لماذا يحدث نزيف الأذن وكيف تتعامل معه بطريقة صحيحة؟

قد يبدو نزيف الأذن أمرًا بسيطًا في بدايته، لكنه في كثير من الأحيان يكون مؤشرًا على مشكلة أعمق تتعلق بطبلة الأذن أو التهابات الأذن الوسطى أو حتى إصابات الرأس، ورغم أن ظهور الدم داخل قناة الأذن ليس دائمًا خطرًا مباشرًا، فإن تجاهله أو محاولة التعامل معه بطريقة خاطئة قد يؤدي إلى مضاعفات مؤلمة وفقدان مؤقت أو دائم للسمع.

ووفقًا لتقرير نشره موقع Tua Saúde، فإن نزيف الأذن قد يكون ناتجًا عن أسباب متعددة تتراوح بين الجروح السطحية البسيطة الناتجة عن تنظيف الأذن بأعواد القطن، وصولًا إلى الحالات الخطيرة كتمزق الطبلة أو النزيف الداخلي عقب إصابة في الرأس.

أول ما يجب فعله عند ملاحظة الدم في الأذن

القاعدة الأهم هي عدم محاولة تنظيف الأذن أو إدخال أي أداة داخلها. يجب الاكتفاء بمسح الدم الظاهر بلطف بقطعة قماش نظيفة، ثم مراجعة الطبيب المختص فورًا.
في حال كان النزيف مصحوبًا بأعراض مثل الدوار، أو فقدان السمع المفاجئ، أو صداع شديد، أو إفرازات متكررة، فهذه إشارات على ضرورة التدخل الطبي العاجل.

أسباب نزيف الأذن الأكثر شيوعًا

1. تنظيف الأذن بعنف أو باستخدام أعواد القطن

يعد السبب الأكثر انتشارًا للنزيف الخفيف من الأذن، عند إدخال المسحة بعمق أو تحريكها بقوة، قد تُصاب قناة الأذن بخدوش صغيرة أو تهيّج في الجلد الرقيق المبطن لها، مما يؤدي إلى خروج بضع قطرات من الدم

ما يجب فعله: التوقف الفوري عن استخدام المسحات، والاكتفاء بتنظيف الجزء الخارجي للأذن فقط. في حال استمر النزيف أو ظهرت إفرازات، يجب استشارة الطبيب.

2. تمزق طبلة الأذن

تمزق الطبلة هو أحد الأسباب التي تستدعي القلق الفوري، وغالبًا ما يحدث بسبب التعرض لضوضاء شديدة، أو تغيرات ضغط مفاجئة أثناء السفر الجوي أو الغوص، أو إدخال جسم حاد في الأذن.
يصاحبه ألم حاد، وضعف في السمع، وطنين متواصل.

ما يجب فعله: الحفاظ على الأذن جافة تمامًا، وتجنب السباحة أو غسل الأذن بالماء، والذهاب إلى طبيب الأنف والأذن فورًا. غالبًا ما تلتئم الطبلة خلال أسابيع، لكن بعض الحالات تتطلب تدخلًا جراحيًا بسيطًا.

3. التهابات الأذن الوسطى

تعد من أكثر أسباب النزيف شيوعًا لدى الأطفال، وغالبًا ما تنتج عن عدوى بكتيرية أو فيروسية تسبب تجمع السوائل والضغط خلف الطبلة. عندما يزداد الضغط، قد تتمزق الطبلة ويخرج بعض الدم أو الإفرازات الصفراء.

ما يجب فعله: يحتاج المريض إلى فحص سريري لتحديد نوع الالتهاب. عادة تُستخدم مضادات الالتهاب أو المضادات الحيوية، مع مسكنات لتخفيف الألم والحرارة.

4. الرضح الضغطي أو تغيرات الضغط المفاجئة

يحدث أثناء الطيران أو الغوص العميق، حيث لا يتمكن الجسم من موازنة الضغط بين الأذن الداخلية والخارجية. هذا التفاوت قد يؤدي إلى نزيف بسيط أو تمزق دقيق في غشاء الطبلة.

ما يجب فعله: محاولة التثاؤب أو بلع اللعاب لمعادلة الضغط أثناء الرحلة، وفي حال استمرار الألم أو النزيف، يُفضَّل مراجعة الطبيب لتقييم سلامة الطبلة.

5. وجود جسم غريب داخل الأذن

شائع بين الأطفال الصغار الذين يضعون أجسامًا صغيرة كالحصى أو الألعاب داخل الأذن. هذه الأجسام قد تخدش جدار القناة السمعية مسببة نزيفًا وألمًا.

ما يجب فعله: عدم محاولة إخراج الجسم باليد أو بالأدوات المنزلية، لأن ذلك قد يدفعه أعمق داخل الأذن. يجب الذهاب فورًا إلى الطبيب الذي يزيله بأدوات آمنة تحت الإضاءة المناسبة.

6. إصابة الرأس

في حالات الحوادث أو السقوط، قد يكون نزيف الأذن علامة على نزيف داخلي في الجمجمة أو كسر في قاعدة الجمجمة.

ما يجب فعله: يُنقَل المصاب مباشرة إلى قسم الطوارئ دون تأخير، مع تجنب تحريك الرأس كثيرًا حتى تُجرى الفحوصات اللازمة مثل الأشعة المقطعية.

7. أورام الأذن أو الالتهابات المزمنة

رغم ندرتها، فإن بعض أنواع الأورام أو الالتهابات المزمنة في الأذن قد تؤدي إلى نزيف متكرر غير مؤلم.

ما يجب فعله: مراجعة طبيب الأنف والأذن لإجراء تقييم دقيق، إذ قد يتطلب التشخيص فحوصًا متقدمة مثل الأشعة أو أخذ عينة للفحص النسيجي.

متى يجب الذهاب إلى الطوارئ؟

يُنصح بعدم الانتظار إذا كان النزيف مصحوبًا بـ:

دوخة شديدة أو فقدان للوعي.

ضعف مفاجئ في السمع.

صداع حاد أو غثيان بعد إصابة في الرأس.

نزيف مستمر لأكثر من بضع ساعات.

كل هذه العلامات تشير إلى ضرورة التقييم الطبي الفوري لتجنب مضاعفات دائمة.