة لجميع الطلاب والمعلمين والموظفين وأولياء الأمور.
والأهم، تنفيذ ورش عمل وحملات توعوية منتظمة للطلاب مع توفير تدريب متخصص للمدرسين والأخصائيين الاجتماعيين والنفسيين وتفعيل دور الأخصائيين كخبراء في الصحة النفسية ومنسقين بين العائلة والمدرسة، وبناء الثقة مع الطلاب لتشجيعهم على التحدث عن مشكلاتهم.
ورسالتنا، أن نعلم أن الفرق بين من يُحقق قفزة في عشر سنوات، ومن يظل في موقعه، هو طريقة إدارة الملف، وليس جودة النوايا، الأمر الآخر الذى يجب الانتباه إليه، وبالتالى التفرقة في التعليم من خلال تعدد المدارس والأنظمة قد يكون سبب الإشكالية وهو ما يجب فهمه ودراسته جيدا، لأن هدفنا أن يخرج إنسان مصري حقيقي نقي له هوية وانتماء، فظاهرة العنف الجسدى والجنسى للأطفال بقد يكون بمثابة اختراق للأمن القومى، وجرس إنذار للجميع، وليست عملاً عشوائياً..