المشروع الفائز بجائزة أبواب 2025..

"حكايات الحواف البحرية" رحلة إلى سواحل البحرين عبر الخيوط.. صور

الأربعاء، 05 نوفمبر 2025 05:00 م
"حكايات الحواف البحرية" رحلة إلى سواحل البحرين عبر الخيوط.. صور لطيفة الخياط

دبي ـ سارة درويش

في قلب حي دبي للتصميم، تخطف عينيك الستائر البيضاء الساطعة تحت أشعة الشمس، تبدو من بعيد مجرد خيمة خفيفة تعدك بهدنة من الحرارة، وربما تلمح تطريزات رقيقة تزينها، ولكن بمجرد الاقتراب منها تدرك أنها تكشف عن عالم كامل من الخيوط الدقيقة، الطيور، الأمواج، ومسارات الريح التي تنسج قصصا خفية، وتسرد "حكايات الحواف البحرية" لتكون العمل الفائز بتكليف "أبواب 2025"، والذي يقدم تجربة حسية وبصرية عميقة ضمن أسبوع دبي للتصميم.

في العمل المميز يتحول ضوء الشمس إلى شريك في السرد، حيث يتسلل عبر الخامة الشفافة فيظهر تعرجات الخيط وتداخل طبقات النسيج كأنها أمواج تتحرك على سطح الماء فيما تبدو الطيور المطرزة وكأنها تستعد للطيران محاكية حركة أسراب تعود كل موسم بحثا عن موطنها الأول.

"حكايات الحواف البحرية" رحلة إلى سواحل البحرين عبر الخيوط

العمل الذي ابتكرته المعماريتان البحرينيتان لطيفة الخياط ومريم الجميري من استوديو "مرج" مستلهم من جزيرة النبيه صالح في البحرين التي تقع بين محمية توبلي والمنطقة الصناعية في سترة. واستخدمتا فيه الزخرفة لخلق أرشيف بصري للجزيرة في محاولة للحفاظ على الذاكرة البيئية والثقافية للمكان. وكأن المشروع يدعو لتوثيق ما تبقى من هوية سواحل الخليج قبل أن تبتلعها التغيرات العمرانية.

وفي تعليق حول العمل، تقول لطيفة الخياط لـ"اليوم السابع":"هذا العمل جاء استجابة للدعوة المفتوحة حول موضوع الزخرفة، وبدأنا بطرح سؤال بسيط: ما هي الزخرفة بالنسبة لنا في البحرين؟ بحثنا في تاريخها في العمارة، ثم تساءلنا: لماذا لا نبتكر لغتنا الخاصة من الزخرفة؟ كيف يمكننا أن نصوغ زخرفة تحمل ذاكرة المكان وروحه؟".

وتتابع: "للإجابة، ذهبنا إلى الجزيرة، التي تعيش في الذاكرة أكثر مما تعيش على الورق. هي مليئة بالحكايات الشفهية غير الموثقة، فأردنا أن تصبح هذه الخيوط سجلًا لها. حتى الأسطورة القديمة حول انقلاب القارب إذا حمّل شيئًا من موارد الجزيرة، تجد طريقها إلى التطريز، كما تظهر الطيور المهاجرة والنباتات البحرية وغابات القرم."

وتشير إلى أن العمل يوثق تأثير التدهور البيئي منذ ستينيات القرن الماضي، حيث تراجعت غابات القرم لِأقل من نصف مساحتها بسبب الأنشطة البشرية كالصيد الجائر والردم وتصريف مياه الصرف في الخليج. وتضيف:"أردنا أن نُظهر جانبًا يشهد على التدهور، وجانبًا آخر يحتفي بما بقي. المكان تغير لكنه يملك قدرة على الصمود. نحن هنا لنضيء هذا الصمود ونرفع الوعي بقيمة المكان".

وتضيف مريم الجميري: "خلال زياراتنا للجزيرة ولقاءاتنا مع سكانها، اكتشفنا أن التفاصيل الصغيرة مثل صوت طائر، حركة موج، نقش يدوي، تحمل تاريخا كاملا. سعينا لنسج هذه التفاصيل في عمل يفتح باب الفضول والتأمل".

تجربة "حكايات الحواف البحرية" في أسبوع دبي للتصميم لا تكتفي بمشاهدة العمل، بل تدعو المتلقي لإبطاء خطواته، للاقتراب من الخيوط، والتقاط الظلال التي تتغير مع حركة الضوء، ويخلق مساحة هادئة للتأمل وسط الصخب.

ويأتي العرض ضمن برنامج "أبواب"، الذي أعلن عن المشروع الفائز للعام 2025 تحت شعار "في التفاصيل"، البرنامج الذي انطلق عام 2015 دعم أكثر من 180 مصمما من مناطق متعددة في آسيا وأفريقيا، وركز في دوراته السابقة على قضايا معاصرة ترتبط بالهوية والتقاليد والحاضر. أما هذا العام، فيأخذ خطوة جريئة بتكليف جناح واحد فقط، ما يمنح المشروع مساحة أعمق للتفاعل والتجربة.

جانب من الفعالية
جانب من الفعالية

 

جانب من فعالية الافتتاح
جانب من فعالية الافتتاح

 

ستائر بيضاء
ستائر بيضاء

 

ستائر
ستائر

 

صورة أقرب للستائر
صورة أقرب للستائر

 

لطيفة الخياط
لطيفة الخياط

 

لطيفة خلال مشاركتها فى الفعالية
لطيفة خلال مشاركتها فى الفعالية

 




أخبار اليوم السابع على Gogole News تابعوا آخر أخبار اليوم السابع عبر Google News
قناة اليوم السابع على الواتساب اشترك في قناة اليوم السابع على واتساب