يجلب فصل الشتاء بعض المعاناة لأصحاب الأمراض المزمنة مثل من يعانون من التهاب المفاصل، لأنه مع انخفاض درجات الحرارة، تشتد الآلام، وتتصلب المفاصل، وتنخفض مستويات الطاقة، ويمكن للهواء البارد والجاف، وقلة التعرض لضوء الشمس، والتغيرات في النشاط والنظام الغذائي أن تُسهم جميعها في سلسلة من التفاعلات داخل الجسم تُفاقم العمليات الالتهابية، وهو ما يوضحه تقرير موقع "Webmd".
وسواءً كان الأمر يتعلق بألم المفاصل المستمر، أو التصلب المزعج في الظهر، أو مجرد شعور عام بأن "كل شيء يؤلم أكثر في الشتاء"، فإن الالتهابات تلعب دورًا رئيسيًا، والالتهاب ليس مجرد شعور بعدم الراحة، فعندما يكون مزمنًا، فإنه يرتبط بحالات خطيرة مثل أمراض القلب والسكر واضطرابات المناعة الذاتية.
التهابات الشتاء ليست حتمية أو خارجة عن السيطرة، فإلى جانب النظام الغذائي، والحركة، والنوم، وإدارة التوتر، يمكن لخياراتك من المشروبات أن تُحدث فرقًا حقيقيًا، حيث تحتوي بعض المكونات على مركبات نشطة بيولوجيًا تُساعد جسمك على التعافي بشكل أسرع، وقبل أن نتمكن من الوصول إلى ما سيساعد في تخفيف هذا التيبس.
ما يجب عليك تجنبه لعدم تفاقم الحالة
تجنب البقاء غير نشط لساعات طويلة، لأن قلة الحركة يمكن أن تؤدي إلى تصلب المفاصل وإبطاء الدورة الدموية.
تجنب الإفراط في تناول الأطعمة المصنعة والسكريات والمقليات، لأنها قد تسبب الالتهابات.
لا تهمل شرب السوائل في فصل الشتاء، فقلة تناول السوائل يمكن أن تزيد من آلام العضلات والمفاصل.
تجنب أنماط النوم غير المنتظمة أو النوم ذي الجودة الرديئة، حيث يمكن أن يؤدي ذلك إلى ارتفاع مؤشرات الالتهاب.
لا تعرض جسمك فجأة للبرد الشديد دون ارتداء ملابس دافئة مناسبة، فقد يؤدي ذلك إلى تفاقم آلام المفاصل والعضلات.
فيما يلى.. 5 مشروبات تتميز بقدرتها على تهدئة الالتهابات ودعم جسمك خلال فصل الشتاء:
حليب الكركم
لحليب الكركم، الذي يُعرف غالبًا بالحليب الذهبي، مكانة راسخة في الطب التقليدي منذ قرون، وذلك بفضل مكونه الرئيسى "الكركمين" وهو مركب مضاد للالتهابات ومضاد للأكسدة، وقد أظهرت الدراسات قدرة الكركمين على تثبيط مسارات الالتهاب في الجسم، بما في ذلك تقليل إنتاج الجزيئات المُحفزة للالتهاب، مثل السيتوكينات.
الزنجبيل
الزنجبيل ليس مجرد نوع من التوابل، فهو يحتوي على الجينجيرول، وهو مركب ذو خصائص مضادة للالتهابات ومضادة للأكسدة موثقة جيدًا، وقد أظهرت الدراسات أن الزنجبيل يُمكن أن يُقلل من التعبير عن الجينات المُسببة للالتهابات ويُساعد على تهدئة فرط نشاط خلايا المناعة، ويُعد هذا المشروب مثاليًا للأشخاص الذين يُعانون من التهاب المفاصل، أو تيبس المفاصل الناتج عن البرد، أو آلام العضلات بشكل عام.
الشاي الأخضر
يُعد الشاي الأخضر من أكثر المشروبات التي خضعت للدراسة في أبحاث التغذية، حيث ينتمي مُركبه الرئيسي المضاد للالتهابات، إيبيجالوكاتشين جالات (EGCG)، إلى فئة من مضادات الأكسدة تُسمى الكاتيكينات، والتي ترتبط بانخفاض مستويات السيتوكينات الالتهابية، وقد لوحظ ذلك في دراسات تقيس المؤشرات الحيوية مثل البروتين التفاعلي C (CRP) والإنترلوكين -6 (IL-6) كما يرتبط الشاي الأخضر بتحسين الصحة الأيضية، أي تقليل الالتهاب الجهازي المرتبط بزيادة الوزن ومشاكل سكر الدم.
عصير الكرز الحامض
قد تبدو ثمار الكرز الحامض عادية، لكنها غنية بالأنثوسيانين، وهي مركبات بوليفينولية قوية مضادة للالتهابات، وقد وجدت دراسة حديثة أن تناول الكرز الحامض أو عصيره يمكن أن يخفض بشكل ملحوظ مؤشرات مثل البروتين المتفاعل C (CRP) ويقلل من الإجهاد التأكسدي، خاصة لدى الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات المفاصل مثل النقرس والتهاب المفاصل.
مشروب الليمون والكركم
أحيانًا تكون أفضل الحلول بسيطة هو تناول مشروب دافئ من الليمون والكركم وقليل من العسل، حيث يجمع بين عدة مركبات فعالة في مشروب واحد، ويدعم فيتامين سي الموجود في الليمون وظائف المناعة ومضادات الأكسدة، بينما يوفر الكركم خصائص الكركمين المضادة للالتهابات، وتُبرز دراسات عديدة قدرة الكركمين على تهدئة الالتهابات في حالات مثل التهاب المفاصل الروماتويدي ومتلازمة التمثيل الغذائي، مما يجعل هذا المشروب مفيدًا بشكل خاص عند تفاقم الالتهابات الموسمية.