هل يؤثر مرض السكر من النوع الثالث على الدماغ ويزيد خطر الإصابة بالخرف؟

الأحد، 14 ديسمبر 2025 10:00 م
هل يؤثر مرض السكر من النوع الثالث على الدماغ ويزيد خطر الإصابة بالخرف؟ السكر

كتبت فاطمة خليل


تزايدت في السنوات الأخيرة التحذيرات الطبية بشأن العلاقة بين اضطرابات سكر الدم وصحة الدماغ، مع ظهور مصطلح مثير للجدل يُعرف باسم "مرض السكر من النوع الثالث"، والذي يُستخدم لوصف الارتباط المحتمل بين مقاومة الأنسولين في الدماغ وارتفاع خطر الإصابة بالخرف، وعلى رأسه مرض الزهايمر، وفقا لموقع تايمز ناو.ورغم أن المصطلح غير معتمد رسميًا كتشخيص طبي، فإن الأدلة العلمية المتراكمة تشير إلى أن التحكم السيئ في مستويات السكر في الدم قد يكون له تأثيرات بعيدة المدى على الوظائف الإدراكية والذاكرة.

ما هو مرض السكر من النوع الثالث؟
 

يُستخدم مصطلح السكري من النوع الثالث للإشارة إلى فرضية علمية تفترض أن مرض الزهايمر قد يكون شكلًا من أشكال مقاومة الأنسولين التي تحدث تحديدًا داخل الدماغ، وليس في باقي أنسجة الجسم فقط.

ووفقًا لهذه الفرضية:

يعجز الدماغ عن الاستجابة الطبيعية للأنسولين

يختل عمل عامل النمو الشبيه بالأنسولين (IGF)

تتأثر الخلايا العصبية المسؤولة عن الذاكرة والتعلمكما يستخدم بعض الباحثين المصطلح لوصف الأشخاص المصابين بالسكر من النوع الثاني الذين تم تشخيصهم لاحقًا بمرض الزهايمر، وهو ما يضيف مزيدًا من الجدل حول دقته العلمية.

لماذا يُعد هذا المصطلح مثيرًا للجدل؟
 

رغم انتشاره إعلاميًا، لا يحظى مصطلح السكر من النوع الثالث بقبول واسع داخل المجتمع الطبي، وذلك للأسباب التالية:

لا يُعترف به كتشخيص سريري رسمي

لا توجد معايير تشخيصية واضحة له

يُخشى أن يؤدي استخدامه إلى تبسيط معقد لعلاقة متعددة العوامل بين السكر والخرف


ويُفرّق الأطباء بوضوح بين هذا المصطلح وبين داء السكري من النوع 3c (T3cDM)، وهو مرض حقيقي ومعترف به، ينشأ نتيجة أمراض تصيب البنكرياس، ويختلف تمامًا عن السكر من النوع الثالث المرتبط بالدماغ.

كيف يؤثر السكر على الدماغ؟
 

أظهرت دراسات عديدة وجود علاقة وثيقة بين داء السكر غير المنضبط وزيادة خطر الإصابة بأنواع مختلفة من الخرف، وذلك عبر عدة آليات، منها:

1. تلف الأوعية الدموية
 

يؤدي ارتفاع السكر المزمن إلى تلف الأوعية الدموية الدقيقة

يشمل ذلك الأوعية المغذية للدماغ

ما يزيد خطر الإصابة بـ الخرف الوعائي

2. الالتهاب المزمن

المستويات المرتفعة من السكر تُحفّز الالتهاب

الالتهاب يُلحق الضرر بخلايا الدماغ

قد يسرّع التدهور الإدراكي

3. اختلال كيمياء الدماغ

يؤثر السكري على توازن النواقل العصبية

يضعف الاتصال بين الخلايا العصبية

يُسهم في التغيرات المشابهة لمرض الزهايمر


لهذه الأسباب، يُعد السكر عامل خطر رئيسي للخرف، وقد يكون مقدمة لتداخل لاحق مع مرض الزهايمر.

ما الذي يسبب مرض السكر من النوع الثالث؟
 

بحسب الخبراء، فإن عوامل الخطر المحتملة ترتبط أساسًا بعوامل الإصابة بالسكر من النوع الثاني، وتشمل:

وجود تاريخ عائلي للإصابة بالسكري

ارتفاع ضغط الدم

السمنة أو زيادة الوزن

نمط حياة خامل

الإصابة بأمراض مزمنة مثل:

الاكتئاب

متلازمة تكيس المبايض
وتُسهم هذه العوامل في تطور مقاومة الأنسولين واضطرابات التمثيل الغذائي، والتي قد تنعكس سلبًا على صحة الدماغ.

أعراض السكر من النوع الثالث المرتبطة بالخرف

تشبه الأعراض المقترحة لحالة السكر من النوع الثالث الأعراض المبكرة للخرف والزهايمر، ومن أبرزها:

فقدان الذاكرة الذي يؤثر على الحياة اليومية

صعوبة أداء المهام المألوفة

نسيان أماكن الأشياء بشكل متكرر

تراجع القدرة على اتخاذ القرارات

ضعف التفاعل الاجتماعي


ويؤكد الأطباء أن ظهور هذه الأعراض لدى مرضى السكر يستدعي تقييمًا طبيًا مبكرًا.

هل يمكن تقليل خطر الخرف عبر التحكم في السكر؟

يشير الخبراء إلى أن الإدارة الجيدة للصحة الأيضية قد تلعب دورًا حاسمًا في حماية الدماغ، وتشمل:

ضبط مستويات السكر في الدم

الحفاظ على وزن صحي

ممارسة النشاط البدني بانتظام

التحكم في ضغط الدم

علاج الاكتئاب والأمراض المزمنة


ورغم عدم وجود علاج قاطع يمنع الخرف، فإن هذه الخطوات قد تُسهم في تقليل المخاطر وتأخير التدهور الإدراكي.

 




أخبار اليوم السابع على Gogole News تابعوا آخر أخبار اليوم السابع عبر Google News
قناة اليوم السابع على الواتساب اشترك في قناة اليوم السابع على واتساب



الرجوع الى أعلى الصفحة