تغير بسيط فى النظام الغذائى قد يقلل من خطر الإصابة بالسكتة الدماغية

تعد السكتة الدماغية أحد الأسباب الرئيسية للوفاة والإعاقة طويلة الأمد حول العالم، وفقًا لبيانات المنظمة العالمية للسكتة الدماغية 2025، وبينما يُعد ارتفاع ضغط الدم والتدخين وأنماط الحياة الخاملة عوامل خطر معروفة، تكشف الأبحاث الحديثة عن الدور الحاسم للنظام الغذائي في التأثير على خطر الإصابة بالسكتة الدماغية، وفقًا لموقع "تايمز أوف انديا".

وتُسلط الأبحاث الحديثة الضوء على الدور الحاسم لمصادر البروتين في الوقاية من السكتة الدماغية، ويقترح أخصائي غدد صماء مُدرّب في مايو كلينك إعطاء الأولوية للبروتينات النباتية على اللحوم الحمراء واللحوم المُصنعة ومنتجات الألبان، وتشير الدراسات إلى أن استبدال هذه البروتينات الحيوانية بالبقوليات والمكسرات والبذور والحبوب الكاملة يُقلل بشكل كبير من خطر الإصابة بالسكتة الدماغية المميتة.

نصائح الطبيب للوقاية من السكتة الدماغية
 

يقول الدكتور جيري إن الأدلة الوبائية تشير إلى وجود علاقة محتملة بين تناول البروتين الغذائي وأمراض القلب، وأن هذه العلاقة قد تعتمد في الواقع على مصدر البروتين، سواءً كان حيوانيًا أم نباتيًا، ويوضح الدكتور جيري هـ. تان أنه على الرغم من أن إجمالي تناول البروتين وحده قد لا يؤثر بشكل مباشر على خطر الإصابة بالسكتة الدماغية، إلا أن مصدر البروتين يلعب دورًا حاسمًا، أي أن الاختيار بين البروتين النباتي والبروتين الحيواني يُحدث فرقًا كبيرًا.

ذكر الدكتور جيري دراسة نشرت في المجلة الأمريكية للتغذية السريرية، أن تناول البروتين المشتق من النباتات أو الحيوانات لم يرتبط بأمراض القلب والأوعية الدموية، لكنهم لاحظوا أن تناول كمية أكبر من البروتين المشتق من النباتات كان مرتبطًا بانخفاض إجمالي حالات السكتة الدماغية بنسبة 22٪، كما ارتبط ارتفاع البروتين المشتق من النباتات لكل 3٪ من إجمالي الطاقة عند استبدال اللحوم الحمراء واللحوم المصنعة وبروتين الألبان أيضًا بانخفاض حالات السكتة الدماغية.

الأهم من ذلك، عندما استُبدلت مصادر البروتين الحيواني المحددة، كاللحوم الحمراء والمصنعة ومنتجات الألبان، بالبروتين النباتي، انخفض خطر الإصابة بالسكتة الدماغية المميتة بنسبة:

48% عند استبدال بروتين اللحوم الحمراء.
61% عند استبدال بروتين اللحوم المصنعة.
46% عند استبدال بروتين الألبان.

ويقول الدكتور جيري إن الدراسة أظهرت بوضوح أن استبدال اللحوم الحمراء والمصنعة بمصادر البروتين النباتية مثل البقوليات والمكسرات والبذور والحبوب الكاملة يرتبط بانخفاض كبير في أشد نتائج السكتة الدماغية المميتة.

الأدلة الداعمة
 

وجدت التحليلات الحديثة لمجموعات الدراسة المستقبلية في الولايات المتحدة والتي أبلغت عنها كلية هارفارد تي إتش تشان للصحة العامة أن النسبة الأعلى من البروتين النباتي إلى الحيواني كانت مرتبطة بانخفاض خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية بشكل عام.

لماذا يبدو البروتين النباتي مفيدًا؟
 

عادةً ما تكون الأطعمة الغنية بالبروتين النباتي (مثل البقوليات والمكسرات والبذور والحبوب الكاملة) غنية بالألياف والدهون غير المشبعة (الصحية) ومضادات الأكسدة والمعادن والمواد الكيميائية النباتية، من ناحية أخرى، تحتوي العديد من مصادر البروتين الحيواني (وخاصة اللحوم الحمراء والمصنعة) على نسبة أعلى من الدهون المشبعة وحديد الهيم والصوديوم أو النترات، وترتبط جميع هذه العوامل بتلف الأوعية الدموية وتصلب الشرايين.

كما وجدت مراجعة منهجية تقارن التأثيرات الأيضية للبروتينات النباتية مقابل البروتينات الحيوانية أن الأنظمة الغذائية الغنية بالبروتينات النباتية كانت مرتبطة بانخفاض ضغط الدم، وتحسين مستويات الدهون، وعلامات أفضل للصحة الأيضية بشكل عام.

كيفية استخدام هذه النصيحة في الحياة اليومية
 

تختلف الاحتياجات اليومية الإجمالية من البروتين باختلاف العمر والنشاط، إذ يحتاج معظم البالغين إلى حوالي 0.8-1 جرام من البروتين لكل كيلوجرام من وزن الجسم، ومع ذلك، فإن ما يهم للوقاية من السكتة الدماغية ليس زيادة إجمالي البروتين، بل زيادة نسبته من المصادر النباتية، ولتطبيق نصيحة الدكتور جيري، حوّل تدريجيًا جزءًا من البروتين اليومي إلى مصادر نباتية، وليس بالضرورة أن تصبح نباتيًا بالكامل فيمكن لتغييرات صغيرة ومتواصلة أن تقلل من خطر السكتة الدماغية، استبدل اللحوم الحمراء أو المصنعة بالفاصولياء أو العدس أو الحمص أو التوفو، وأضف المكسرات أو البذور إلى الوجبات الخفيفة، واختر الحبوب الكاملة مثل الكينوا أو الدخن على الغداء.